الفصل (٥٢)

11.6K 167 5
                                    




رجاء فوت⭐️/صوت⭐️قبل القراءة





الفصل الثاني والخمسون





الخطوة السابعه والأربعين .. خطوة بألاف الخطوات نحو حلم أريد منك أكثر مما أريد
( اللقاء حلم ياسيدي .. حلم آن لنا أن نستيقظ منه معا )


ماري تنزل من الدرج : أهلا أهلا ميشيل ... سعدت جدا بمجيئك وزيارتك
لمصر عزيزي
ظل واقف والباب يفتح على وسعه .. ظلت نظرته ثابته وعيونه تعانق ملامح
ميشيل ألي أكتفى بأبتسامه تخفي وراها ألف معنى ومعنى ..
صوت الكعب يتردد على مسامعه أول ماعانقت الأرضيه خطوات أمه حتى
تتحرك بخطوات أكثر سرعه .. ترفع يدها وتميل فيها على كتف ميشيل وخدها
يلامس ذقنه .. تسلم عليه
ماري تبعد عنه ولحظات رفعت يدها وصارت ترجع خصلات من
شعرها لورا أذنها والهواء البارده تهب مندفعه صوبها : لم أتوقع مجيئك
ميشيل بهذه السرعه
ميشيل بصوته ألي يحمل نبرة ثابته رغم أن نظرات عمر تلاحقه بصدمه : منذ
أن قرأت رسالتك فالبريد الألكتروني قررت المجئ فورا
ماري تأشر بيدها لداخل الصاله : يبدو أن حديثنا معا يحتاج للكثير والكثير من الوقت ... هناك مشاريع لم أستطع منع القرار في أيقافها ولم أجد من يساعدني سواك
ميشيل يدخل بخطوه واسعه تبعها خطوتين أكثر حذر : لا عليك .. هذه أجراءت
روتينيه تتخذها الجهات الخاصه حين يتم التأخير المقصود بدفع الأموال
المطلوبه ..
ماري براحه وهي تحط يدها على صدرها وباليد الثانيه تنحني دافعه
الباب حتى تسكره : حين أستمع لحديثك أشعر بالراحه .. القروض لازالت
تلاحقنا في كل مكان
حرك عيونه لماري مبتسم ومسرع ماتحركت عيونه تلاحق الأثاث بشكل
متابع لين ماوصل لعمر ألي واقف بجنب الدرج .. رفع يده حتى
يلقي عليه التحيه بالأشاره بس عمر تحرك مبتعد من مكانه حتى يرجع للمطبخ ..
ملامح الضيق بوجه هالعمر تكشف لميشيل البعد العميق ألي تعيشه
العلاقه مابين بعض .. جمع أصابعه مع بعض وماري عقدت حواجبها
حتى تمد يدها وتسحب يد ميشيل بنعومه
ماري : منذ أستيقظ وهو في حاله مزاجيه صعبه ..
ميشيل بصمت : ..........
ماري أبتسمت أكثر : فلنذهب للمكتبه حتى تكون أحاديثنا أكثر خصوصيه
هز راسه ميشيل وتحرك بخطواته يتبعها وهي تحركت صوب مكتبتها
ألي تعيش في أخر زاويه بعيد عن كل محيط الفله .. دخلت المكتبه حتى يستقبل
جسمها طاوله المكتب رغم صغر حجمها لكن تعيش وسط فخامه التصميم ورقي
الأثاث .. لفت حولها حتى تجلس على الكرسي مقابله ميشيل
ماري تأشر صوب الكرسي : تفضل ..
ميشيل وهو يجلس : لازالت بصماتك في كل مكان تمتلكينه ماري تدهشني في كل مره
ماري برسميه وهي تشبك أصابعها مع بعض : يسعدني جدا أنه راقت لك
ميشيل بعيون تمتلي بألف علامه أستفهام : مالجديد لديك ..؟!
ماري ضمت شفاتها وماسرع مارجعت بظهرها على الكرسي : لاشئ .. سوى أنني أحاول جاهده أعطاء زوجة عمر المزيد من الوقت بما نصحتني به .. أريد أن أمتلك
قلبها حتى يتسنى لي أقناعها بأهداف ديننا ومانريد نشره للعالم أجمع ...
قناعتي بأن الأسلام دين الأرهاب والفساد يجعلني أكثر أصرار لأنتشالها
من ذلك الوحل الذي تعيش به
ميشيل بنظره متواطئه مع نواياها : يبدو أن مهمتك لم تخرج من أطارها الصعب .. !!
ماري بثقه : بالكاد أستطعت نزع حجابها .. اليوم خرجت دون أن تستتر
بالسواد
ميشيل : أتعلمين أي مستوى تعليمي توصلت أليه ..؟!
ماري بأندفاع : لا أعلم فالحقيقه .. كل ماأعلمه أنها ترتبط بالعائله التي
ينتمي لها أبني ..
ميشيل مستغرب من كلامها : ....................
ماري تحرك جسمها متقدمه له : أتعلم أن والدها قد قبض ثمنها قبل أتمام
الزواج
