Chapter |23|

3.1K 228 89
                                    

هي فقط لن تغفر له !

توقفت الحافلة لـينهض (زين) متمسكًا بـيدها لـتكف هي عن النظر إلي الطفلة و تنهض هي الأخري لـتصنع معه يومًا لطالما طمحت بـمجيئه!

أبتسم بـأتساع و هو يضغط علي يدها و يشير للحديقة العامة التي بدأوا بالأقتراب نحوها ثم قال بـحماس :
-لم أتي إلي هنا منذ زمن.

ربما النزهه مع (زين) سـتجعلها تشعر بالحنين للذكريات القديمة و تتذكر كيف كانت مشاعرها نحوه و كيف كان هو أمنيتها الوحيدة في الحياة بعد أن فقدت الأمل في تحسن معاملة والدها!

ضحكت و هي تراه يتنقل بين المقاعد الخشبية بسرعة و هو يبحث عن مقعدهما المميز .. ركضت و هي تحاول اللحاق به بينما هو يصرخ بـ " وجدته " ، لم يهتم للافتة " مكان عام ، ممنوع الصوت العالٍ "

قهقهت علي شكله و هو يجلس فوق المقعد و يحتضنه و كأنه طفله الضائع .. أبطأت من خطواتها و هي تتجه نحوه و أبتسامها علي وجهها و هي تعود بـذاكراتها إلي ذلك اليوم الذي جائت به إلي هنا!

--------

كانت لتوها قد جلست أسفل الشجرة الكبيرة الخاصة بـ المدرسة الثانوية و التي أيضًا دائمًا تذكرها بـشجرة المدرسة المتوسطة .. لم تتناول غدائها في ذلك اليوم و قررت قضاء بعض الوقت وحدها ، لن تبكي لكن علي الأقل تصفي ذهنها.

ثنت أرجلها و أسندت ظهرها للشجرة و أخرجت مذكرة متوسطة الحجم و أخذت تعبث بالصفحات بينما يدها تشكل خطوطًا بـأسمه! .. صادفتها صفحة فارغة و لم تترد للحظة بـكتابة بعض الكلمات به.

' و إلي متي سـيظل الحظ عثر معي و سـيظل حُبك بـقلبي مكبت لا يستطيع الخروج '

أغلقت المذكرة بسرعة عندما رأته مع مجموعة من المتنمرون في الثانوية .. هو خاصًة يتعرض للكثير من الأهانات بسبب ديانته التي يفتخر بها ، يتعرض لهم يوميًا لكن هو لا يبالي لهم كما هو لا يبالي لـقلبها!

ساندت ذاتها لـتقف مستقيمة عندما لمحت ظله قادمًا ، ألتقطت حقيبتها بعد أن وضعت بها المذكرة و همت بالرحيل .. نظرها المثبت علي الأرض و هي تري خطواته تقترب ، تعلم تلك الخطوات جيدًا و تعلم من هو فاعلها .. أبتعلت ريقها بـ رقة و هي تحبس أنفاسها و تحاول تجميع شتات نفسها لـتجد طريقة ما للهروب من واقع تمنت حدوثه!

رفعت حقيبة ظهرها إلي ذراعها الأيسر و هي تخوض الجهة اليسري التي تواجه المبني الدراسي ، أخفضت رأسها و هي تمر أسفل غصون الشجر و شعرها الأشقر متوسط الطول ينزلق علي أكتافها.

قاطع طريقها و هو يصيح من خلفها :
-إرون ، أنتظري!

خفق قلبها و هو ينطق حروف أسمها الذي عشقته في تلك اللحظة و التي أيضًا أعتقدت أنه نسيه .. مر الكثير دون أن تسمع صوته و تستمتع لـنبرته الساخرة عن قرب ، يا ألهي علي عشقهم الطفولي الذي يعارضه الجميع و يضع سدودًا تمنع قلوبهم من الوصول لبعضها فقط لـصغر العمر!

Ironic Nursery Where stories live. Discover now