Chapter |18|

3.2K 261 54
                                    

رحل (ليام) عن المنزل و بداخله أمل يبعث له إشارات لـ حياة جديدة سعيدة مع فتاة لم يُقدر القدر مشاعرها نحو آخر .. و منذ تلك الليلة لم تنعم (إرون) بـ راحة يمكن ذكرها سوي يوم الثلاثاء ، يوم ذهابها لـ جدتها و بالرغم من ذلك هي لا تنعم سوي بالبكاء و الندم و الحسرة!

ظلت (إرون) علي وضعها تبكي و تشهق .. كانت تستعد للقادم و هو الأسوء ، ما أن خرج (ليام) من باب المنزل حتي تتالت عليها النظرات .. أغمضت عينيها و هي تنتظر الصفعة التي ستعيدها لـ وعيها ، الصفعة التي ستجعلها تخرج من عالم الخيال ، الصفعة التي ستجعل من قلبها التوقف عن النبض لـثوانٍ لـشدة تألمه و العودة للنبض مجددًا لأن لحظتها لم تحين بعد!

صرخ بـ وجهها قائلًا :
-هل جننتِ حتي تفعلِ ما فعلته .. لن تفلتِ بفعتلك اليوم أيتها الحقيرة.

كادت تموت رعبًا و هي تستقبل صراخه بقسوة و حدة منه و جسد مرتعش و خائف منها .. و الخوف هو أكبر ما قد يدمر الإنسان!

تراجعت للوراء كـ نوع من الحماية لها و قالت بصوت مهزوز يكاد يُسمع :
-أنت كذبت .. هو لم يمت ، هو مازال حيي.

أقترب منها و صفعها بقوة و قال :
-كذبت من أجلك ، كذبت لأنه الأفضل لك .. أنتِ فقط تدمرين ما أفعل أيتها الحمقاء ، أتريدين أن تنتظري ذلك الفاشل ؟ هو لن يعود لأنه توفي لي و لكِ قريبًا إرون.

أسندت ذراعيها للحائط و هي تستمع لـ كلماته الجارحة المؤلمة .. كلمات تصنع يومًا و ذات الكلمات تفسد يومًا! .. أمسك شعرها بين يديه و هي كـ الدمية تحركت معه دون حتي مقاومة صغيرة.

صفعها عدة مرات حتي أصبحت وجنتيها متورمتين و قال :
-تتحديني من أجل ذلك الحقير ، ترفعين أصبعك هذا من أجله .. يبدو أنكِ نسيتي من أنا و كيف تكون أسائتي لمن أحب!

صوت صراخها كان كل ما يصدح في الأرجاء .. لم يستطع أحدهم رحمها من بين يديه ، لم يستطع أحدهم أن يشعر بـ نصف ما تشعر ليس جسديًا و إنما الكره النابع من قلبها الذي ينمو و ينمو .. و هل قد ينقلب السحر علي الساحر بـ يوم من الأيام ؟!

أمسك أصبعها الهزيل الذي رفعته بـ وجهه منذ قليل و أرجعه للخلف بقوة حتي كاد أن يقتلعه بيده .. دموع ، صراخ ، ألم ، أنكسار ، كانت تلك مشاعرها في اللحظة التي تم تحطيمها ببطء.

يده تركت شعرها و اليد الأخري تركت أصبعها و جعلت توازنها يختل لـتسقط طريحة الأرض تتألم من كل شئ .. حياتها البائسة التي جعلتها جسد دون روح ، سلبت منها الحياة كل ما قد تتمني و أبقت لها كل ما تمقت.

جراء جرأتها تم تنفيذ العقاب بنجاح تام .. لم تنسي (إرون) كيف كان شكله و هو يصفعها و كيف كان شكله عندما أخبرها أن تجلس بجانبه! .. لم تنسي محاولتها في إبداء رأيها و تم الحكم عليه بالفشل! .. لم تنسي بكاؤها و ألمها و كل ذلك بسبب من ، شخص واحد هز كرامتها و ثقتها فقط لـكونه والدها!

Ironic Nursery Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin