Chapter |17|

3.5K 261 48
                                    

لقد رأها تتحدث و تبتسم مع (ليام) و وجهها يعم بالنشاط .. إذن هذا لا يفسر سوي بـ أن هناك شجار قادم في الطريق.

أغمضت عينيها للحظات و هي تري بمخيلتها عيناه التي كانت تبعث نظرات قاتلة نحوهم .. وضعت إحدي يديها بين المساحة الفارغة بين المقعدين و ما هي إلا دقائق و كانت يديه محتضنة يدها بـ رقة .. رقة لم تشهدها في حياتها من قبل!

هل تعبث بمشاعر (ليام) أم أنها تتوهم ؟! .. هل تظلمه معها بوهمه بأنها يومًا ما قد تستطيع حبه ؟! .. هل ستعترف له بحبها بذات الطريقة الخاطئة التي أعترفت بها لـ (زين) ، أم أنها لا تحبه من الأساس ؟!

قاطع (ليام) الصمت بينهم و قال :
-ستبدأ نوبتك الليلة غدًا ، صحيح ؟!

أومأت له بخفة و تركت مخيلتها تذهب للوراء قليلًا لتلك الليلة العاصفة بـ كل ما حدث ، عادت برأسها و ذهنها و عينها و كل حواسها!

--------

كانت تجلس في مقهي المشفي التي تم تعينها بها مسبقًا .. لم تتم بها الكثير من الوقت فقط بضعة أشهر يمكن عدها علي الأصابع ، كان روتين حياتها طبيعي و ملل كذلك هو لا يهاتفها و نساها تمامًا ، غضب والدها عليها لا ينتهي ، تقرب (ليام) منها أصبح مبالغ فيه!

أتي بالقرب من طاولتها و جلس أمامها مباشرًة و أبتسامته البشوشة لا تزال عن وجهه .. له الحق أن يبتسم فهو يعيش وحده و عائلته بـ بلدة أخري بالأضافة إلي أنه طبيب ماهر ، لكن ينقصه شئ واحد فقط هو كسب قلبها كما هي كسبت قلبه و كأنه تحدي يدور بينهم!

وضع يده فوق يدها اليسري و قال :
-أعلم أنكِ تكرهين وجودي.

ظهرت علامات الحرج علي وجهها و قالت :
-لا .. هذا ليس صحيحًا.

ضحك هو بفكاهه و قال :
-بلي .. أنا أعلم ذلك.

تركت الملعقة فضية اللون من يدها بهدوء و سحبت بضع خصلات من شعرها و وضعتها خلف أذنها ثم قالت :
-أنا فقط أشعر بالغرابة نحوك!

ضحك هو مرة أخري و قال :
-تشعرين بالغرابة نحوي لأنني أحبك!

رفعت بصرها عن الطاولة بصدمة و هي تحدق به دون أن تنطق بـ حرف واحد .. كانت قد فقدت الأمل بـ أن شخصًا أخر قد يتعرض لـ حبها لأن قلبها حاليًا ليس ملكًا لها ، تشتت من نظراته و كلماته لها ، شعرت أنها محاطة بالأسلاك الشائكة و لن تستطيع العبور من نظراته.
و كانت تلك أغرب طريقة أعتراف بالحب قد رأتها (إرون) بـ حياتها!

حركت رأسها عدة مرات بالنفي و قالت بهلع :
-ه-هذا لا يمكن حدوثه.

نظر لها بـ ود و أخذ بيدها مجددًا :
-هل ستمنعيني من حُبك ؟

سبحت يدها بقوة و فورًا عينيها بدأت بذرف الدموع دون وعي منها .. لأن تلك الفكرة قادتها للجنون ، فكرة أن يقع هو بحبها كانت لها كـ تعذيب بطئ .. تحركت عن تلك القاعة و حاولت الأبتعاد عن المشفي بأكملها!

Ironic Nursery Where stories live. Discover now