Chapter |24|

2.9K 213 95
                                    

أصوات ضحكاتهم كانت تتعالي شيئًا فـشيئًا و لافتة " مكان عام ، ممنوع الصوت العالٍ " أمامهم لكن تلك اللحظة التي كان يقترب بها ضابط الشرطة الخاص بالحديقة كان هما يستعيدان لحظة لم تتكرر منذ سنوات .. لحظة أخترقت الزمن من أجل سعادتهم .. لحظة قد تظل في ذاكرتهم للأبد و هي ضحكة نفقد بها همومنا لثوانٍ من أجل الأبتهاج!

أقترب منهم ضابط الشرطة مما جعلهم يتوقفوا عن الضحك و يلتقطوا أنفاسهم بهدوء حتي لا ينفجروا ضاحكين مجددًا.

وقف الضابط أمامهم و أخرج دفتر الغرامات و قال مشيرًا للأفتة :
-تجلسون أمام الافتة و لا تعملون بما كتب بها!

مد (زين) يده للضابط حتي يأخذ منه ورقة الغرامة .. جلسا علي المقعد مجددًا بعد أن رحل الضابط و معه نقود الغرامة ، أما هم فقد عادوا للضحك مجددًا بصوت منخفض حتي يعملوا بتلك اللافتة التي أضاعت لحظة جيدة لهما!

أرتسمت أبتسامة خبيثة فوق وجهه قبل أن يضع يده بجيبه و يقول :
-أحذري ماذا معي ؟!

صفقت بيدها عدة مرات و هي تقول بـحماس :
-ماذا ، ماذا ، ماذا ؟!

أخرج علكتين من جيبه ، فتح إحدي يديها و وضع بها واحدة أما هي فـظلت تنظر لها .. أغلق يدها علي العلكة و غمز لها قائلًا :
-أبتهجي.

رفعت حاجبها و هي تفتح يديها لتلتقط العلكة و تضعها بفمها ، رفعت أكتافها بلا مبالاه و هي تمضع العلكة بشكل سيئ مثله .. كان توقيت مميز ليجعلها تشعر و كأنها مازالت مراهقة تتمتع بالمرح و الأستمتاع بالحياة مع حبيبها!

أغلقت عينيها و تشبثت بقميصه و هي تجبره علي أحتضانها لتختبئ من نسمات الهواء التي تزداد شدة و قوة لتجعلها تجفل داخل أحضانه!

تنهدت ببطء و هي ترفع له أنظارها و قالت :
-موعد زفافي أقترب!

أبتسم بسخرية بعد أن نظر لها و قال :
-و هل تشعرين بالسعادة لذلك ؟!

أحتلت ملامح الغضب وجهها و قالت بـحدة و كأنها تحذره :
-زين!

عاد يبتسم بسخرية ليستفزها قائلًا و هي يبعدها عنه بهدوء :
-أعلم أنكِ تكنين له المشاعر.

حركت رأسها نافية و هي تتشبث بذراعه و كأنها تنفي أن تلك لحظة الوداع فقالت بهستيرية :
-هذا ليس صحيح ، ما تقوله ليس إلا كذب!

نفض ذراعه عنها و شعر أن تلك اللحظة المناسبة لـتسوية الأمر :
-لا تدعين ذلك!

تجمعت الدموع بعينها و قالت :
-أُقسم أنه مجرد إعجاب و سـيزول مع الوقت.

أبتسم بتآلم و قال :
-دائمًا الأعجاب يتحول إلي حب إرون.

تحرك للأمام قليلًا تاركًا إياها تقف و دموعها تمزق وجنتيها من شدتهما .. تحركت وراه بخطوات بطيئة بينما تجعل شعرها الأشقر للوراء بواسطة أظافرها و قالت بـنبرة مليئة بالتوسل :
-أنا أحتاجك كما أحتاجه!

Ironic Nursery Where stories live. Discover now