Chapter |31|

2.6K 194 174
                                    

الصرخة التي كانت تحتاج الخروج لتأخذ الغيرة حقها كاملًا قد خرجت .. خرجت مع آلم لن ينساه طوال حياته ، آلم جعله يعلم أنه ليس سوي ضعيفًا أمام حبًا يخسره بـ مجازفاته الفاشلة!

صرخاته التي تتسللت لمسامعها جعلت جسدها في حالة قشعريرة تامة و عينيها مغلقة بأكملها ، صراخه يشابه صراخها في كل شئ حتي ضعفه! .. ضعفهما مريب ، يحتاج تلك اللمسة التي قد تهون عليهم ، (إرون) حصلت عليها بوجود (ليام) و جدتها أما هو فتعلق بـ لمسة الأمل الطفيفة و التي أيضًا تختفي يوميًا! .. أرتخت يدها عن يده لتتفك أصابعهم مع أنينه الصامت.

تمنت أن تمتلك قوة الشفاء لتشفي آلامه قبل آلمها لكن تلك القوة ليست سوي خرافات نصدق بها لتزيد ضعفنا قوة مزيفة!

أزاح الطبيب يده عن جرح (زين) ثم قال مبتسمًا :
-لا تقلق جراحك ستشفي في خلال يومين .. فقط كنت أطمئن بعدم وجود كسور.

أشار لـ (إرون) بعدها قائلًا :
-أعطيه جرعة واحدة من المُسكن.

غمز الطبيب بعينيه لـ (ليام) لـيتبعه خارجًا و تركهم سويًا .. أعطته الجرعة بهدوء قبل أن تضع يدها فوق ٱحدي يديه ليدير هو وجهه و ينفض يدها بعنف رغم آلم يده!

تنفست و هي توجه نظرها نحوه :
-هل تؤلمك ؟!

بدأ يتحدث و هو يأخذ أنفاسه قائلًا بسخرية :
-ألن تتبعيه !!

حركت رأسها بعدم فهم و قالت :
-عن من تتحدث ؟!

أبتسم بتهكم و قال :
-حبيبك الحالي!

وضعت يدها عند وجنته المتهالكة و قالت :
-عن أي حبيبًا تتحدث أنتَ هو حبيبي الوحيد.

أغمض عينيه بتملل بينما هو يحاول التماسك ، قائلًا :
-كفي عن إلقاء الكذبات لقد سئمت هذا!

عقدت يدها حول صدرها بغضب و قالت :
-ألم ننتهي من هذا الأمر قبلًا ، أم أنكَ تريد الشجار !!

حرك رأسه نافيًا ثم قال بحدة :
-لا ، لن نفتعل شجارًا .. فقط أذهبي و أبكي في أي مكان ثم أذهبي له ليعطيكِ من نبع الحنان الخاص به.

رمي كلماته دون حدود و مراعاة ، لم يهبأ بمشاعرها كما هي لم تهبأ بمشاعره .. ستكون المعاملة بالمثل لكليهما! و السبب واحد هو (ليام) ، غيرة (زين) أخرجت الشحنات الأيجابية من جسده أصبح لا يفكر سوي بالألم الذي تسببت به له و الوساس الذي يلعب برأسه يحسه علي الأستسلام و كان أكبر من الغيرة و الألم!

نظرت إلي الأسفل بعينيها الباكية ثم تحركت من أمامه نحو باب الغرفة حتي سمعته يتمتم :
-أنتِ مجرد فتاة باكية.

ذلك اللقب الذي ألفه أحدهم خصيصًا لها .. نوبات بكائها الا إرادية كانت و ستظل عبئًا علي الجميع ، هكذا هم البشر يعتقدون أن البكاء ضعفًا و إنما هو ما نستمد منه القوة! ، مشاعرها الفياضة و أحساسها الرهيف لا يستطيعوا الخروج إلا دموعًا لم تكن سوي قطرات من ماء مالح أراد التحول إلي ماء عذب لكن لم تتيح لهم الفرصة!

Ironic Nursery Where stories live. Discover now