الجزء العشرون

10.6K 199 2
                                    



على مهل رفعت ايدها لشعرها وسحبته ورا اذنها وهي بتحدق بالتحليل .. خلص .. تأكدت انها حامل وماعاد في شك .. الخطين الزهري ظاهرين بوضوح حتى قبل انتهاء الفترة الى بتنصح فيها التعليمات الموجوده على التحليل .. جلست بتعب على حافة البانيو وسندت راسها على الحيط جنبها وهي بتطلع بشكلها بالمرايه .. همست لوجهها الأصفر المعكوس بالمراية ( ليش مستغربه .. كل الاعراض الى بتجيكي من اسابيع واضحه ومالها اي تفسير ثاني .. انت بس كان عندك امل تطلع الحقيقة كابوس وتصحي منه .. ) غمضت عيونها وهي بتلف بطنها بأيداها وبتترك العنان لدموعها لتنزل على خدودها .. ((( صار لهم شهر راجعين لبيتهم في سسكتون بعد اسبوعين جحيم قضتهم في البلد لحتى قدر ابوها يخلص اجراءات السفر خاصة انهم داخلين بجوازات سفر محلية .. فالموضوع احتاج الى بعض الرشاوي والمعارف في السلك السياسي وبعض التواصي لحتى انحلت المشكلة .... اول ما طلعو من بيت الوليد انشغلت بجروحها الى صابتها فيهم شامة .. استأجر مصطفى غرفتين بالفندق لبناته وطلع ليخلص لهم امورهم ويجهز للسفر .. جميلة كانت بحالة خوف وانهيار وبتبكي بشكل مستمر ومتعلقة بفاتنة بشدة ومو راضيه اي احد يقرب منها ابدا .. تماسكت فاتنة وضغطت على نفسها لحتى قدرت تهدي جميلة .. الطفلة الى شافت خلال الاسابيع الى قضوها في بيت الوليد اشياء رح تلاحقها في احلامها لفتره طويله .. كانت بتضم جميلة بقوه لصدرها لتطمنها ولتهدي بكائها وتخليها تنام .. عرضت روعة على فاتنة تحمل مسؤولية جميلة خاصة مع الإرهاق والتعب الظاهر على فاتنة .. لكن فاتنة رفضت .. لسبب بسيط انها كانت بحاجة لحضن جميلة .. لحضن بريء طاهر تخفي فيه وجهها وتكتم فيه اهاتها .. كانت محتاجة لجميلة اكثر من احتياج جميلة لها .. لهيك بقيت جنب جميلة لحتى استعادت هدوئها وتوقفت عن البكاء وقبلت تقوم من السرير .. وقتها انهارت فاتنة وانهيارها كان على شكل نوم متواصل ورغبتها بالبقاء وحدها وعدم الكلام مع احد ... الغريب انها خلال هالفترة مانزلت منها ولا دمعة .. فقط استسلمت للنوم لترتاح من كلشي حولها .. حتى صلاتها الى واظبت عليها خلال الاسبوع الماضي نسيتها واكتفت بالنوم ...... بعد 3 ايام من النوم والإضراب عن الأكل اصرت روعة الا تقوم من سريرها وتفطر معهم .. بعد الحاح من الجميع قامت على مضض ومشيت للكنبه بالغرفة التانية .. رمت حالها عليها وغمضت عيونها .. مو متحمله تشوف نظرات شفقه او عتاب .. شفقه على حالها او عتاب لإستسلامها لمشاعرها تجاه الوليد .. مو متحمله تشوف بعيون خواتها الألم الى ماقدرت تحميهم منه .. مو قادره تستمر هيك لازم تطلع من هالبلد بأسرع وقت ممكن ..... فتحت عيونها لماناولتها حسناء كاسة الحليب .. بهالأثناء دخلت بديعة وهي بتقول بإرتباك ( احمد عند الباب وبده يشوفك ) ..... الأنظار كلها تركزت على فاتنة لتشوف شو رد فعلها .. عيونها التعبانه جالت على خواتها قبل ماتهز راسها بضعف بطيب .. قربت روعة كاس الحليب من فمها وهي بتهمس ( اشربي فاتنة .. وجهك شاحب واصفر ) اخذت شفه من الحليب كرمال روعة مع ان جسمها ابدا مو متقبل فكرة الأكل الأن .. يمكن بيحاول يعاقبها على غبائها واستسلامها للوليد !! يمكن بيحاول ينهي حياتها بطريقته الخاصة !! .. ما بتعرف شو قصد جسمها من تركها تغض بنوم عميق وطويل ورفض الأكل بشكل مستمر وقاطع ............... اول ما دخل احمد والتقت عيونها بعيونه غمضت عيونها بألم .. هاي اول مره بتنتبه كم بيشبه ابوه .. عضت بقوه على شفتها الى بترجف قبل ماتفتح عيونها وهي بتهمس ( تفضل احمد ) ..... القلق كان واضح على ملامح احمد الى اطلع ببديعة بإستفسار فهزت له راسها بقلة حيله وهي بتشاور له على الكرسي الى جنب فاتنة ليجلس .. بتعاطف واضح بصوته سأل ( كيفكم بنات عمي ؟ ) ابتسمت له فاتنة بلطف وهي بترد ( الحمد لله بخير ) .... نزل احمد عيونه لحضنه وهو بيقول بأسف ( بعتذر كتير .. مو عارف كيف اتكلم او كيف ابدا الموضوع ) رفع عيونه واطلع بفاتنة وهو بيقول بصدق ( انا مستحي من كلشي صار .. مستحي من حالي ومن اهلي .. مستحي وغاضب كمان ..) خبط احمد قبضته على ايد الكرسي الى جالس عليه .. اخذ نفس قبل مايرجع يطلع بالكل وخصوصا فاتنة ويكمل ( انا بدي تتأكدو من شيء مهم .. اني غير راضي على كل الى صار ورح ابقى اسعى لحتى ارجع لكم حقكم وكرامتكم ولو على حساب اعز الناس على قلبي .. العدل الله امرنا فيه ولو على حساب اغلى الناس .. ) ابتسمت له بإمتنان ( فيك الخير يا احمد .. بس بليز لا تدخل بهالموضوع .. الى صار صار ) نزلت عيونها واطلعت على ايداها بحضنها وهي بتكمل ( والى انكسر مو ممكن يتصلح ) ..... بجدية علق احمد ( كل شي ممكن يتصلح .. ولازم يتصلح ) ناولها الظرف الى بأيده وهو بيقول ( هاي اول خطوه .. رصيدك رجع مثل ماكان يافاتنة ومو ناقص منه سنت واحد ) ..... ملامح الحزن والتعب ماتغيرت ابدا مع هيك ابتسمت له بأمتنان وهي بتتناول الظرف منه ( شكرا لك احمد .. خطوة كبيره بتشكر عليها ) ... بصدق رد ( الحقيقة هالموضوع انا مالي فيه يد .. الآغا امرني اعطيكي هالمستندات بعد ما رجع الرصيد مثل ماكان ) الإبتسامة اختفت من على وجهها اول ماسمعت كلمة الآغا .. وقفت بسرعة وهي بتطلع بأحمد وبتقول بصوت حاولت يكون طبيعي ( بشكرك احمد ) ومشيت بإتجاه غرفتها .. لكن ايد احمد وقفتها .. اطلعت على ايده الماسكه رسغها قبل ماترفع عيونها لوجهه .. ملامحه صادقة وواضح فيها حزنه من الى صار .. همس بنبره صادقة هزتها ( كنت سعيد كتير لتطور العلاقة بينك وبين الآغا .. كنت بإنتظار خالة بقلب طيب وحنون مثلك لتعوضني وفاة امي الأنجبتني وغياب امي الربتني .. كنت بإنتظار اخوة واخوات يملو البيت الكئيب الى عايشين فيه ..) قرب منها خطوة زياده وهو بيضيف ( انا كنت متأكد انك حتكوني خالتي المفضلة وام رائعة لأخوتي ) اقترب منها احمد زياده ولفها وهو بيهمس ( خالة فاتنة .. رح افتقدك كتير ).. كلماته اثرت فيها كتير وطيبت خاطرها وريحتها بعض الشيء ... لكن اول ما ارتفعت ايداها ولفته .. بدأت الدموع تتجمع بعيونها وهي بتشم ريحة الوليد فيه .. نفس عطره .. نفس هيكله وقوته .. غمضت عيونها بقوه وصارت تبكي وتشهق وهي بتضم احمد وصوت بكاءها بيرتفع وهي بتترك العنان لكل قهرها والمها المكبوت خلال الأيام الماضيه يطلع .. ماعاد فيها تتحمل هالألم اكثر .. لازم تغيب بظلام يريحها وينسيها الألم الى هي فيه .. مسكها احمد بقوه لما حس بجسمها بيرجف وبيرتخي بين ايداه .. صرخت حسناء برعب وهي بتشوف راس اختها بيرجع لورا ووجهها مليان دموع وشاحب ... حمل احمد فاتنة مثل ماطلبت منه بديعة ولحقها لغرفة فاتنة ونيمها على السرير ... جابت روعة عطر ابوها وبخت منه على منديل وقربته من فاتنة لتصحى .. بعد عدة محاولات فتحت فاتنة عيونها المحمرة واطلعت حولها بتعب .. همست وهي بتلف لجنبها ( بدي انام .. بليز الكل يطلع ) فتحت عيونها ورجعت اطلعت بصورتها المعكوسه بالمرايه .. تناولت التحليل ولفته بمجموعة مناديل وهي بتهمس ( مو ضروري يعرفو بسرعة ) رمت التحليل بالزبالة وطلعت بعد ماغسلت وجهها بالمي ......
دخلت روعة بسرعة للبيت وهي بتقول ( حسناء .. انا برأيي سجلي ولو بمادة فرعية احسن من القعده بالبيت .. وبهيك بتكوني عملتي شي هالفصل مو ضاع عليكي كله ) ... هزت حسناء راسها وهي بترد ( مو باقي الا لغة .. المادة الوحيدة الى بتقبل التسجيل بأي وقت ) .... ضافت روعة ( انا عن نفسي سجلت بأي مادة بتقبلني بهالوقت من الفصل .. المهم ما اخسر كل الفصل علي ) ...... رمت حسناء حالها على الكنبه وهي بتقول ( كان باقي شهرين على انتهاء الفصل لما سافرنا للبلد واضطرينا نعتذر .. ورجعنا بعد ما بدأ الفصل بشهر وشوي .. كل الفترة السابقة كانت لخبطة ) .... التفت الجميع على صوت فاتنة الواقفة عند الدرج وبتقول ( العشا جاهز .. انا داخله انام مابدي دوشه بليز ) .... راقبتها بديعة وهي بتطلع على الدرج لحتى اختفت .. التفتت على خواتها ( عاجبكم الى صاير مع فاتنة !! انا مو مرتاحه ابدا لوضعها .. وبابا مو مهتم ابدا .. ) تنهدت روعة وهي بترد ( شو بدك نعمل .. لو رضيت تدور على شغل كان انشغلت شوي وبدأت تنسى الى صار .. الى صار مو قليل عليها ابدا يابديعة ) ..... بحدة ردت بديعة ( لازم نساعدها ومانسكت على وضعها .. الموضوع ممكن يطور ويتأزم اكثر من هيك ) ..... تدخلت حسناء ( بتمنى توافق تروح على الطبيب .. على الأقل لترتاح من الم معدتها والدوخة الى بتجيها ) ... هزت روعة راسها بقلق وهي بتعلق ( ما اعتقد الى بتشتكي منه عضوي .. هذا كله من الضغط والقهر الى كاتمته بقلبها من الى عمله معها الوليد وشامة ) ...... بنفس النبره علقت بديعة ( والحل برأيكم ؟ ) ..... بهدوء وتفهم قالت روعة ( بديعة شوي شوي بتنحل الأمور .. لسى يادوب منتقلين لهالمدينة الجديدة وبنرتب امورنا الخاصة .. ) الدمعة لمعت بعيون بديعة الى بتقول بقهر ( بس فاتنة تعبانه ) ... مشيت روعة لبديعة وضمتها وهي بتأكد ( فاتنة قوية ورح تقدر تتجاوز هالمحنه .. انت بس اعطيها الوقت الكافي لتداوي جروحها ) .............

شهريار على باب الفاتنات /الكاتبه : سحابه نقيه؛كاملةΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα