PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

Autorstwa Lilas_psh23

74.2K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... Więcej

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

١٢| وليمَة عزاء (١).

761 76 665
Autorstwa Lilas_psh23

ييرون:

شعور الضّغط كان ثقيلاً جدًا، حتى أنني بدأتُ أشعر بالدّوار مع استمرار رين في السّير ذهابا وإيابا أمامنا هكذا، وهو لا ينفكُ عن تنفيس غضبه بشخص ما عن طريقه شتمه ولعنه بكلّ لعنة عرفتها ولم أعرفها في حياتي.

نقطة أخرى عرفتها عنه، عصبي لأبعد الحدود. وأنا التي ظلمتُ أليكساندر في هذا.

لقد وصلنا إلى البيت منذ نصف ساعة تقريبا، هو لم يدع والدته تتفحصنا وتقلق علينا كما من المفترض أن تفعل حتى، لأنه جرنا إلى إحدى الغرف وأغلق علينا ليبدأ في جولة الشتم.

الشاب الذي معه كان فقط يراقب بلا مبالاة وأحيانا فقط يرمي بجملة أو اثنتين ليحاول تهدئته ثم يعود ليعبث بهاتفه. أعصابه مرتخية لأبعد الحدود وهذا مثير للشك!!

أتساءلُ إلى الأن، كيف علما بموقعنا وجاءا في اللّحظة المناسبة؟!

فُتحَ الباب فجأة على مصرعه ودخل أليكساندر بخطوات سريعة حازمة وملامح مهتاجَة، ونظرتهُ المشتعلة سُلطت مباشرة علي يجعل نفسي ينكتمُ في تلك اللّحظة. رفع حاجبًا وانسحبت عيناه على طول جسدي. هل يلعبُ هو الأخر دور الأخ القلق الأن؟

انتبه فجأة لايما وقطب حاجبيه وهو يحدق فيها بتوجس وأطال النظر إليها حتى لمحتُ بريقا من الإرتياب يلمع في زرقاوتيه. ما خطبه؟! التفتُ إلى ايما ورأيتها تنكسُ رأسها إلى الأسفل وحين لاحظت نظرتي همست بجزع: "لقد أحرقني بنظرته، هو لا يرغب في قتلي أليس كذلك؟!"

هززتُ كتفاي: "لا أستبعد هذا، ربما يفعلُ ذلك لكلتينا." كنتُ نصف محقة لأني سمعتُ تنهيدته العميقة قبل أن يتمتم بإنهاك: "يا وجع الرّأس!!"

"دعكَ منهما وعُد إلى ما هو أهم الأن." رين صرّح بعصبية وكأنه ملّ من جو السكون الذي أضفاه شقيقه عند دخوله. "كيف يجرؤ على العبث معنا عن طريقها؟ مالذي ينوي عليه بهذه الحركة؟" خفت نبرته وبدا وكأنه يحلل الكثير في عقله.

"أليس هذا واضحا؟" الشّاب ذو الخصلة البيضاء رفع جسده أخيرا من الجدار الذي كان يستند عليه وتقدّم منهما بينما يخبئ هاتفه في جيب بنطاله. التفت فجأة عندي وصرّح بابتسامة خبيثة: "إنه يراقب كل حركة تفتعلها أنتَ ومن حولكَ، وهذا يعني أنه يعرف أنك رُزِقتَ بأختٍ من العدم فجأة، وبالتأكيد هو يعلم كيف يستغلُ الفرص." حوّل بصره إلى رين ووضع يده فوق كتفه. "إنه يسبقكَ بخطوة يا صديقي."

سكوت عمّ المكان للحظة لكن أجزم أن داخل كلّ منا حربًا ناشبة بين أفكاره الخاصّة، وكانت خاصتي حول مصيري أنا وإيما، لقد عرفنا القليل إلى الأن لكني أجزم أنه كثير بالنسبة لهم. ماذا سيكون مصيرنا وخصوصا إيما التي يظن الجميع أنها لا تعلم شيئًا؟

"علينا التحرّك بأسرع وقت." أليكساندر استرسل وهو يُخرج هاتفه ويبدو أنه سيهاتف أحدًا ما، بينما الشّاب الأخر تقدم نحونا أو إلى إيما بالضّبط ثم انحنى إلى مستوى رأسها وبدى يدقق في وجهها وهي تراجعت إلى الخلف بسرعة وفزعٍ شديدين.

"أهذه صاحبة النظارات التي كانت برفقتكِ في الصورة؟!" خاطبني وقطبتُ حاجبي لسؤاله، أي صورة؟ رفع جذعه فجأة واستدار نحوهما "بالمناسبة ماذا سنفعل بشأنها؟!"

بلعتُ ريقي بوئيدة وتمسكتُ بكف إيما أحاول طمأنتها بنظراتي. لن أسمح لهم بأذيتها مهما كلّفني الثمن. رين لم يؤذني عندما اكتشفتُ أمره أول مرّة، وحينها لم أكن أخته أو شخصًا أعني له شيئا.. لذا قد يعفوا عنها أيضا كما فعل معي.

أليكساندر الذي كان يتحدث في الهاتف رفع كفه إلى الشاب وكأنه يخبره أن ينتظر إلى أن ينهي المكالمة بينما رين أفاق من أفكاره وتقدم إلينا، رمق إيما بنظرة متفحصة قبل أن يُنبِر بما كنتُ أخشاه.

"لا شيء سيضمن لنا أنها لن تفضح أمرنا لاحقا، لذا أظن أن علينا التّخلص منها!!"

شعرتُ بقلبي يسقط بين قدماي وبتجمد جسد ايما بجانبي. هو يمزح أليس كذلك؟! عندما نظرتُ إليه لم يبدو كذلك أبدًا، الإتقاد الذي يبرقُ في لوزتيه لم يكن يدل إلا على أنه جاد كل الجد فيما يقوله.

أسرعتُ بالوقوف مواجهة إياه وهو رفع حاجبًا نحوي باستغراب. "يستحيل ذلك، ايما لن تخبر أحدا بما حدث. ليس عليكَ فعل شيء لها." نظر إلي بهدوء وبدا وكأنه يقول 'هل أنتِ جادة؟' إلا أنني أبقيتُ على نظرتي الحازمة ووقفتي الثابتة بالرّغم من أنني أرتجف داخليا.

"وما أدراكِ أنتِ أنها ستفعل؟ أي شخص في مكانها كان ليبلغ الشرطة اليوم قبل الغّد!!" يا إلـٰهي!! إنه يبدو جادًا في أمر التخلّص منها حقا!! ثمّ مالذي يقصده بما أدراني؟ إنها صديقتي وأعرفها ككفي يدي. هل يجب أن أخبره أنها تعلم من الأساس؟

قبل أن أنطق بأي حرف تقدّم أليكساندر الذي يبدو أنه أنهى حديثه. "آركيت، خذ هذه الفتاة إلى بيتها في الحال." تلفتنا جميعنا نحوه في صدمة وخيط أمل انغرس داخلي. أظن أن الأدوار انعكست بينهما، فقد كنتُ أظن أن أليكساندر من سيطلب التّخلص منها بينما رين من سيعفوا عنها.

المدعو آركيت أومأ واقترب من إيما يأمرها بالوقوف بينما رين تكتف يرمق شقيقه باستخفاف تغلّب عليه السّخط: "مالذي تفعله؟ ألم تفكر في عواقب تركها حرّة هكذا؟"

كل ما فعله أليكساندر هو رميُ نظرة نحو إيما من طرف جفنه بحدّة واستصغار وأحسستُ بالقشعريرة مكانها، لأنه أعطاني مئات النظرات مثلها. تحدّث بنبرة خافتة مهددة: "لن تفعل، وإن فكرّت في ذلك حتى سأحرصُ على أن أجعلها ترى رأس شقيقها معلقًا في باب غرفتها."

_____

غريب!! غريب جدًا أن يومين مرّا هكذا بكل هدوء وسلاسة. منذ حادثة محاولة اختطفانا والأشخاص من حولنا يتصرفون بهدوء وكأنما شيئًا لم يحدث. بينما احساسي يخبرني أنهم يحيكون لشيء كبير خلف ظهورنا.

حتى إيما كانت تتصرف بغرابة شديدة منذ تهديد أليكساندر لها بشقيقها. بدت وكأنها تأخذ كلماته على محمل الجد بشكل مبالغ، لم تعُد تتحدث معي في أمر العصابة وتلك الأمور وكلما حاولتُ جذبها للحديث تقطعه قبل أن يبدأ حتى.

أعترف أن مسألة معرفة أليكساندر بأمر شقيق إيما غريبة ومخيفة. أعني أنه بذلك صرّح بطريقة غير مباشرة أنه يعرفها. لكن كيف؟ أعني أنه لم يرها إلا مرّة واحدة على طاولة الفطور ذلك اليوم، لا يُعقل أنه بحثَ في شأنها فقط لأنها صديقتي!!

أو أنه فعل بالفعل!!

الأهم من ذلك أنه ضربها في الوَتر الحسّاس، شقيقها والذي يمثلُ لها كلّ شيء بعد أن توفيت والدتها واختفى والدها فجأة عن هذه الحياة. لقد كان لها الشقيق، الأب، الأم، الصديق والحبيب. لذا هي تضعه على رأس أولوياتها ولا تعصِ له أمرا.. كان لها الخطّ الأحمر ولا زال. 

أقدّرُ ما تفعل. لم يكن عليّ إقحامها في أي شيء منذ البداية.

رين هو الأخر منع عليّ منعا باتا التسكع هنا وهناك بعد الدّوام، حتى أنه عيّن حارسا أخر إلى جانب السائق ليتكفل بمراقبتي عندما تخطوا قدمي خارج بوابة الثانوية إلى أن أصل إلى السيارة.

هو حتى أوصاهما أنه إن حاولتُ الهرب منهما فلا مانع لديه إن أحضرا جثتي له. المهم أن يحضِرا جسدي. يا له من نذل!!

تزحزحَ الكرسي الذي أمامي يجعلني أخرجُ من قوقعة سرحاني وحدقتُ في الذي جلسَ يعطيني ابتسامة صغيرة. "مرحبًا"

إيما بجانبي والتي كانت تدرس توقفت عن الكتابة ورمقتني من زاوية جفنها قبل أن تعود لما كانت تفعله. كان تحذيرًا!!

"مرحبًا" أجبته ممهدة لحديثه، فمن الواضح أنه لم يأتِ ليلقي التحية علي فقط. بالكاد تحدثنا من قبل، ويجب علي الحذر في كل كلمة ألفظها من شفتي. كانت فرصتي لأتأكد من علاقته هو الأخر بهم.

"كيف حالك؟ تبدين مختلفة هذه الأيام." الأسلوب ذاته.. الإستغباء والإنكار للضغط على الخصم وإخراج اللعنة بداخله. تعلمتُ هذا من حوارات رين مع أليكساندر -المستفزة- والتي تجعلني أرغبُ بالتعاون مع أليكساندر لأجل تنفيذ جريمة قتل بشقيقه.

زفيتُ ملامح الاستغراب وأنا أمط شفتي: "حقا!! هل أبدو كذلك؟ من حيث ماذا هذا الاختلاف الذي تتحدث عنه يا سيد سميث؟" هزّ كتفيه بعد أن أسند مرفقيه على ظهر الكرسي. "لا أعلم، ربّما أول اختلاف وأبرزه كان تغيير كِنيتك. اسم باركر له حامليه."

اتسعت عيناي بصدمة لكلماته. باركر؟! كيف؟ لقد حرصتُ على عدمِ إخبار أحد بأمر تبني وحتى أني طلبتُ من أمي التحدث مع إدارة المدرسة لمنع أي تسريب في كنيتي إلى غاية دخولي للجامعة.

هل يعقل أن آيزك أخبره بالأمر؟

"أدخل في صلب الموضوع جايدن، ماذا تريد؟" نزعتُ قناع الترحيب وكشرتُ عن ملامحي المُرتابة الحذِرة نحوه، يبدو أنه يعلم أكثر مما أظن.

أعطاني ابتسامة ملّمة وهو يزفر قبل أن يبعثر شعره البني المقارب للسواد، حدّق في مكان ما والذي علمتُ أنه مكان جلوسه هو وآيزك قبل أن يُنبر بخفوت: "إنه بشأن آيزك." حدّق فيّا بشيء من القلق: "إنه يتصرّف بغرابة بدوره في الآونة الأخيرة."

قطبتُ جبيني بخفة وأنا أضع علامات استفهام برأسي. آيزك غريب هذه الأيام نعم، لكن من الغريب أكثر أن يأتي صديقه الذي لا يفارقه ليسألني عن خطبه!! ألا ينبغي أنا من عليها فعل ذلك؟.. لو كنتُ أهتم بالطّبع.

"أعني، هل حدث له شيء غريب في المنزل؟ مع والدته أو سيدة البيت؟" أوضح وجهة نظره ونفيتُ برأسي، لم أكذب فعلاً فأنا لم أعلم للأن مبرر تصرفاته الباردة وقلة صخبه المعتاد. ولا أظن أن الأمر متعلق بي بأي شكل من الأشكال.

"لا بأس!" هزّ رأسه متفهمًا قبل أن ينهض: "أظننا سنصبح أقرب منذ الأن باركر، أتطلع للتعرّف على من أثارت اهتمام عائلة باركر بعظمتها." مثير للشك!! إنه بالتأكيد يعرف، يعرف.. أشياءً كثيرة.

نظرتُ إلى إيما التي كانت تحدق في أثره المختفي واكتفت بقول هذه الجملة: "توخي الحذر، إنه بالفعل يعلم الكثير!!" قبل أن تنكب في كراسها متجاهلة إياي. نفس ملاحظتي عنه، يبدو أنه قصد أن يوصل رسالته لنا.

رائع!! من تبقى ممن أعرفهم ليسوا مثيرين للريبة؟ على هذا المنوال سأصل لأشكك في إيمـا وفي نفسي أيضا.

في المساء عدتُ أخيرًا إلى المنزل متجاهلة آيزك الذي قدِم معي في السيارة، بل وسيصبح رفيقي منذ الأن بعد أن كلّفه رين هو الأخر بمراقبتي داخل حرم الثّانوية. رائع!! في كل مكان أجده وجهه أمامي، ما رأيهم أن يدسوه معي بالحمام أيضا؟

لم نتشاجر كثيرا لأنه يتعمد تجاهلي كلما ألقيتُ بعبارة مستفزة نحوه يتركني أغلي بمكاني. لو كان على طبيعته لما وصلت بنا السيارة سليمة إلى باب المنزل.

عندما وصلنا، كانت رغبتي الوحيدة هي أن أخذ حماما وأندس تحت فراشي الناعم وأنام لأسبوعين، وهذه رغبتي كلما عدتُ من المدرسة. لم أفكر يومًا في الدراسة وحافزي الأكبر وقدوتي كان آيزك الذي لم أره يلمس كتابا من قبل.

لكن لحظة!!

كان الوضع غريبا جدًا في المنزل، الخدم يتراكضون هنا وهناك، البوابة الخارجية مفتوحة وكل دقيقتين تأتي سيارة أو شاحنة بشيء ما ثم تغادر، الحديقة زُينت بأعمدة من الزّهور الملونة، تم تعليق خيوط من الأضواء على الأشجار وتعليق مصابيح بيضاء كبيرة على طول الحديقة، ووضعت طاولات زجاجية مزينة بالزّهور البيضاء.

النّافورة أيضا تمّ رصها بمصابيح ملّونة بينما تم نثر بتلات من الزهور على مياهها بالإضافة إلى أضواء نيون مشعة تضيء من قاع المياه مشكلة منظرا بديعا. ما كل هذا بالمناسبة؟ ألدينا ضيوف اليوم؟!

نظرتُ إلى آيزك الذي لم يبدو مهتمًا بالأمر وفقط سار إلى للداخل بكل اعتيادية ولا مبالاة، فكرتُ في سؤاله لولا رؤيتي لأمي بإحدى زوايا الحديقة مع بعض الخدم وتبدو أنها تملي الأوامر عليهم. تقدمتُ نحوها وعندما انتبهت لي نبست بنبرتها الودودة: "أهلاً بعودتكِ ييرون."

أومأتُ لها ولا زال نظري بالخادمات اللاتي تضعن الأطباق فوق الطاولات، سمعتُ قهقهتها حين لاحظت ملامحي المستغربة وعلمت ما يدور في ذهني قبل أن أسأل: "آسفة يا صغيرتي، كان عليّ إخباركِ سلفًا لكني كنتُ مشغولة جدًا بالتحضير للحفل، وأعلم أن الأرعنان لم يخبراك بأي شيء." بتجاهل كل ما قالت للحظة، لم أسمعها يوما تنطق باسمَي ابنيها، فقط هي تقول: الأرعنان، الأحمقان، الشقيان..

أومأتُ ولم أستطع كبح فضولي لذا سارعتُ بسؤالها: "ما مناسبة هذا الحفل؟" طلبت من إحدى الخادمات أن تضع ما تحمله أماما قبل أن تدير رأسها نحوي: "غدا هو الذكرى الخامسة والأربعون لتأسيس شركة زارا، نحن نحتفل بهذا الحدث كل عام." صمتت لثانية وبدت مترددة قبل أن تردف بابتسامة مطمئنة: "كما أن الزّخم الأكبر هو لمعرفة وريثة باركر الجديدة."

نظرتها بلا ملامح تُذكر، إذا مما أستطيع فهمه أن أنداد العائلة يتوقون شوقًا لمعرفة من أكون، وأخشى أن أخيّب ظنهم!!

دفعتني إلى غرفتي قبل أن أسأل المزيد لأن كلماتها بالتأكيد لم تكن كافية لإرواء فضولي، طلبت مني الإستحمام والتجهز للحفل الذي سيبدأ وقت العشاء.

جزء مني متحمس لفكرة أنني أخيرا سأحضر حفلا للطبقة النبيلة من المجتمع، وأعيش تلكَ الأجواء الفاخرة التي سمعتُ أنها كذلك مملّة. لكن عادة ما تحدثُ الفضائح والمهازل في وسطها ولدي يقين أن شيئا ما غير اعتيادي سيحدث الليلة.

دخلتُ المنزل الذي لم يكن أقل حركة من الحديقة، لكن لم يبدو أنهم يجهزون الأماكن فيه، بل بدا أن الحديقة فقط هي مركز الحفل. لمحتُ أليكساندر محاطا بالعديد من الخدم الذين يستشيرونه وهو يتحدث إليهم بنفاذ صبر، بل وأنه أحيانا يصرخ على البعض.

نبهني بأني لم أرى يوما تعبيرا مختلفا يلوح على سِماء وجهه غير الغضب وأحيانا البرود. مما خُلِق بالضبط؟!

تجاهلته وصعدتُ الدّرج بسرعة، لا أثر لرين أو آيزك في الأرجاء، يبدو أنهما يتجهزان كذلك.

أخذتُ حمامًا على عجالة بسبب إلحاح خادمتين علي كلّ حين وتنديهي بأن الوقت ينفذ، للتذكير فقط أمي طلبت منهما تجهيزي وأنا دحرجتُ عيناي لهذه العادات المملة. أبدو وكأنني أتجهز لحفل زفافي.

تمّ وضع عدد -لم أستطع عدّه- من الفساتين الغالية وجربتُ الكثير حتى استقريتُ أخيرًا على واحد لا بأس به، فأنا لا أحبذ هذا النوع من اللّباس أبدًا وكنتُ عادة ما أستعير خاصة ماريان في حفلات الميتم. كان مصنوعا من قماش الدانتيل بلون الدّماء، ذو فتحة صدر واسعة تصل إلى أكتافي وضيقا من الأعلى ليتسع عند بداية خصري حتى يصل إلى ركبتي.

لم أحبذ شيئا براقا يلفتُ الإنتباه، يكفي أنه أحمر اللون.

تم تصفيف شعري الكستنائي الطويل في تسريحة بسيطة، طلبتُ منهن تجعيده وجمر خصلاتي الأمامية إلى الخلف بدبوس أحمر. لم أرد وضع مساحيق التجميل لكن ومع إصرار الخادمتين وضعتُ شيئا خفيفا فقط، لا أريد تغيير شكلي وإفساح المجال لآيزك للسخرية مني قائلا إني كنتُ أشبه القردة.

بالنظر إلى نفسي في المرأة أظنه سيشمتُ بي حقا، لذا عليّ تجنبه قدر الإمكان. أحضرت إلي الخادمة كعبا أحمر عالٍ تجعلني أنظر لها بكل براءة، حدقت فيّ بمعنى 'ماذا؟'

"هل أستطيع ارتداء حذاء رياضي بدل هذا الشيء؟!" طرفت بعينيها لثانيتين قبل أن تتنهد مميلة رأسها بيأس. ماذا؟ أنا جادة، كيف سأرتدي هذا الشئ وأهبط به الدرج وأسير به في تلكَ الحديقة التي تشبه في مساحتها ملعب كرة القدم؟

اتصلت بي أمي بعد قليل تنبئني بأن الضيوف بدؤوا في التوافد، وأن لا أنزل حتى ترسل لي شخصا ما ليرافقني. جديا ما كل هاته العادات الغريبة والمملة؟! الأثرياء حقا يقدسون المظاهر والسطحيات.

استلقيتُ فوق سريري متنهدة، أريد النّوم. هل اتصل بايما وأخبرها بما يجري معي؟ من يدري قد تعطيني بعض النصائح في كيفية التعامل مع هذه الطّبقة وفي أجواء كهذه!!

استمريتُ في الإتصال بها لثلاث مرات دون جدوى. ماذا الأن؟ لا تخبرني أن ارتياعها وصل إلى مرحلة تجنبي عبر الهاتف؟ لا يعقل هذا..

بالتفكير في الأمر، لا أظن أن أليكساندر قد يمسها بسوء هي أو شقيقها لأنه ستكون هناك تبِعات كثيرة لهذا الفعل.. وأولها أنا. أظنه تعمدّ التطرّق لهذا التهديد فقط لضمان أنها لن تفتح فمها، وهي لن تفعل أساسًا. هذا يعني أنه يدرك أن شقيقها نقطة ضعفها.

سمعتُ صوتًا خافتًا يقترب ثمّ فُتح الباب ليظهرَ رين من خلفه ومظهره جعل فاهي ينفرج. كان يرتدي الأن بذلة رسمية سوداء عانقت جسده الرّشيق بمثالية وشعره الذّهبي صُفِف هذه المرّة للخلف مع تركِ بعض الخصلات تحطّ فوق جبهته البيضاء والتي لاءمَ لونها لون عينيه المشعَتين رغم تقويستهما الباردة أو الغاضبة دائمًا. إنّه يعود.. مظهره المخادِع الذي عرفته به يومًا ما يعود.

هذا لا أخلاقي منه.. كيف يخدَع الملأ بوجهه هذا؟

انتبهتُ أنه كان يعبثُ بربطة عنقه وهو يُتمتم بشيء ما في حنق شديد، وعندما انتبه لي أسرعتُ أغلق ثغري وأصرف نظري بعيدًا في حرج. أتمنى أنه لم يلاحظ نظرتي البلهاء له، لكي لا يزداد غروره أكثر؟

"بحق الرّب، كفي عن الوقوف هكذا كالحمقاء وهيا لننزل." نظرتُ له منفرجة المُقل. ننزل؟ أهو الشخص الذي أرسلته أمي ليرافقني للأسفل؟! بحقها!! كنتُ أنتظر خادمة ما، كان علي أن أضع في حسباني أنها سترسل أحد ابنيها. كنتُ هربت حينها من الشرفة.

عندما لمحتُ تعابير نفاذ الصّبر بدأت تغزوا وجهه تقدمتُ أرتدي كعبي بملامح متململة. "حسنًا، حسنًا فقط لا تغضب." لا أدري حينها كيف أجابني بعفوية لكن بنبرة ضيق شديد: "كيف لا أغضب وهذا الشيء يكاد يخنقني؟ بحق الإلـٰه!! أخبرتها بأنني لن أرتدي هذا الشّيء."

علمتُ أنه يعني ربطة العنق لأن المسكينة تستنجد الأن بين يديه وهو يُفقدها شكلها ويحوّلها إلى شيء ما، تنهدتُ متقدمة نحوه ولأنني أرتدي الكعب كان من السّهل الوصول إلى ياقته، وبدأتُ في إعادة ربطها حين أنزل يداه، تمتمتُ باستغراب: "أليس من المفترض أن تكون الخادمات على علم بكيفية ربطها؟"

ليس الخادمات فقط، بل أغلب الفتيات، فأنا كنتُ أربطها لشباب الميتم أثناء المناسبات وتعلمتُ ذلك من ماريان. بذكر الميتم!! أنا لم أزره منذ أن جئتُ إلى هنا. يا إلـٰهي لقد نسيتُ أمره تمامًا مع كلّ الأمور التي تحدث معي!! علي زيارته قريبًا جدًا.

عندما طال صمته رفعتُ رأسي نحو وجهه بفضول وحينها لاحظتُ المسافة التي كانت بيننا. خطيرة!! هذا كل ما أستطيع وصفها به. كان يحدق بي وحين قفطته أشاح بوجهه جانبًا بانزعاج وسمعتُ تمتمته المنخفضة: "لا أسمح لأحد بالإقتراب من ملابسي، أو ليريني كيف أرتديها."

أجل، واضح!! ها أنتَ ترتديها بطريقة مثالية أيها المتعجرف. أردتُ قول هذا في وجهه والتشمت به لكني التزمتُ الصّمت في أخر لحظة، ليس من صالحي إثارة أعصابه هكذا. أسرعتُ بالإبتعاد وأنا أنظر للربطة بفخر: "ها أنتَ ذا!!"

تحمحم محركًا إياها بيسراه التي لمحتُ فيها توا ساعة فضية تعانق رسغه الأبيض بكل مثالية. بالله علي!! علي التوقف عن وصف كل صغيرة وكبيرة بمظهره المثالي، وإلا من سيراني الأن سيظنني منحرفة تتغزّل بأخيها.

فجأة سحب كفي وأخرجني من غرفتي يغلق الباب، والذي فاجأني أنه أدخل ذراعي في حلقة شكلها بذراعه اليسرى وسار ببطء يجرني خلفه. لم أستطع عدم الإندهاش من وضعيتنا التي تبدو كزوجين سيقفان أمام القسيس الأن. أو أب يسلمُ ابنته إلى زوجها المستقبلي.

كفي عن هذه الأفكار ييرون إنه يعتبرُ أخاك الأن، مالذي تهذين به؟

عندما وصلنا الدرج لم أستطع منع نفسي من الإحكام بجسده أكثر وأنا أتمتم: "ببطء، ببطء" وسمعتُ بالمقابل نبرته المنزعجة: "لننتهي من هذه المهزلة بسرعة."

بالفعل.. إنها مهزلة.

أخيرا خرجنا إلى الحديقة وهناك رأيتُ أخيرًا أُناس هذه الطّبقة من رجال ونساء، بألبستهم الفاخرة وهمساتهم الخافتة، طريقتهم الرّاقية في الوقوف مع كؤوس شرابهم والتحدث بهدوء. بالتأكيد لم أكن أنتمي لهذا العالم.

بعض النظرات إن لم أقل أغلبها وقعت علي يرمقونني بفضول وهم يتهماسون، وأحسستُ بالتوتر فجأة وبيد رين تشد على ذراعي، رفعتُ رأسي نحوه وكان ينظر من حوله ببروده المعتاد وهو يتحدث: "فقط تجاهليهم.. حفنة من المنافقين."

بالتأكيد كان يمقتهم وبدا لو كان الأمر بيده لأشعل النيران في جموعهم وجعلها تلتهمهم دون انتظار جحيم الآخرة.

وصلنا إلى أمي التي غيرت ملابسها هي الأخرى إلى فستان راقٍ أسود اللون بتصميم جميل لم أرَ مثله من قبل أما شعرها القصير فقد قامت بلولبة خصلاته لتبدو أصغر سنًا بالفعل. حين لاحظتني أشارت عليّ بكأسها مع السيدتين اللتين معها وسمعتُ صوتها الفخور: "جميلتي قَدِمت وأخيرًا."

تكلفتُ ابتسامتي خصوصا مع نظرات السيدتين المتفحصة التي أربكتني إلا أنني أسرعتُ بإحناء رأسي كما فعل رين قبل أن يسحب جسده عني ويستأذن للذّهاب بعدما كانت إحدى السيدتان تريد أن تتحدث معه.

ضحكت أمي بتوجس وهي تصرّح: "آه، آسفة لهذا. تعلمين أنه خجول ولا يحب التجمعات، لذا مهاراته الإجتماعية لا تنفك تصبح أسوأ." كان من الواضح أن السيدتان لم تعجبا بكلامها إلا أنهما اومأتا في تملّق وهما تعيدان نظراتهما نحوي.

إنها ذكرى سنوية، هذا يعني أن الحفل يقام كل سنة.. لا يعقل أنّه لا يتعلمُ على الأقل عادة كل سنة. أراهن أنّه يفعل هذا انتقاما من والدته على إجباره لحضور الحفل.

"إنها ييرون، ييرون باركر ابنتي المتبناة." رحبتا بي، ولم يمر وقتٌ طويل حتى انتهكا حرمتي الشخصية بأسئلتهما التي تجعلني أوّد البصق في وجهيهما الوقحين. إلا أن نظرات أمي كانت تشير لي بالصبر ومسايرتهما.

بصعوبة.. وأنا أعنيها بعسرٍ شديد استطعتُ منع لساني اللاّذع من التّفوه بشيء قد يتسبب في خروجي من العائلة والعودة إلى الميتم.

أخذتُ كأس عصير وبقيتُ أقلّب حدقتي على الحضور علني أجد أحدًا أعرفه، وها هو آيزك يلّوح لي من بعيد. تعبير مجازي، أقصد أنني أمسكته بنظري من بعيد وكانت هذه فرصتي للهروب من جلسة العجائز المملة هذه.

استأذنتهن وأسرعتُ في الهروب قبل أن تسأل أي واحدة، اقتربتُ من آيزك الذي كان أمام إحدى طاولات الطّعام يحملُ طبقا كبيرا ويبدو أنه يختار الطّعام ويضعه عليه. جايدن كان معه يرتدي قميصا أبيض فوقه معطف جلد طويل بني اللون مع بنطال أسود ويحتسي العصير بملل وهو ينظر لآيزك الذي يثرثر بشيئ ما في انزعاج.

بصري حطّ على تسريحته الجديدة والمميزة حيث جمع خصلاته الشقراء التي طالت في ذيل حصان قصير وترك بعض الخصلات السوداء تبرز من الأمام بعد أن صبغه منذ يومين. ومع اقترابي انتبهتُ إلى سترته السوداء التي كان يرتديها فوق جلده تمامًا وتركَ أزرارها العلوية مفتوحة لدرجة أن عضلات صدره بدأت في الظهور.

هذا المنحرف الصغير.

صفرتُ بإعجاب بعد أن وصلتُ لهما وكلاهما أدارا رأسيهما إلي. "انظروا إلى هذا المنحرف الذي يقوم بعرض تعرٍ هنا." كان يحشوا قطعة كعك وسط ثغره وتوقفت القطعة في المنتصف بعد وصولي، نزعها من ثغره وصرّح بجمود: "من أنتِ؟"

كل مني وجايدن أعطيناه نظرة 'حقًا' وهو زفر بتهكم يضع قطعة حلوى آخرى فوق طبقه متمتمًا بلامبالاة: "حسنا، أفضل وجهكِ القبيح بدَل كيس الطّحين هذا وانغ." لا يزال ينادني بوانغ. ثم ألم أقل بأنني بن أنجوا من تعليقه على شكلي؟ أرجوا فقط أن يتوقف هنا.

تجاهلتُ جملته وأخذتُ قطعة الحلوى التي كانت في يده أقضمُ منها أتجاهل ملامح القاتل التي رماني بها. "دعكِ من هذا الوغد، تبدين جميلة ييرون." جايدن أثنى وبدا صادقا مع ابتسامته اللطيفة النادرة التي بدت غريبة على وجهه الجامد، غير أنني شكرته ورددته بالمثل: "أنتَ أيضا تبدوا رائعا بهذه الملابس وتجذِب الأنظار دون أن تُضطَر للتعري كأحدهم."

سعلَ الأحمق بعد أن غصّ في طعامه يجعلني أعطيه ابتسامة مستفزّة، شربَ من قارورة الماء وسمعتُ همسه بين نفسه: "يا إلـٰهي ألهمني الصّبر كي لا أقلب الطاولة فوق رأسها."

"ها أنتما ذا!!" أجفلتُ للنبرة اللاسعة التي صدحت خلفي لذا إلتفتُ لأجد شابًا يقتربُ نحونا، ذلكَ الشاب الذي رأيته مع رين مرتين ذو الشّعر الأبيض والذي اتضح أنه نائب أو سكرتير أليكساندر، ماذا كان اسمه؟!

كان شعره الأبيض مسرحا بطريقة غريبة حيث أنه حُلق من جانبي رأسه بينما في الوسط يرفعُه ويعيده إلى الخلف. كانت أجمل تسريحة رأيتها إلى الأن وقد ناسبت بذلته الرسمية.

عندما انتبه إلي لمعت عيناه ببريق من الاستغراب وهو يتقدّم نحونا، وسمعتُ آيزك يهمس بجانبي بإحباط: "إلـٰهي!! هذا ما كان ينقصني تمامًا." وقف أمامي وأحنى رأسه قليلاً، وضع يده اليسرى بجيب بنطاله واليمنى أشار بها إلي وهو ينظر إلى الأخرين بجانبي: "إذًا!! من تكون هذه الأنسة الجميلة هنا؟"

هو بالطّبع يتذكرني، ألا يستطيع التخمين بأني أخت رين الجديدة؟ سمعتُ شخرة آيزك في أذني وأراهن على أنها لكلمة 'جميلة' التي لفظها هذا الوسيم. بينما جايدن أسرع بالتفسير بنبرة لم أفهم مغزاها: "صاحبة الشّأن والوريثة الجديدة."

لقب جيد.. الوريثة الجديدة. لقد حطّ تفكيري على أمرٍ لم أنتبه له من الأساس..أنا الأن سأكون فاحشة الثّراء لمدى حياتي المتبقيّة.

أخيرًا شيء جيّد في كل هذه الفوضى.

فتح الشاب أمامي ثغره دلالة على فهمه وهو يومئ قبل أن يمد كفه التي كان يشير إليّ بها: "سررتُ بمعرفتكِ ييرون، أدعى لوكاس وأنا أعمل بشركة أخيك." نعم، كان اسمه لوكاس. أسرعتُ أمد يدي وأنا أحني رأسي قليلاً مبتسمة: "وأنا أكثر سيدي."

شدّه لكفي لفترة طويلة جعلتني أتساءل ما خطبه خصوصًا مع الابتسامة المستمتعة التي أرسلها نحوي. أبعدتُ يدي بسرعة عنه وشغلتُ نفسي بطاولة الطعام متجاهلة نظراته المتفحصة نحوي.

لا شخص.. وأنا أعنيها، لا شخصًا طبيعيًا بهذه العائلة ومعارفها. الجميع غامضون.. ومخيفون.

"اللّعنة إنها لي." رميتُ آخر قطعة في فمي قبل أن تصلَ يده إلي أجعله يتوقف في مكانِه بنظرة مصدومة فارغة. "اوبس!!" انتهيتُ من المضغ أبلع آخر مضغة. "والأن هي في معدتي."

"أيتها ال_"

"أوه!! أنظروا إلى من أتى!!" جايدن صرح ووجه كلانا انتباهه إلى حيثُ يقصد، هناكَ لمحتُ إيما التي كانت ترتدي فستانًا بدرجة من الأرجواني الهادئ بتصميم بسيط حيث كان مصنوعا من قماش خفيف، ذو فتحة صدر متوسطة وأكمام تنتصف ذراعاها ضيق من الأعلى ويتسع إلى الأسفل كخاصتي ليصل إلى فوق ركبتيها بقليل. شعرها الأسود القصير تركته منسدلاً مع غرتها التي تصل إلى عينيها وأحمد الله أنها نزعت تلكَ النظارة السخيفة وعوضتها بعدسات لاصقة خضراء اللون.

تعانق ذراع شقيقها الذي كان يرتدي بنطالا ضيقا مع قميص وفوقهم معطف طويل وكلها كانت بلون السواد، مع شعره الأسود المبعثر والمنسدل هو الأخر على جبينه. لقد إشتقتُ لهذا الفاتن بحق!!

ركضتُ نحوهما متناسية كعبي وتعثرتُ مرتين أكاد أكل أسناني، ناديتهما وانتبها أخيرًا إلي لم أعر ايما انتباها لأني قفزتُ على شقيقها أكاد أجعلنا نسقطُ خلفه لولا إسراعه في موازنة نفسه وشده لجسدي ضد خاصته.

"سام أيها الأحمق، اشتقتُ إليك." قلتُ بتذمر دافنة رأسي بصدره الواسع وسمعتُ قهقهته الجميلة وهو يربتُ على شعري بحنية: "وأنا كذلك صغيرتي."

بعد لحظات أبعدتُ جسدي عنه ونظرتُ إليه عن كثب أتشبع من ملامح الناعمة الجميلة أجعله ينحرجُ من نظراتي، وايما نطقت من جانبنا بريبة: "ماذا؟ هل تتواعدان سرًا دون إخباري؟!"

نظرتُ لها نظرة 'هل أنتِ جادة؟' وهي فقط هزت كتفيها بصمت. سام ليس شقيقها هي فقط، لطالما كان يعاملني كإيما تمامًا يجعلني أشعر كما لو أن لي شقيقًا أكبر أسند ظهري عليه. ولطالما استعمل قوة القانون ليخرجني من مشاكلي على الرغم من مقته لهذا. لقد كان وسيكون أفضل أخ أحصل عليه مئة مرة من اللذان حصلت عليهما مؤخرًا.

إلتفتُ إلى إيما فجأة أسألها بنبرة مرتابة: "لم تخبرني أمي أنها دعتك، ولمَا لم تجيبي على اتصالاتي قبل قليل؟" جذبتني نحوها حين ذهب سام إلى لوكاس يصافحه ويتحدث مع ثلاثتهم، ثم همست لي بإرتياب واضح: "لم تفعل، أنا لستُ المدعوة بل سام."

نظرتُ لها بصدمة واضحة وهي أومأت في صمتٍ وأجزم أن عقلها الأن يضخ بالأفكار كخاصتي. من سيدعوا سام إلى هذه المأدبة؟ من يكون ليتم دعوته؟

أظن الجواب الأول وصلني حين رأيتُ أخي الأشقر يقتربُ منهم، حيث يرتدي بذلته الرسمية بدون السترة أو الربطة فقط قميص أبيض مفتوح الأزرار العلوية مع بنطال أسود يعانق ساقيه النحيفتين بمثالية، شعره مصفف كالعادة ينسدل على نصف جبينه فقط.

نظرتُ إلى ايما التي بدورها نظرت إلي نحمل كلا التعابير ونفس الأفكار تتلاحم في عقلينا. مالذي يحدث بحق الإلـٰه؟!

____
يتبع...

السلام عليكم وجمعة مباركة على الجميع ♥️ كيفكم؟ ان شاء الله تمام.

بارت طويل اتمنى تكونوا استمتعتوا بيه♥️♥️

- رأيكم بيه؟ وافضل مومنت!!

- تتوقعوا كلام سان ليوسانغ صح؟!

- ليش هوا شاف مع ايما بنظرة مرتابة؟ وايش تبريرو لانو يعرف شقيقها؟ (اكيد هو يعرفو من العصابة، بس قصدي فالحياة الواقعية)

- جونغهو شو يبي؟

- تشوفو انو الأعضاء مريبين؟!!

- يونهو هو شقيق ايما😂😂 حابة اشوف رياكت لكلون 😂 وبرافو يلي جابوا الإجابة الصح.

- كيف تمَت دعوة يونهو؟!

- برايكم شو التحليل الي رح يجي ببال ييرون وايما عن علاقة يونهو مع العصابة؟

- لساتنا رح نكمل مع الوليمة، شو تتوقعوا يصير؟!

شسمه، من كم يوم اجوني افكار عشان أعمل جزء ثاني لأمير الليل الله يهديني 😭😭 انا لسا مافيكتها هون وعقلي طاير للج2. رأيكم؟

في البارت القادم:

"أعلمُ أن الكثير منكُم إن لم أقل أغلبكم سمعَ عن وريثة عائلتنا الجديدة، وأنتم هنا خصيصًا للتعرّف عليها متخذين هذا الحفل ذريعة لهذا.."

"هل كنتِ ستقولين ما قلتيه -رغم أنه مثير للضحك- لو لم تفهمِ ما قاله؟ هذا ما يسمى بدفعة تحفيز غير مباشرة."

"أجل يعلمان، أخبرناهما أنها إجراءات احترازية لمنع نشوب أي فوضى في الحفل. كما أنهما لا يستطيعان الرّفض لأننا نمتلكُ المذكرة."

"يا إلـٰهي!! أراهن أن هذا الثنائي سيحصدُ أكثر نسبة اهتمام في ساحة الرّقص."

"هل تسمحُ ذاتُ الشّأن برقصة برفقتي؟!"

- توقعاتكم للجاي؟!

الاقيكم يوم العيد باذن الله ♥️

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

135K 9.5K 92
وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا نَتَنَهَّدُ أَكْثَرَ مِمَّا نَتَنَفَّس .. ( #1 في "البوح". ) (#1 feelings.) (#1 thoughts )(#1 في "خواطر". ) - ممنوع الاقتباس أو...
1.3K 149 25
بدل أن تجف في قلوبنا، نسجّلها كي تبقى في ذاكرة الغير. جميع الحقوق محفوظة ©
118K 8.4K 30
إن كـانَّ الموُتُ حليفيِ وانَا جِوارُكَّ لإخترتُه عن العيشُ دوُنكَّ إنَّ التحرُر بسبيـِلُ النـفس واجـِب وحَبسُ النفسُ عن الهـوىَ مُحرّم والـهوُىَ بس...
1.5K 119 3
عندما يكون حُبًا غريبًا، مُتطفلًا ومُفاجئًا. كالمرض يدخُل لخلاياهُم. لكنهُ ممنوع، لكنهُ مُحرم، لكنه خطيئة. عندما تُحِب من لا يجِب أن تُحبه، بشكلٍ مُف...