🌸مستشاري القانوني🌸

658 45 22
                                    

🌸🌸🌸
الوداع لا يقع الا لمن يعشق بعنيه
اما ذلك الذي يعشق بقلبه فلا انفصال ابدا ....
 
جلال الدين الرومي
🌸🌸🌸

حاول خالد ان يبدو ناضجا اكثر هذه المرة بالرغم منه لم يستطع ان يتخلى عن طريقته المفضلة في ارباكها  فقط...  لكنه قرر لا ان يحرجها اكثر  اراد ان يترك لها حرية التقدم اليه او التراجع ارادها ان تعود اليه طوعا لا كرها و شوقا و حبا لا استسلالما للحظة لهفة ... رائحتها كانت تدغدغ وجدانه فبقي مسمرا مكانه للحظات يجاهد رغبته في ضمها ..
لم يتراجع و لم يبتعد عنها لكنه سالها بنبرة مثيرة مغيرا ذاك التيار المثير الذي لفهما في تلك اللحظات ...هل اصبحت قهوتي جاهزة عندها فتحت زهرة عينيها و رفعتها لتلتقي بخضرة عينيه و ابتسامته الساخرة التي جعلتها تشعر بالخطر لتخطو الى الخلف و تذكر نفسها بانها صاحبة القرار و كفاها قرارات خاطئة حتى هذا اليوم كانت القهوة قد فارت  فاطفات تحتها سريعا تنهدت بضيق و هي  ترتب شعرها لتضع خصلا منه خلف اذنها و هي تتمتم بارتباك  اجل جاهزة ساحضرها حالا .. كانت ثانية بقربه كفيلة بقلب حياتها تماما... تراجع خطوتين ليفسح لها مجالا للحركة و اعتذر بلطف و ابتعد مغادرا المطبخ  ...تنفست زهرة الصعداء عندما ابتعد خالد خارجا .. شربت كوب ماء وبعد دقائق خرجت تحمل القهوة اليه و قد رتبت نفسها و عرفت اخيرا كيف ستخرج نفسها من هذه الورطة قدمت له القهوة و قالت بحزم  احتاج استشارة قانونية ولا اعرف احدا غيرك ... اختفت ملامح التسلية من وجهه ليحل محلها القلق سالها باهتمام بالغ ماذا هناك ؟
.ردت بسرعة اود ان اعود لعرض الازياء عند جورج و اود منك ان تصبح المستشار القانوني لي
كانت قد ارتجلت ذلك كله ارادت سببا مقنعا لتقوله له-سببا يجعلها غير متاحة له و ايضا يبقيه بقربها طوال حياتها لكن ملامح الغضب التي ظهرت على وجهه جعلتا تشعر بالتردد و بانها على الاغلب ارتكبت حماقة اخري تسدفع ثمنها غاليا ..لذلك لم تكمل جملتهاو اكتفت بالصمت الذي اصبح ثقيلا جدا بينهما ....
اما هو فكان ينهي قهوته منزعجا ووقف  فجاة مقضبا حاجبها و هو يقول ببرود شكرا على القهوة .. و خطا نحو باب الشقة فسالته بسرعة الن تقول شيئا ...
كلماذا اتيت و شرفتني بزيارة  ؟؟ هل ظننت ان هناك شيئا اخر ؟؟ كانت تبتسم بتعالي فطري ففكرة اغضاب خالد كانت من الاشياء الممتعة و ان كانت دون ارادة منها القليل من الغضب مسلي قليلا ...
اكملت بثقة قائلة كنت سالتي اليك في الغد كما اخبرت ..
ابتسم بمرارة ثم قال لاباس ... انسي الامر ... سانتظرك غدا و هم بالخروج .. امسك بمقبض الباب  لكنه عاد و تمتم غاضبا عندما سمعها تقول لم يعجبك عرض العمل معي... لا تخف سادفع لك ... كانت جملتها الاخيرة بمثابة الضربة القاضية له  استدار ليواجهها و ارتفع حاجباه استنكارا و قال متعجبا ...
مستشارك القانوني اذن  ؟؟ و ضحك بخفة و همس لنفسه يالني من احمق ...
ارتجفت زهرة و تقدمت نحوه  حاولت حينها ان تبدو واثقة  من نفسها سالته بريبة هل ظننت انني ساعرض عليك شيئا اخر مثلا ؟ و انهت جملتها بابتسامة نصر في العادة كانت تخسر دائما امام خالد لكنها الان منتصرة و للنصر طعم لذيذ و ان كان ضئيلا جدا ...
اما هو فقد كان غاضبا تقريبا فقد نجحت باستفزازه كان ينقل عينيه بين عينيها صامتا و هو يراقب حديثها الذي بدا له مزعجا لاسباب عدة شعر و انها تحاول تقليل اهمية وجوده في حياتها و هو الذي اتى يركض اليها لم تكتفي بذلك بل اختارت عرض الازياء مجددا رغم كل الذي عاشاه سابقا بسبب مهنتها المقرفة هذه شعر كانما اتت اليه لتخبره انها بخير جدا بدونه بينما كان سيموت بتليف الكبد لو استمر بالشرب اكثر لكي ينسى عينيها  .. لا بل ليستحضر عينيها ..او ليعيش ثانية اخرى معها ... كان من القسوة ان يعيش الم فقدانها وحده..
اكملت و هي تعرف انها تخطو في حقل الغام و كانت تظن انها ربما ستنجو و سيتحسن حظها لمرة في الحياة و ستكون هذه المرة الان و لن تخسر شيئا ...و سيغادر خالد مهزوما ..لكنلا حزينا و لا مكسور القلب ..
قالت .. تريد الكثير من المال صحيح ؟؟؟
قال و قد استحالت عيناه الى خضراء داكنة .. لاتفعلي ذلك..
ابتسمت له وقد عادت روح التحدي تحركها قالت  هل غضبت ؟؟ماذا الا يمكنني ان اعيش حياتي بعدك و اعود للعمل دون ان اخذ اذنك ..بينما لم تنتظر انت اسبوعا لتتزوج
لم تكن تقصد ان تلومه لكنها فعلت و فقدت برودها و ثباتها الانفعالي .. اكملت بصوت عالي هاذا عرضي لك اقبله او ارفضه ..و سيكون هذا كل ما سيبقى بيننا
قالت ذلك ثم ندمت فقد امسك بمعصميها بقوة و ثبتها الى الجدار
ثم همس هل تجزمين ان ذلك اخر   ما بيننا ؟.
...اقترب من وجهها فاغمضت عينيها و همس لها .. هل نسيتِ فعلا ما كان بيننا ..اقترب بوجهه اكثر .. كان يلحظ احمرار خداها و حركة صدرها المختلفة عن العادة  علوا و هبوطا ...هو فقط  كان يخطط لقبلة وحيدة سريعة تثبت لها فقط انها ستظل تحبه حتى الابد و انها مخطاة قبلة على هيئة عقاب
الصق شفتيه بشفتيها و بدا كانه يلتهمها  بعنف فاستسلمت له سريعا و بادلته القبل.. لم تدري متى  امسكت بوجهه بين كفيها و عبثت بشعره و تركت تفسها لقبلة اخرى و قبلة تلو القبلة  لم تدرى كم مضى عليهما مشتبكان محتدمان بقبلها الملتهبة تلك حتى شعرت بيده على شعرها يحرره من عقدة ربطته بها دفن وجهه بين خصل شعرها و همس من بين انفاسه ماذا تفعلين بنا ...زهرة .. تتركيني.. تحزنيني  ... تحزنين نفسك  ... كانت تعلم انه محق هي تحزن نفسها و لا حيلة لها  في ذلك كانت تكره شعور الضعف و الشفقة  هذا الذي ثار داخلها فجأة ف دفعته بقوة عنها وصرخت ثم ماذا بعد ان تثبت ذلك ما ذا سيحدث ؟ انت تعلم جيدا انني ساستسلم لك و ساخبرك انني اموت لاجلك  و ساموت لو تركتني .....
صدم عندما تركته و صدم اكتر عندما  نطقت بتلك الجمل المرتجفة  لم يكن يعرف هل كانت جادة ام تسخر منه فحسب حتى راي دموعها و هي تقترب منه و تتمتم بصوت متهدج  اجل محق هذا ايضا سيبقى بيننا كانت تشير الي قلبها ... انا اعلم و انت تعلم لكن ماذا سيفيدنا الحديث عنه او حتى ان نعيشه انت لست لي و انا لم اعد لك .. كانت دموعها تبلل خديها  ..
وضعت كفها على خده و قالت بغباء و بصوت مرتجف   لشخص لم يعد يمتلك منطقا ليطلب شيئا معقولا .. قالت مبتسمة من بين دموعها  لنصبح اصدقاء او على الاقل لتصبح مستشاري القانوني او اي شيء ... ثم ضحكت بهستيريا لتخفي حطام قلبها و شوقها اليه  الى ان اغمضت عينيها لثواني و تنهدت  بحزن  وهمست  له بضعف   ... ساعدني لانساك ..و لو قليلا ...
بدت له مضطربة و في حال اسوا من حاله اشفق عليها و ندم على لمسها و ايلام روحها التي تحاول ان تشفيها  لملم جراح قلبه و ابتسم لها بحب و
مسح دموعها التي فطرت قلبه وهمس لها اسف زهرة .اسند جبينه الى جبينها و همس ....
انا لم انساك لحظة و لن افعل انت حب عمري .. كان يكرر هذه الكلمة باستماتة و كانه يحدث نفسه ... انت حب عمري ... انت حب عمري انت حب عمري  اغمضت عينيها لثواني كانت كفيلة بانتشالها من حزنها العظيم كان خالد هو بلسم جراحه  كان يعرف فعلا ماذا يقول و متى يقول كان رجل على مقاس قلبها ..تركت نفسها لتلك اللحظة و  همست له بحزن  ...اعرف . فردد قائلا فقط اعلمي ذلك .. ستبقين دائما حب عمري ....... تركها  سريعا و ابتعد ليغادر شقتها قائلا بصوت متهدج  سانتظرك في الخارج .... لنتحدث بخصوص العمل  ياصغيرة ...
هي كانت تعلم انه في الخارج يمسح دموعه و هو كان يعلم انها تنتحب في شقتها و سيمضي بعض الوقت لتاتي اليه في الخارج..كفتاة  اخرى ليمثلا انهما لم يعودا عاشقان بعد اليوم  لكن على الاقل حظيا بوداع جميل لعشقهما ..
او هكذا ظنا
.

يتيع

زهرة اللافندر -  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن