Chapter |28|

2.7K 203 104
                                    

هي تعلم أنه يريد تعذيبها بأفعاله الجنونية ، اللعنة علي قلبها الذي لا يريد تحديد المشاعر تجاه كل منهما! .. من تختار عندما يكون القلب مشتت! ، هل تستخدم عقلها أم تظل عالقة بين أثنين كُتب لهما الوقوع في حُبها ؟!

الحُب نعمة و نقمة بذات الوقت .. يخدعنا بـالسعادة التي نحصل عليها منه و يكسرنا بالحزن و التعاسة التي تظل معنا للأبد كالعنة! ، الحُب لعنة!

كانت تنظر حولها كالتائهة ، تحاول التقاط شئ ما يجعلها تفيق و تحدد ما يجب عليها فعله .. مسحت دموها بضعف و هي تسير ببطء في تلك الممرات النظيفة التي أصبحت تعشق السير بها معه لاحقًا!

الخوف من أن نفقد شخصًا عزيزًا يجعلها محط الضعف ، هو حبيبًا و صديقًا و إن ذهب لن تجد مثله حتي و إن كان (ليام) ، بينهما لذة الأختلاف التي لا تستطيع هي إيجادها! .. كانت تحتاجه في ذلك الوقت لأن كل ما فكرت به في تلك اللحظة أنه سيحتويها بين ذراعيه كالعادة و بمجرد أن تستنشق هي عطره و تنظر إلي وجهه الحنون سـتشعر بالأطمئنان و لن تخاف من أحد حتي و إن كان والدها!

جلست في إحدي غرف تبديل الملابس و هي تبكي بصمت .. تائهة و خائفة ، مشاعرها مبعثرة ، تخشي الأختيار ، مشتتة هي و لا تجد من ينصحها! ، أغمضت عينيها و هي تستعيد أنفاسها الضائعة قبل أن تَهم واقفة و تخرج من الغرفة بأكملها بعنف و هي تبحث عن غرفة الجراحة التي يتواجد هو به .. كانت تحتاجه قبل أي شئ آخر لأنها تعلم أنه مهما حدث لن يسخر منها كما يفعل هو! ، سـيساعدها حتي و إن كانت المحنة سخيفة!

و قبل أن تدفع الباب بيدها كان هو و فريق الأطباء و الممرضين يخرجون واحدًا تلو الآخر! .. قلبها يدق و المسافات التي تبعدها عنه كالأميال ، أشتياق من نوع آخر أصابها ، أشتياق ممزوج بالضعف و لن تقوي إلا عند الحصول علي طاقة من جديد بعد أن أفرغتها سابقًا في البكاء!

أندفعت نحوه راكضة و هي تختبئ بين أحضانه غير عابئة بالشخص الذي كان يتحدث معه ضاحكًا و أصتدامها به جعله يعود للوراء بعض الخطوات .. لم تهتم بما يمنع به قواعد المشفي ، حُطمت و لم تجد النجدة ، لا تستطيع فعل شئ هي فقط خائفة من أن تخطئي مرة أخري!

ضمها له أكثر لترتفع قدميها عن الأرض و هي تبكي و تشهق بقوة جعلت قلبه ينبض ببطء خوفًا فقال بهمس ملئ بالقلق :
-ماذا حدث ؟!

حاوطت عنقه بذراعيها و هي تقول بصوت مبحوحًا غير واضحًا :
-خائفة.

أبتسم بـلطف و هو يربت علي ظهرها و قال :
-من ماذا ؟! ، هل تعرض لكِ أحدهم ؟!

ظلت علي هذا لـثوانٍ و هي صامتة تمامًا ، أبتعدت عنه و وقفت بأستقامة و هي تمسح دموعها بخجل و قالت :
-لا تهتم!

أمسك كتفيها ليثبت أنظارها عليه و قال بجدية :
-ماذا هناك إرون ؟!

تنهدت بسرعة و قالت بينما تحرك رأسها يمينًا و يسارًا :
-فقط رأيت حالة ما مليئة بالدماء فـشعرت بالخوف.

Ironic Nursery Donde viven las historias. Descúbrelo ahora