Chapter |30|

2.7K 191 129
                                    

أما هو فـ مازال راقدًا فوق فراش المشفي متألمًا من عذاب الحب الذي أستنفذ طاقته بأكملها .. لديه بعض الأمل يشجعه علي المتابعة و المضي قدمًا نحو المخاطرة حتي و إن واجه والدها شخصيًا هو سـيفعل ذلك ، يخشي أن ينفذ منه الوقت و يصبح الخاسر بينهم مع أول مشاعر حُب ستداركها (إرون) تجاه (ليام)!

معركة الحب التي تدور بين ثلاثتهم ، معركة عنيفة بها الشر ، السخرية ، الضعف و الغفلة ، أمام كل تلك الصفات لن يِهزم الشر ؛ لأنه يتحكم بـمصير ثلاثتهم ، هو الأقوي بينهم و الأقوي بـعالمنا هو الفائز!

ما إن خطت قدماها عتبة المنزل حتي فتح والدها الباب و كان يبدو أنه بـمزاجًا معتدل .. أرتجف جسدها خوفًا عند رؤية أبتسامة والدها المخيفة ، هو يعلم أنها تهابه حد الهلاك و هو يحب ذلك .. يحب كونها تطيعه دون النطق بكلمة ، كونها ذليلة تحت يديه ، رؤية الخوف بعينيها الغريبتان ، رؤية دموعها و سماع شهقاتها هي أنغامه في الحياة!

القسوة هي كل ما تحتل قلبه ناحيتها علي عكس التؤام فـهي لها معاملة خاصة لـسبب مجهول للجميع و ذلك للكره الذي نمي بقلبه منذ أول نظرة ألقاها عليها!

أبتسم أبتسامه الجانبية التي تمقطها و قال :
-لم أراكِ منذ مدة عزيزتي!

كانت تود أن تخبره أن ذلك كان أفضل للجميع لكن لسانها فشل في النطق ؛ لأن الخوف كان سئ في تلك اللحظة .. كانت خائفة من أن يدمر (زين) أكثر من خوفها من تدميرها هي! ، هو الأن ملقي بالمشفي بسببه و هي لن ترغب بـتأنيب الضمير من أجله مرة أخري!

أومأت له بخفة و أكمل هو قائلًا :
-العلاقة بينكما جيدة حتي الأن ، لا تدمري الأمر ؛ لأن حينها لن يسركِ ما قد يحدث!

طبعت ذاكرتها كلماته في عقلها فورًا لتنفذ منها كل حرفًا تم النطق به من قبله ، و هذا ما أعتادت عليه حفظ و نسخ ما يقوله حتي و إن كان خاطئًا!

ذهب هو راحلًا و أتجهت هي للداخل .. تقاوم رغبتها في البكاء ، كلماته جرحتها و جعلتها تعلم أن زواجها من (ليام) سيكون إجباريًا و هي لن تمنعه سواء بحبها لـ (زين) أو (ليام) ؛ لأن الحب في قاموس والدها لا يوجد له معني!

حاولت كبح دموعها لكنها في النهاية خذلتها مع كل الذكريات السيئة التي راودتها بمخيلتها و أولها (زين) و جراحه التي لن تشفي أبدًا ؛ لأنها تعلم أن جميع مختطاته ستبوء بالفشل بفضل والدها!

أتتغلب علي مشاعرها نحو (ليام) و تتجاوزه و تذهب مع حبها القديم ؟! ، أم تصنع حياةً جديدةً مع حبًا جديدًا سيجعلها تكتسب محبة الجميع و أولهم والدها ؟! .. نبحث بداخلنا عن توقعات و إجابات ليس لها وجود ، دائما نضع تلك الأحتمالات السخيفة التي نعتقد أنها لن تحدث ، ماذا إذا شيدت حياتها بأكملها فوق تلك الأحتمالات السخيفة !!

Ironic Nursery Where stories live. Discover now