Chapter |39|

3K 204 169
                                    

أصعب اللحظات هى التى لا يوجد أمامنا خيار فى إنقاذ الحب الذي يفقد أمام الأعين ، لا نستطيع حتي التمسك به .. كان هذا شعورهم عندما اخذها والدها من بين أحضانه بالقوة و ما كان باليد حيلة لأنقاذها.

حاول التشبث بها كما هي تحاول لكن والدها لم يكترث حتي لبكائها بل جعلها تصعد للسيارة رغمًا عنها وسط محاولاتها العديدة بالأفلات منه .. أغلُقت جميع أبواب السيارة مما جعلها سجينة وسط عائلتها ، نظرت له من الخلف و هي لازالت تبكي و كان الوداع بينهم كلمتين شملت كل ما كانت تريد قوله.

" أحبك للأبد "

السيارة تبتعد و تبعتد و هو يصبح أصفر حتي يرحل عن أنظارها كما هو لا يراها .. نظر حوله ليجد جميع الأنظار تتجمع حوله ، صدمة الأشخاص كانت لا تقل صدمةً عنه ، حاول الأستفاقة أو التركيز بدلًا من الشرود في بخار سيارتها فـلم يخرج منه سوي ضحكة سخرية!

رفع يديه للأعلي و هو يسير ببطء قائلًا :
-هي ذهبت مني للمرة الثالثة و الأخيرة.

تتوسله أن يقف و ما يفعله هو زيادة سرعة السيارة فقط .. يأست من حديثها الذي لا فائدة منه فهي الأن تجلس في السيارة التي تتحرك نحو مكان أنتهاء حياتها!

الدموع نفذت من عينيها فتوقفت عن البكاء للحظة ، ربما لأنها شعرت بالشجاعة ثم طغي عليها شعور الضعف! ، و الشجاعة لأنها سئمت تحكمه بها و الضعف لعدم ثقتها بفعل هذا.

السيارة كانت كبيرة نوعًا ما حيث أتسعت للجميع ، فكانت هي تجلس بجانب والدتها التي لا تقل حزنًا عنها و في الأمام جدتها التي تحاول قدر المستطاع تهدئة أبنها الذي لا يكف عن السب و الشتم خلال القيادة و في الخلف يجلس التؤأم الذين ألتزموا الصمت لأول مرة بحياتهم!

كان يقف مبتسمًا أمام المبني السكني الخاص به بجانب حقيبة سفره التي تستقر بجانب قدمه ، ينتظر قدومهم ليرحلوا جميعًا إلي عائلته ، رغم الكلمات القاسية التي تلقاها من (إرون) ليلة أمس هو ظل متمسكًا بها .. سنطلق عليه لقب ' الأناني ' و للمعلومة لم يذق أحدًا الحب و لم يصبح أنانيًا!

تبددت ملامح والدها في لحظاتٍ عندما أستقرت السيارة أمام (ليام) الذي سارع بمصافحته بسعادة ثم أتخذ مكانه بجانب عروسه! .. أغلقت عينيها عندما شعرت به يجلس بجانبها و هي في المنتصف بينه و بين والدتها ، أكتفت من البكاء قدر ما تشاء فأصبحت صامتة فلا جدوي من الحديث علي أي حال!

حاوطت والدتها ذراعيها لتسرع هي مختبئة بين أحضانها من هذا اليوم القاسي ، ضم شفتيه معًا بعد أن ذهب جزءًا من سعادته بعدما رأها بتلك الحالة! لماذا هو من عليه التضحية الأن ؟ ، لماذا لا تضحي هي بسعادتها من أجله و ليس العكس ؟

Ironic Nursery Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin