جزء ١

22K 311 14
                                    

الفصل الأول ..

"ويظل اللقاء الأول دوما منفردا بخباياه "..

أصطفت سيارة الإجرة جانبا لتههبط منها فتاة في ريعان شبابها لتحاول أن تذوب بحالها وسط الجموع ، فكانت خطواتها مرتبكة ، أنظارها حائرة، مشتته ، تحتضنن حقيبتها بيديها وكأنها تحتمي بها وبقدر الإمكان تواري وجهها عن من حولها الذي يطالعونها بلا رحمة وكأنها كائن فضائي بعييد كل البعد عن عالمنا !
وبعد سير أمتار توقفت قدماها أمام الأمن الخاص للحرم الجامعي!
فمدت يدها بتوتر في حقيبة يدها لتخرج البطاقة الجامعية خاصتها , فأمسكت البطاقة بكلتا يديها واخذت تتأملها عن قرب قبل أن تعطيها لفرد الأمن بإرتجاف ثم تعمدت أن تشيح بوجهها بعيدا عنه حتي لاتلمح إبتسامته الساخره وهو يطالع صورتها فهي أعتادت علي ذلك منه ومن غيره ! ...
وحينما سمح لها بالدخول أختطفت بطاقتها من يديه علي عجالة والقتها في حقيبتها دون أن تنظر فى عينيه وأسرعت للداخل لتلحق بها جملته التي أصابتها في مقتل :-
-استغفر الله العظيم يارب هو الواحد كل يوم هيصطبح بالأشكال دي..!

أغمضت عينيها سريعا حتي لاتبكي ثم تحركت قدماها عنوة لتسير كالتائهه في الحرم الجامعي وسؤال وحيد يتردد في ذهنها ماذا فعلت من جرم لكي تلقي تلك المعاملة القاسية ؟! فوجهها الدميم هو جرمها ؟! وعلي أثر تلك الأفكار تدحرجت عبرة ساخنه على وجنتيها مسحتها سريعا عندما وجدت حالها أمام كليتها العريقة " الأقتصاد والعلوم السياسية " ثم أنتبهت من خلفها لصوت يناديها بتكرار دون ملل:-
-رقية يارقية !...
فالتفت لمصدر لتجدها رفيقتها المقربة. والوحيدة فأرتسمت علي وجهها إبتسامة مجاملة نجحت في إتقانها قبل أن تقف أمامها "سارة"وهي تلتقط انفاسها بصعوبة:-
- ايه يارقية ؟ واخده في وشك كده ورايحه علي فين بقالي ساعة بنادي عليكي سرحانه في ايه !

ثم عمزت لها بمكر  :-
-بتحبي جديد ولا ايه ؟!..

شردت رقية في جملة صديقتهاا فهل من تلق هذه المعامله الجافة يمكن أن تحظي ولو بقليل من الحب !

سارة وهي تعقد حاجبها معا:-
-برضه سرحتي تاني ؟! لا ده باينه الموضوع كبير أويي في أيه يابنتى؟!

وا خيرا خرج صوتها بتلعثم بعدما سارت خطوة :-
-ولابسرح ولاحاجة ياستي تلاقيني بس منمتش كويس !

سارة بعدم أقتناع وبمشاكسه :-
-ياسلام طب عيني في عينك كده !!...
-وبعدين معاكي بقا ياسارة مش ناوية تبطلي بقا !
سارة علي عجالة من أمرها وهي تضع يدها بيدها وتسير معها :-
-طب خلاص ياست ماتتزربنيش كده ويلا بينا نلحق المحاضرة !
هزت "رقية " رأسها يإيجاب,ثم تابعا سيرهما نحو المدرج الخاص بالمحاضرة خاصتهما.

_ وفي مكان اخر بالجامعة أيضا وعلي طاولة دائرية تتوسط كافتيريا الجامعة يجلس مجموعة من الشباب يدل منظرهم علي الثراء الفاحش كما يدل علي الطيش والفساد أيضاً في حوار شبابي ساخن من الدرجة الأولى !.

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن