-
" منذ الصباح الباكر ؟ هل تمازحانني ؟ "
بصوتٍ أجش استيقظ النمر مُنزعجًا من اهتزاز السرير حيث كان الأسد و هُريره يحصلان على جولة صباحية دسمه قُربه و القِط يكتم صوته بيديه حتى لا يوقظه .
" حرر صوتك كيتين ، ما الفائدة و قد أيقظتماني بالفعل ؟ سأذهب لتجهيز الصغار "
نبس يقف عن السرير للخروج ببنطاله الذي نام به ، أغلق الباب بسرعة و فزع عندما وجد جيلين أمام الباب مُنتظرةً أباها .
انحنى يحملها بإبتسامةٍ وسيعة لتشتيتها عن رغبتها بوالدها .
" ما الذي أيقظكِ قبل الموعد جيلين ؟ "
" أُريد الحمام "
نبست تحاول مد يدها لمقبض الباب قبل أن يمشي تاي بها للحمام و يُنزلها .
" بابا ما زال نائم ، سأساعدكِ أنا "
ساعدها في خلع بنطالها و ضحك عندما أشارت له بالاستدارة ليفعل و ينتظرها في صمت إلى أن نادته ليساعدها في الاغتسال ، يعرف أنه غير منطقي لكنه مُعتاد .
" تستحمين معي ؟ "
" و لاني ؟ "
" سأحضره الآن "
فتح الماء في الحوض و ادخلها لتجلس فيه و هو يمتلئ ريثما يذهب و يعود بنولان الذي يفرك عينه ناعسًا ضد كتفه .
ادخله الحوض معها ليشاركهما الاستحمام بثيابه الداخلية فحسب و تجنيب جعلها يشهدان أشياء تفوق سنهما .
" بابا لماذا لا يوجد رغوة كثيرة ؟ "
سألت جيلين اثناء تحريك الماء بيديها تجتذب انتباه تاي الذي سكب المزيد من غسول الاستحمام .
" جيد ليني ؟ "
سألها بإبتسامة وسيعة لتومئ اللبؤة بعد تحريك يديها و ظهور فقاعات أكثر .
" لاني أنظر ! فقاعة ! "
جمعت كمية بين يديها و نفختها على توأمها الذي ضحك يشاركها ما يفعل بينما تاي يمرر الاسفنجة على جسديهما بلطف .
" بابا لماذا لا تنزع كل ملابسك مثلنا ؟ "
" بابا نظيف و لا يحتاج نزعها "
رد على هرماسه قبل فتح الماء فوقهما و الضحك عند كتمهما أنفاسهما تحتها و الانتحاب .
" هيا لنكمل الاستعداد ريثما يستيقظ بابا ليو "
" لماذا اسم بابا ليو ؟ "
" و لماذا اسمك بابا تاي ؟ "
" و بابا كيتين ؟ "
تتالت اسئلتهما بينما تاي يُفرغ الحوض و يُخرجهما منه ليبتسم لهما و يهز اكتافه .
" اسألا بابا ليو لاحقًا لماذا اسمه ليو "
لف منشفته حول خصره و تخلص من ثيابه المُبللة ليحملهما سويًا نحو الغرفة و ينتقي ثيابهما بِعناية .
" بابا لماذا لا يمكنني ارتداء تنورة مثل جيلين ؟ "
" لأنها خاصة جيلين ، جيلين لا تلبس من ثيابك نولان "
عكس الجواب بطريقته الخاصة لتجنب ادخال هذا النوع من الأفكار لِوعيهما البريء و يتنهد .
' تاي لماذا لا تدعه يلبسها ؟ لا بأس ! '
" كلا تايغر ، لا أُريد منعه و تعريضه لأفكار للرجولة السامة و لا أُريد اقناعه بِفكرة قد تتعارض مع جوهره مُستقبلًا "
' ما الذي ستفعله اذًا ؟ '
تخاطب مع نمره و يداه مشغولتان بإلباسهما ليبتسم للبراءة العظيمة بهما و يمسح على رأسهما بلطف يدفعهما للتحديق فيه بعيونهما الكبيرة الظريفة كخاصته هو و ليو .
" أُريد الخير لجميع أطفالنا لذا سأبقى مُحايدًا بالكامل ، إلى أن يكبروا و يجدوا ذواتهم الحقيقية ، لن أغرس بهما أي أفكار لا تمد لبراءتهما بِصِلة "
' واه~ بابا تاي أبهرني ، استمر هكذا ، أدعمك تاتا ! '
اخذ مجفف الشعر لتجفيف شعرهما و الاستغناء عن تسريح شعر جيلين لعدم خبرته في ذلك .
وضع مشابك ظريفة في شعرها و عبس لأنه قد لا يجد الوقت لتجهيز أكلهما بسبب تأخرهم في الحمام .
" الإفطار اعزائي "
دخول جيمين مُستعدًا أنقذه ليتنهد تاي بِراحة و يومئ يسمح لهما بالخروج قبل ليو ريثما يجفف شعره بنفسه .
" دَعني أفعلها لك نمري "
وقوف ليو خلفه و امساك مجفف الشعر عِوضًا عنه دفع النمر للإبتسام بإتساع .
" لدي موضوع جديد يخص الصغار علينا مُناقشته لاحقًا "
" أ لا يمكننا الآن ؟ "
" يجب أن يتواجد كيتين أيضًا و نكون وحدنا دونهم "
" سنفعل بعد عملي لو كنتما مستيقظان "
رد يُمرر يده بين خصيلات النمر الرطبة لتوزيعها و بعثرتها تحت الهواء المُندفع من المُجفف ذو السخونة الخفيضة جدًا بالنسبة ليده .
" انتهيت "
" شكرًا لك ليو "
" أُشكرني بتناول الإفطار معنا "
شبك ليو اصابعهما يأخذ تاي معه ليتجمعوا كلهم على مائدة الإفطار حيث وجد كيتين يُجهز صناديق غداءهم كلهم ليشهق مُلاحظًا جوان في يده .
" كيتين لا تحمل جوان ! "
هتف النمر يأخذه بسرعة منه بينما الهُرير بقي مصدومًا من الموقف و بلا تردد أخذت عيونه تمتلئ بالدموع و تنسكب بغزارة .
" لكن- لكنه طفلي أ- أيضًا ؟ "
تساءل في النهاية يشعر بالشك اتجاه ذلك الموقف قبل أن يسرع تاي بنفي ما يفكر الهُرير فيه و الذعر اعتراه .
" لا تفكر هكذا لم أقصد ! عَنيت أن جوان أكبر و أثقل من أطفالنا في عمره كيتي ، أعرف أنك مُعتاد و لكنه ثقيل و أنت في فترة حساسة من حملك و الطبيبة منعتك عن حمل اي شيء ثقيل- "
" جوان ليس شيء ثقيل ! جوان طفلي ! كيف تَجرؤ على وصف طفلي الجميل الصغير بالشيء الثقيل ؟ اعطني جواني ! "
قاطعه كيتين بغضب و قد نسى حزنه حتى ليحمله مُجددًا بلا تفاهم و عاد يُكمل عمله هو و الدموع القليلة في عيونه بينما ليو يكتم ضحكته بصعوبة ليستدير تاي ينتحب بخفوت .
" ساعدني أرجوك ليو- "
" لقد سمعتك ! "
" و لكن جوان ثقيل و هذه الحقيقة ! أنا لا أقوله أنه بدين بل كبير الحجم ! ما العيب بقول أنه ثقيل ؟ "
تجادلا معًا بينما كيتين ينفي ذلك بحزم قبل تمرير علب الغداء للنمر بغضب .
" اقفلهم ، لا أستطيع فعلها بيد واحدة "
" لن أفعل ! أعطني جوان و اقفلهم بنفسك "
" أ لا يكفيك وصف ابني بالثقيل و الآن ترفض مُساعدتي ؟ لماذا تجرحني منذ الصباح ؟ أرجوك تاي "
بِمُنتهى الضعف نفذ ما يُريده القِط الذي ابتسم بِوسع مُتناسيًا كل انزعاجه قبل الجلوس و جوان في حضنه يتمسك بزجاجته بنفسه .
" سيصبح لدي طفلة لطيفة مثل جواني "
" أجل ، طفلة لا يمنعك أحدٌ ما عن حملها "
" بحقك ليو ! بالكاد نسى ! "
عاد ليو للضحك أشد يضرب فخذه بعد نحيب النمر عند عودة كيتين للتحديق فيه بطرف عينه أثناء أكله مُحركًا شفاهه ليشتمه بصمت .
-
مساء الخير ☕️☁️
رأيكم ؟
و بس كونوا بخير
مع خالص حبي 💕