Ironic Nursery

Chapter |29|

أغمض عينيه ليستجمع بعض القوة التي يحتاجها في قول الجملة القادمة فقط و هي :
-عرضت حياتي للخطر من أجل البقاء بجانبكِ .. أستاجرتُ ثلاثة رجالٍا حتي أُصبح بهذا الجسد المشوه من أجل رؤيتك يوميًا و بأستمرار .. فقط أختاري بيننا بـقلبكِ إرون ، لأنني أعلم أنه لن يفعل ما فعلته أنا من أجلكِ.

أزاحت بـثقلها عنه و هي ترتجف بكائًا و خوفًا من القادم .. قلبها ملئ بالحب و هو يخشاه ، هل هو حُبًا بالأكراه أم قلبها هو من فقد حاسة التذوق ؟! .. لن تنكر أن (ليام) به مميزات و هي لم تستنج عيوبه بعد ، أما (زين) فـ لتوه أضاف ميزة لـصفاته ستجعله مقيدًا بـقلبها حتي الممات!

تحسست إحدي كدماته بأصابعها النحيفة و هي مازالت تبكي بـقهر من أجله .. الأمر ليس سهل ، هي لا تستطيع مقارنة (ليام) بـ (زين) و ذلك لأن قلبها يمتلكه الظلم مما رأته حتى و إن كان (زين) من علمها الحُب!

شهقت في نهاية نوبة بكائها و هي تقول :
-لقد كدت أن تفقد حياتك أيها الغبي.

فتح عيناه بضعف و أبتسم بألم ، كانت تلك أبتسامة خالية من السخرية لكنها كانت مؤلمة حتي الجحيم .. فقال :
-لا أستطيع التخيل أنكِ تجلسين معه و يراكِ أكثر مما أفعل أنا!

لم تحبذ أن تصنع شجارًا في لحظة 'غيرة' منه ، لذا أكتفت بالأبتسام فقط ، جرحته بـكونها مع (ليام) و مازال متشبث بها .. هل هذه آثار الحُب ؟! أم أن (زين) أحبها بـصدق ؟! ، في كلتا الحالتين هي لن تحتفظ بالأثنين لأنها تعلم أن يوميًا ما سـتحين اللحظة التي سـتكون هي بها الحاكم الذي سـيختار ذراعه اليمني .. و ما أسوء الأختيار!

وضعت الغطاء علي جسده و قبلت جبينه بـخفة و همست بأبتسامة مع عينيها الدامعة :
-أحظي ببعض الراحة ، فـ أنت متعب.

أغلق عينيه بإرهاق بينما هي جلست مجددًا و هي تضع يده بين يديها و هو همس بـ " لا تتركيني "

هي من تبقيه قويًا ، هل حُبها به خطأ ما ليصبح متضربًا و يمكنه السقوط في أي لحظة ؟! .. إن جلست معه تعود مشاعرها له و إن جلست مع (ليام) تصبح مشاعرها من أجله! ، و هنا سـيربح (ليام) لأنه الأجدر.

المشاعر تحفظ في القلب حتى تخرج و تلمس الهواء فـتسفد مع تبعثرها في الجو و تصبح أجزاءًا في كل مكانًا! .. أجزائًا نتنفسها في لحظة سعادة فتزداد ، في لحظة حزن فتحتوينا ، في لحظة ملل فتمتعنا ، في لحظة أكتئاب فتبهجنا ، في لحظة طموح فتشجعنا .. الحُب نفسًا نتنفسه يوميًا!