Chapter |20|

3.3K 257 70
                                    

أستغلال .. هذا هو المعني الحقيقي لما تفعله (إرون) تستغل عدم وجوده لـينطلق سراحها نحو أول خطوة في الحرية ، لم تهتم كيف أخبر جدتها أن تبقي هي معها طوال تلك الأيام ، لم تهتم أنه أعاد لها هاتفها .. فقط أهتمت بـالأستمتاع بـتلك الثلاث ليالٍ معه!

ودعت جدتها قبل أن تخرج لـمواجهة حياة لـطالما أرادت عيشها .. حياة منعهما عنها القدر لـسبب ما و أعاد لهما الفرصة أيضًا لـسبب ما.

أوقف (زين) سيارة أجرة و صعد الأثنان بها بـصمت ، هي حتي تجهل ما سـتفعله عند ذهابها معه .. أمسكت يده بينما تبتسم له أبتسامة دافئة جعلت همومه تقل.

بادلها الأبتسامة و تابع النظر لـلشوارع و يتذكر ما كان يفعل في البلدة قبل رحيله .. تسكعه مع أصدقائه ، مضايقة (إرون) قبل أن يقع في شباكها ، مساعدة والده في أعماله ، اللهو مع شقيقاته في الحديقة الصغيرة بـمنزلهم.

شد علي يدها عندما توقفت سيارة الأجرة أمام مبني متوسط الطول و يبدو عليه العجز ، أي أنه بُني منذ زمن! .. أعطي (زين) بعض النقود لـلسائق و عاد ليتمسك بـيدها و يتوجهوا نحو شقتهم ، تلك الشقة التي لطالما حلمت بها (إرون) لـتتواجد بها معه وحدهما.

بدأت (إرون) حديثها و هم في طريقهم لـلشقة قائلة :
-زين ، هل أصدقائك في الأعلي ؟!

حرك (زين) رأسه نافيًا و قال بـأنزعاج واضح بـنبرته :
-لا.

عادت هي تـتسائل مجددًا و هي تقول :
-هل هناك ما يزعجك ؟!

حرك رأسه نافيًا مرة أخري و تركها في حيرة من أمرها .. توقفوا أمام باب الشقة حتي أخرج هو المفتاح و أداره لـيُفتح الباب و يُفتح معه أفضل ثلاث ليالٍ قد يحظوا بها.

دخلت (إرون) الشقة و هي تدور بـعينيها في الأرجاء بـسعادة ، كانت سعيدة و خائفة بـذات الوقت .. خائفة من أن يعود والدها بـ أي لحظة ، ينتابها هذا الشعور المتكون من قلق ممزوج بـبعض الراحة.

رفعت ذراعيها بـالهواء و هي تصرخ بـ :
-يا إلهي ، أنه حِلمًا يتحقق.

أقترب منها و هو يقهقه علي شكلها اللطيف .. حاوط خصرها بذراعيه و جذبها له لـيتمعن بـالنظر إلي وجهها ، كان كل ما يقلقه هو أن يفقدها و القلق أصبح يلاحقه كلما يراها معه خصمه -عدوه- (ليام).

رفع حاجباه عدة مرات ثم قال :
-لا مفر مني إرون.

قلبت عينيها و هي تدفعه بـيدها لتذهب بعيدًا بينما كل ما بـعقلها هو أن والدها سـيعلم عاجلًا أم آجلًا .. كانت تسير بـحرية متجاهلة هذا الشعور الذي يجعلها تشعر بـالضيق.

قاطع (زين) تأملاتها و قال :
-هل أعجبتك ؟!

أستدارت له و ثبتت أنظارها علي أعينه ثم قالت :
-أنت هنا و هذا ما أريد.

Ironic Nursery Where stories live. Discover now