Chapter |4|

6.4K 442 56
                                    

توقفت فى مكانها للحظات ، تحاول تجميع شتات نفسها ، هل ما سمعته لتوها صحيح ؟! .. هل حقًا عاد أم أنها تهلوس من كثرة الأشتياق !!

أصبحت تجري فى الممرات باحثة عن ذلك الفراش الذي يحمل حب طفولتها .. توقفت أمام غرفة الحراجة حيث يدخل الجميع ، أنفاسها تتسارع و قلبها ينبض بشدة .. دفعت الباب ببطء ثم همت بتعقيم يدها و وقفت خلف الأطباء منتظرة من أحدهم التحرك حتى تراه ..

نظر الطبيب لٱرون و أبتسم لوجودها ورأه ثم تحرك قليلا مما سمح لها رؤية وجهه .. ظلت واقفة أمامه تحدق بوجهه الذي به الكثير من الجروح الصغيرة .. عادت إلي الوراء بضعة خطوات ثم سارعت بالخروج من الغرفة .. نزلت إرون للأستقبال مجددًا و هى تدعى بداخلها ألا تستجاب أمنيتها و ألا يكون هو ، رغم كم الأشتياق الذي تحمله إلا أنها لم تشعر بهذا الشعور من قبل عندما رأته .. شعرت كأن عالمها أخترق نظامه و أنقلب رأسا على عقبًا .

" أيمكنك أخباري أسم المريض الذي جاء لتوه ؟ " قالت إرون بصوت منخفض و هى تضم شفتيها مانعة نفسها من البكاء

" المريض الناتج عن الحادثة ؟ " قالت موظفة الاستقبال

" أجل " قالت إرون

" يدعى زين مالك ، من برادفورد " قالت موظفة الاستقبال و هى تنظر لشاشة الحاسوب أمامها

وضعت يدها أعلى فمها من كثرة الصدمة و عينها امتلئت بالدموع .. لقد كان هو ، لفد تحققت أمنيتها التى ظلت تتمنها لخمس سنوات تحققت اليوم و بأسوء الطرق .. جلست علي الارضية الباردة فى غرفة الراحة و بدأت بالبكاء .. ماذا الذي يمكنها فعله عندما يجتمع الشخصين الذين أحبوها فى غرفة واحدة و واحد منهم بين الحياة و الموت ، لن يسعها فعل شئ سوي البكاء ..

ليست خائفة مما قد يحدث لها أكثر مما هى خائفة مما قد يحدث له .. هل سينجو أم يتركها كما تركها من قبل !! .. شعرت بأحدهم قادم فسارعت بالنهوض و تظاهرت بأنها تعدل ملابسها .. خرجت من الغرفة و هى تمسح ما تبقي من دموعها ثم ذهبت لغرفة الجراحة التى لا تدخلها إلا نادرًا .. كانت علي وشك دخول الغرفة عندما رأته يخرج أمامها مغمض العينين و رأسه ملتف حولها البعض من الشاش الأبيض الذي يمنع مقدمة رأسه من الظهور و إحدى ذراعيه يلتف حولها الشاش الأبيض الكثيف ، كلما تراه تعود ذكري إلي رأسها و لا تصدق أنه عاد مرة أخري بعد أن كانت قد فقدت الأمل فى عودته .

--------

" سأعود يوم ما لنهرب سويًا " قال زين بصوت عالٍ بينما يسير بعكس اتجاهها

--------

أغلقت عيناها بقوة فى محاولة لتصديق أنه حقا عاد ، أشتاقت لعناقه و سخريته .. أشتاقت لكل شئ به ..

" حمد لله أنه حادث بسيط " قال الطبيب و هو يقربها منه

عيناها تتبعت الفراش المتحرك بينما يجره بعض الممرضين .. أغمضت عيناها بقوة و هى تتذكر صوته الحنون .. تمنت أن تدفع الطبيب و تذهب له إن كان حقيقيًا كما تعتقد لكنها لم تستطع لأنها ضعيفة ، عكس اسمها تمامًا ..

Ironic Nursery Where stories live. Discover now