Chapter |25|

2.8K 215 71
                                    

نصارع الوقت لـنضع حدًا لـمنع الكوارث من الحدوث .. نصارع الوقت لـنحظي بـلحظة إن فاتت لن تعوض و سـيترتب عليها الكثير .. نصارع الوقت من أجل نفس نتفسه لـنحيا .. نحن فقط نصارع الوقت!

دقائق معدودة و كانت (إرون) لا تزيل إصبعها عن جرس الباب .. كانت تدير رأسها في كل الأتجاهات خوفًا من أن يأتي في أي لحظة ، الخوف الذي يتملكها كان حقًا من أكبر مخاوفها .. الخوف من الأب بالرغم أنه شعور سئ و قاسي إلا أنه يولد طاقات سليبة علي الأنسان و يجعله يحاسب نفسه بـدقة خوفًا من أي شئ.

فتحت الجدة باب المنزل و بدون مقدمات كانت بالفعل (إرون) في الداخل و معها (زين) الذي يبتسم ببلاهه لأنها قلقة عليه من الشرير .. كانت تتلفت يمينًا و يسارًا و هي تحاول تجميع تركيزها لـتخبئه بـمكان ما!

تدور حول نفسها و عينيها تبحث في الأرجاء عن مكانًا ما و هي تقول بهستيرية :
-أين ؟ ، أين أخبئك ؟! ، أين ؟

أمسكها من أكتافها و قال بـحدة لـيوقف حالة الذعر التي كانت هي بها قائلًا ببطء :
-هو لن يفعل شئ .. فقط أهدئ.

نظرت بـعيناه و هو يتحدث بينما تلتفت لـجدتها و هي تتنفس بـسرعة ، ثم عاد يهدئها و هو يقول :
-سأظل في تلك الغرفة حتي يرحل ، حسنًا !!

تلعثمت في الحديث و هي تقول بـصوت منخفض :
-ماذا إ-إن أخذني معه للمنزل ؟!

عاد مرة أخري يهدئها و يطمئنها قائلًا :
-لا بأس سأراكي مجددًا .. لا تقلقي.

أنهي حديثه و هو يطبع قبلة خفيفة علي وجنتها قبل أن يأخذها و يجلسوا في الغرفة منتظرين من والدها القدوم.

أقتربت منه أكثر و هي تقول :
-أنا أسفة.

رفع حاجبيه و قال بـدهشة :
-لماذا تعتذرين ؟!

أخفضت رأسها و هي تضع بعض خصلات شعرها للوراء و قالت :
-لأنني أستمر بـجرحك!

أبتسم بـسخرية بينما يمسك يدها بين يديه دون أن يتحدث .. و أحيانًا الصمت يصبح الحل الوحيد لمشاكلنا ، فـ في الصمت نجد ما يريح آلامنا و نستمتع بالملاذ الخاص به حتي يحتوينا ببطء و تصبح حياتنا بأكملها صامتة!

صدح صوت جرس المنزل في الأنحاء لـتنتفض هي بـفزع بين أحضانه بعد أن كادت أن تغفو .. أبتعدت عنه بسرعة قبل أن تنظر له بـخوف و تهمس :
-لا تخرج حتي رحيله من هنا ، أرجوك.

أومئ لها مع أبتسامة ربما تبعث لها بعض الطمأنينة بينما هي أغلقت الباب و هي تأخذ أنفاسها ببطء .. كان يجلس أعلي أريكة ما و جدتها تجلس بقربه أما هي فـكانت تحارب الزمن حتي لا تصل إلي هناك .. خطواتها بطيئة ، أنقاسها ثقيلة ، أناملها ترتعش .. شعور الخوف يسيطر عليها و بشدة!

أخذت أطراف أكمام سترتها للأمام حتي تغطي أصابعها المرتعشة بينما هي لا تتحمل فكرة أن والدها و (زين) يجلسون بذات المنزل .. أنه كابوس يتحقق!

Ironic Nursery Where stories live. Discover now