هللت فارحة وهي تركض على الدرج  :
-بجد يا تميم بيـه .. حاضر حاضر .. ربنا يكرمك ويخليك ويسعدك دنيا وآخرة ..

خبط الباب خلفها بامتعاض وما ألتف خلفه فوجدها اختفت من الغرفـة مختبأة بالحمام ، ضرب كف على الآخر وقال وهو يأخذ سترته السوداء  :
-مبدهاش بقا نشوف شغلنـا ...

ثم جهر مزمجرًا :
-وانتِ خلي الحمام ينفعك ..

ضحكت بصوت مكتوم وهى تراقب ملامحها المشرقة بالمرآة بعد ما عانقتها نجوم السماء .. فتم هلالها وأصبح بدرًا ساطعًا بتميـم روحها التي أكتملت بوجوده ...

•••••••••
~~ بالسيـارة ~~

بعد شرود وتفكيـرٍ طويـل قطعت عالية الصمت السائد بينهم وقالت بتوجس :

-على فكرة أنا سمعت كلامك مع طنط سوزان .. وبحاول افهمه بس مش عارفـة ، مراد أنت مخبي عني أيه .. وتحليل أيه اللي منتظرين نتيجته .. !

ثم ابتلعت حيرتها وأتبعت :
-مراد أنت مخبي عليـا أيه ؟!

بهدوء تام صف سيارتـه جنبـا مستغرقًا أطول وقت ممكن في التفكيـر :
-وأنتِ سكتتي ليه !

-معرفش ، حسيت إني لازم أفهم منك الأول ، كنت تايهة ومتلخبطة ..
ثم مسكت يده متوسلة :
-أنتَ وطنط سوزان مخبيين عليـا أيـه !! أنا حاسة بحاجة غريبـة وبحاول أكذب نفسي بس الشعور ده مش مفارقني ...

سألتها مستفهمًا :
-حاسـة بإيـه يا عاليـة ؟!

-وقفتها جمبي ، إصرارها نكون معاها في الوقت ده ، اهتمامها بيـا وبكل تفاصيلي لبس وأكل ونظراتها طول الوقت .. عيونها فيها كلام كتير ملخبطني .. طيب هي علاقتها كانت بعبلة إيه يخليها تعمل معايا أنا كده !!

فك حزام الأمان الذي يكتفه ودار إليها قائلًا :
-مش من فراغ يا عاليـة ، أنتِ معاكي حق طبعـا ..

-حق في أيه يا مراد ..

-بصي أنا مكنتش ناوي أقول لك حاجة غير لما نتأكد ، محبتش أعلقك بأمل وهمي.. كنت مستني نتأكد ووقتها هقول لك كل حاجة ..

امتلأت عينيها بالدموع :
-في أيه يا مراد ؟!

-أهدى وهحكي ليك كل حاجة يا عاليـة ..

••••••••

~ مساءً ~

-خلاص يا يونس .. خلصنـا كُل حاجة ونازلين أهو .
قالت " حياة " جُملتهـا وهي تتحدث في الهاتف مع أخيها بعد ما انتهت من ضب حقائبها واستعدادهم للعودة للغـردقة .. دخل عاصي الغرفة فسألها بهدوء :

-نسيتي حاجة ..؟!

-لا ده يونس كان معايا على التليفون .. أنا تمام .. وأنتَ  ..

رد بتلقائية :
-مستنيكي ..

اقتربت منه بخطوات وئيدة :
-عاصي أنتَ متأكد أنك كويس ، مش عاصي اللي أعرفه .. فيك حاجة متغيرة من وقت ما رجعت .. !!

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن