الفصل (٦٢)

Start from the beginning
                                    

.... : ألو
حركت الجوال من بين أصابعها وهو مستقر على أذنها ..نزلت راسها حتى تشهق
بقوة .. وصوته على الطرف الثاني محمل بالنوم .. ثقيل .. ولحظات
تبدلت نبرة صوته من سمع صوت شهقتها ..
علي : تغريد .. شنو فيج يابوج ..!!
تغريد وهي تحاول تبلع المرارة العالقه بحنجرتها : محتاجتك خالي .. محتاجه أحد يسمعني ..! .. نفس قبل .. أشتكيلك من لافي .. من كل شي فيني ..
أحس أني ضايعه .. ضااايعه ..( سكتت حتى تدخل موجة بكا )
علي بصوته الغليض حيل من النوم وبعد ماصمته طال .. يحس فالغصه علقت
في ذاكرته والنار ألي تشتعل داخل جوفه وهو واقف بالنص ترجع من جديد : هدي تغريد .. تعرفين أني بكون طول عمري معاج .. أسمعلج .. ( قال يحاول يهديها ) تعرفين أن أول
مرة سمعت كلمة يبه .. منج
تغريد هزت راسها : أيه خالي أعرف ..
علي بصوته الهادي .. الحنون : حتى أبووج أذكر تنح يطالع فيج وأنتي تركتيه
ورحتي يمي تناديني يبه ..!
تغريد أبتسمت ومسرع ماضحكت : كان على بالي أقدر أختار أبوي وأبدله على كيفي ..
علي ضحك ضحكة خافته : أسبوع مطيرتني فالعجه وتقولين يبه ثم سحبتي علي ..
تغريد : ههههههههههه
علي وهو يزفر هوا وكأن صوته راح بعيد : نايم أحلى نومه وأخلعني صوت
الجوال والله تنافضت من الخرعه .. جم الساعه هالحين ..؟
تغريد ترفع رجلها حتى تجلس متربعه : يمكن وحدة أو داخله بوحدة .. لايكون أزعجتك
علي قاطعها بحده : تزعجيني ... الله يهداج دقي بأي وقت وبتلاقيني أسمعلج ولو
مشغول أفضي روحي لج ... وزين أني صحيت عشان أصلي صلاة القيام وأستغفر
تغريد بدت تمسح دموعها وهي تضم شفاتها : .....................
أهتز جوالها فجأه ومن أبعدت الجوال عن أذنها حتى تتعلق عيونها على الشاشه بصدمة ..
( لافي ) يتصل بك ..!
في الوقت ألي تحس فيه بألالام الوجع منك يالافي .. فالوقت ألي تخاف فيه من صوتك القوي .. من رقة صوتك الأثمه .. من صمتك .. من تجريحك ..
من شفافيه صدقك .. دقيت أنت عليها ..
فالوقت ألي كانت تبي تشتكي منك لشخص يضاهيك رجوله وحنان ..
يتجرد من كل قسوة تعيش في دمك ..
شخص يعرف حق الله في كل خطوة يمشي فيها .. في كل نفس يتنفسه بهالحياة
هي تحتاجه أكثر منك .. تحتاج نصيحته .. تحتاج قوة أيمانه بالله .. بالقضاء والقدر .. بالصبر ..
رجعت الجوال لأذنها حتى تنطق بصوت يرجف .. تضيع منه الحروف
تغريد : خالي ..!
علي وكأنه يتحرك : هممم
تغريد : لافي يدق علي
علي بدون أهتمام : أحقريه .. طنشيه .. خليه يدق .. يدق .. يدق لين يطق
تغريد أبتسمت وهي تحرك حواجبها بأستغراب : أول مرة أسمع منك خالي هالكلام .. تعودت منك لا قلت شي عن لافي ذكرتني بحق الزوجه على زوجها
علي : أقول لج ألي أنتي محتاجته .. أن كنت بيوم بذكرج بحقه عليج .. لابد لي
أذكر الشايب بحقج أنتي عليه
تغريد رفعت صوتها ولمعة الدموع تعانق عيونها : شايب .. كلمة عوده ذي خالي
علي ضحك بربكة ومايدري كيف طلعت هالكلمة من لسانه : هههههه .. عادي
كلام رياجيل .. ( سكت فجأه بعدين تكلم بصوته ألي واضح للحين أن النوم
متملكه ) تغريد خليج على الخط أنا بروح أتنشط شوي وأتوضى ثم برجع لج ...
مطوله مانتيب نايمه .. صح
تغريد هزت راسها وهي تاخذ نفس عمييق وكأن شهقه بكاها المميت تلاشت : أيه خالي .. مطوله ..
علي بعد صمت : زين .. ( وطى صوته ) شكل صوتي بيصحي عبادي .. يلا ..
دقايق وراجع ..
ظلت ساكته حتى تنزل الجوال بحضنها وتحطه على السبيكر ولافي قطع الخط ..
ياما تيقنت أن رب العالمين لو رزق خالها فبنت أو ولد راح يكونون أكثر حظ
في هالدنيا .. نزلت دموعها من جديد وبسرعه مسحتهم .. موجة هالدموع مالبثت تلاشت حتى ترجع من جديد ..
قاسيه أمها قبل شوي معها .. لاطلقها لافي معقوله بتعنس فعلا ...!
فركت عيونها بقوة وهي تسحب هوا لخشمها ..
زمانها غدى عقيم .. حتى أبسط أفكارها ماعاد تنجبها الأيام ..
تحس نفسها متلاشيه .. فقاعه تكبر وتكبر وتكبر وفجأه تختفي ..
حتى تلقى أنها واقف فالزمن والمكان الغلط ..
تقديرها للهدايا مؤسف وورثها كل هالدمار ..
من ألي رفض تكون أعماقهم .. هادئه .. مطمئنه .. !
حماقة تضحيتها .. ولا حماقه
تصرفاته هالحين .. ولا القدر ..!!
رفعت عيونها لسقف .. وهي تريح كفوف أيديها في حضنها ..
ولدنا يالافي وعمرنا ماخترنا من يكون أمنا وأبونا ..
ماخترنا أننا نعيش فهالديرة .. ولا أخترنا حالتنا في هاللحظة ..
لا أنا أخترت حبك ولا أنت أخترت تحبني .. بس كل شي مكتوب
في لوح محفوظ ,, كل شي .. حتى أبسط تفاصيلنا ومع هالشي تتراكم في دواخلنا
أمال يائسه .. أحلام مهدوومة .. وحب يعيش ويموت .. أوهام ..
كم يلزمنا من دروس قناعه .. حتى نفهم ..( أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك )
كنت تغرس فيني هالحديث لرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .. وتستغرب
ليش المظلوم موجوع وبشارة النصر وعدها له رب العالمين ..
( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) ... وأرد عليك أن الظلم موجع .. يكسر الصخر .. !
أخذت نفس وكلماتك يالافي تعيش في داخلي .. قلت لي أن الأبتلاء صبر وأيمان .. وعطايا
لا أنزاحت تزيدك قرب من ربنا سبحانه .. والظلم أبتلاء .. الصبر دواه .. هالشكل تقول لي وأنا ألي عمري ماجربت الظلم ... كنت تتطلب مني أتخيل أني لو دخلت الجنه بأذن الله راح يكون هناك
ينتظرني شي بحجم الظلم يعوضني كل دقيقه صبرت فيها .. فالجنه يالافي تقولي
راح ننسى أحزان الدنيا وهمومنا .. أمالنا لازم تتعلق فالجنه .. كل صبر .. كل ألم
بنلقى فالجنه ألي يعوضنا .. أذكر يالافي قلت لي في مكالمة كنت أجلس
فيها في حوش بيتنا أراقب السما الواسعه والنجوم وأنت قاعد لحالك فالبر أنك
صليت ودعيت ربك أدخل أنا وأنت الجنه ..!
وطلبت مني أدعي ربي أنه يتمم حبنا ... أنه نكبر مع بعض .. وننجب أطفال ..
طفل يحمل أسمه ويكون مني .. أنه نشيخ سوا .. ياااالله يالافي وبجيت لحظتها ..
بجيت بقوة .. كيف لأنسان برجولتك يمنحني هالحب .. يذكرني حتى بصلاته ..
كنت وأنا أسمع كلامك أحس بالأسف لذنوبي المغطاة بستر ألهي ..
ألي ماتعرف عنها .. وأنت تعتقد أن روحي مثل بياض الثلج .. ملائكيه ..!
وفالحقيقه أنا بشر بغلط وبذنب .. بتوب و أدعي الله يثبتني .. كان يقلقني هالشعور
يالافي .. يذبحني ولا كنت تدري عنه ..
أخاف بيوم أخيب ظنونك .. أخاف عليك ومنك ..
تدري يالافي .. أني كنت أخاف عليك من هالحب ألي يأسرك .. تثور على شانه وتخمد .. كنت أخاف عليك من حب وحدة تكون أنا .. أخاف عليك وأغار حد الموت من وحدة تشاركني فيك .. تصدق أن هالأنسانه الملائكيه ألي عاشت بين أيامك هي من تركتك في عز حاجتك .. لاتصدق ولاراح أنا أصدق بس هذا
قدر ومشى بين دروبنا .. عشنا سنتين نحارب وجعه فينا .. لاتنكر يالافي هالوجع .. أقول في عز حاجتك حتى أرضي غرورك ورجولتك وبداخلي لازلت أشوفها تضحيه .. من كان يعرف أنك راح تطيب .. وأني بظل على حالي والمرض ينخر
بصحتي في كل يوم أعيشه .. أمشي اليوم باجر يمكن أعيش تجربتك ..!
أشوفك اليوم .. باجر ممكن توقف قبالي ولا أحس فيك ..
... : ألو .. تغريد نمتي .. مسسرع ..
نزلت عيوني للجوال وأنا كأني تعمقت بحوار غريب مع طيف لافي .. مسكت الجوال ورفعته حتى أشوف على الشاشه أربع مكالمات لم يرد عليها وكم رساله .. !
قربت الجوال من أذني ورديت ..
تغريد : هلا
علي : لو أني مصلي لي ركعتين كان كسبتي ثواب فيني .. وين رحتي .. وين
غطستي ..
تغريد أبتسمت : لا خالي ..
علي تغير صوته : لا شنو
تغريد ماتدري وش تقول : كنت بعيده
علي : تقطين ألغاز أنتي .. ألا وين أمج .. صاحيه وزارة الداخليه
تغريد وهي تفرك كف يدها بحضنه : مدري والله .. هزأتني ( قالت وصوتها تغير )
وطلعت
علي بصوت واطي : عشان لافي ..!
تغريد وهي تميل براسها وترفع عيونها للسقف بعبث : مدري ليش صايره أحس
أني تغيرت .. أقول للناس أنا بخير والوضع أوكي .. وأنا من داخل محترقه ياخالي
علي وصوته برد : صحتج غاليه أهتمي فيها يابوج
تغريد ضحكت : أي صحة خالي .. الصحة يسرقها المرض مني وتقول لي أهتمي
فيها ..
علي بعصبيه : شنو يسرقها المرض .. توكلي على الله وألتزمي بالأدويه .. أنا
على حسب ماقالي الدكتور أن فيه ناس تشافت فيه وناس ..
تغريد أول ماسكت وكأنه تلعثم : ماتوا ..!
علي : أمر الله لهم .. لج طولة العمر بأذن الله .. وأنتبهي لاتخلين الشيطان يوسوس لج .. يبه تبيني أركب سيارتي وأخذج نتمشى ..
تغريد هزت راسها على طول : لا خالي .. أحس لما كلمتك طاح شي بصدري كان
يخنقني ..
علي : الحمدالله .. قومي صلي صلاة القيام وأستغفري .. وبأذن الله مايطلع
الصبح ألا صدرج منشرح وبدق عليج أتطمن ..
تغريد : أن شاء الله .. تامرني بشي
علي مابغى يضغط عليها ويطلب منها تفاصيل الشهقات والحاله ألي كانت فيها
أول مادقت عليه : لا سلامتج ..
تغريد : فمان الله خالي ..
أبعدت الجوال عن أذنها بسرعه وكأنها تلاحق البوح ألي بينفجر من شفاتها
وتقول لخالها أنها خايفه من ملامح وجها القديم تعاود بكل تفاصيلها وتجرحها ..
أنها تخاف على لافي من بنت عمته ذي ..!
أن خدامتهم أعترفت بسواياها للافي .. أنها طلعت تكرهه وهي ألي كانت تعتقد أنها فعلا
فيه علاقه بين لافي وليليان ..
بدوامة غريبه هي .. خيوطها متشابكه .. متعقده بشكل غريب .. عجيب ..
مابين تلميحات لافي .. وبين أحساسها ومشاعرها وبين كلام ألي حولها ..
ماعادت تدري وين الحقيقه مختفيه ..!!
رمت الجوال بعيد عنها بدون لا يعبث فيها أحساس الفضول لرسايل الواردة لها ..
وعلى طول تمايلت بجسدها منسدحه .. تعبانه .. تحس بثقل غريب براسها
.. من كل شي ..

رواية اريد منك اكثر  مما اريد للكاتبة / الكريستال / مكتملة❤️Where stories live. Discover now