ميشيل رفع حواجبه : حسنا ..!
ماري هزت كتوفها : قال لي عمر أنه دفع مبلغ مادي كبير لوالدها حتى لايتم بيعها
لرجل أخر ذو مكانه مرموقه .. بل أن والدة ساره هي من طلبت منه المساعده
لتنقذ أبنتها من الضياع ... هكذا دائما هو المجتمع الذي يبنى على قيم دينيه
خاطئه ..! لا أستبعد أن أسمع ذات يوم أن أحد منهم سينتمي لتنظيم القاعده
أو أن له ميول أرهابيه ميشيل
ثواني حتى يغمض عيونه بعصبيه وهو واقف بمسافه قصيره بجنب
باب المكتبه يستمع لهم .. ماكان مخبيه غير الجدار الفاصل مابين المكتبه
وغرفه الضيوف .. رفع يده وحطها على جبهته وكل شكوكه باتت هالحين واقع ...
علاقه أمه في ميشيل من شافهم بفرنسا والحميميه الغريبه منهم تدفعه للشك
والصمت ... وميشيل الشخص المستتر بنوايا ظاهره ونوايا مخفيه ..
أخذ نفس بقوة وتحرك بخطوات حذره تشتعل نيران غضب صوب الدرج .. نوى
يصعده بس وقف حتى يرجع خطوه لورا ويتوجه للمطبخ .. يدخل وبلمح
البصر يسحبها وهي واقفه قبال الخدم تطالعهم من فوق لتحت ..
ساره بخرعه : فيك أيييه ..!!!
ماعطاها وجه .. ظل متمسك بمعصمها وهو يسحبها غصب طالع فيها من المطبخ
وهي بالعافيه تجاري خطواته .. قبضه يده الضخمه ليدها تحسسها أن عظم يدها
بينكسر .. صعد الدرج وهو يشد على معصمها بقوة.. خطواتها المتسارعه غصب عنها تتحرك ناطه درجه و درجتين .. قام قلبها يضرب بقوة أول
ماحركت عيونها صوب ملامحه الصامته .. المتفجره بغضب غريب .. دخل
السيب ألي ياخذهم لغرفهم ... دخل غرفتها وبقوة سحبها حتى يدفها
قباله
ساره بالعافيه وقفت منكمشه على روحها : ..................
عمر يأشر بيده صوبها يستجوبها : ماما بتديك كتب أو بتحكي ليك عن حاجه ..
ساره بخرعه : ماعرفش
عمر صرخ : يعني أزاي مابتعرفيش ... جاوبي على سؤالي كويس
ساره وهي تفرك معصمها وخصلات من شعرها تناثرت على ملامحها
المرتعبه غير نص شعرها ألي مرمي على كتفها : كتب .. كــ .. كتب آآه ..
وكلام كتير بتقووله واللهي ماعرفش عنه حاجه
عمر بخطوة قرب منها وتلقائيه أمتلت صرامه: فين هيا الكتب ..؟!
ساره قامت ترجف .. عصبيته بهاللحظة ماهي طبيعيه : أساسا مابعرفش أقرا أنجليزي
عمر وبشرته راح لونها للأحمر من محاولته اليائسه لكتم عصبيته : أنتي أيه عبيطه ..
ساره بضياع ولخبطه : مالك متعصب كده ..؟
عمر حط أصبعه على راسها وصار يضربه بقوة : لأنك وحده ماعندهاش عقل
كده مابتفهمش حااجه
فتحت عيونها على الأخر وهي عاقده حواجبها ماتدري وش صاير
عشان يقولها هالكلام .. وأصبعه يهز راسها بقوة .. يوجعها وهو تحس بينغرز
داخل جلدها ...
أبعد أصبعه وبدون مقدمات ضم شفاته حتى يتلفت يدور الكتب ألي أمهم تعطيهم
ساره .. وقفت نظراته على مجموعه كتب مكومه بجنب الكمودينه .. تحرك
بخطواته الواسعه حتى ينحني ويسحب كتاب واحد .. أتسعت عيونه بذهول
من تفكير أمه والأفكار الخبيثه الفاسده ألي كانت تحاول تحشي فيها مخ
زوجته .. رمى الكتاب بأقوى ماعنده على الجدار وساره كتمت شهقتها
من حذفته حتى ترجع خطوه لورا .. مو فاهمه شي .. ولاتدري وش السالفه ..
أنحنى ساحب الثانيه حتى يرميه بقوة .. يرفس الكتب برجوله ومسرع
مالف لساره صارخ بوجها من جديد
عمر وهو خلاص ماعاد قادر يسيطر على روحه : ماكانش عندك لسان تقوليلي
عن كل ألي بتعمله معاكي .. هااا .. أنتي عارفه أن كل دول الكتب عندك حتى
تنصركي ياغبيه .. مانتييش فاهمه كلامها أومال تديك الكتب أزاي .. !!!
ساره صرخت بوجهه : وانا شنو ذنبي طيب .. ماتلوم حالك وأنت كأنك ماصدقت
أنك تذلني وتدوس على كرامتي ... ماصدقت أني أقولك لا تطلقني ..!!
هذا ألي كنت تنتظره ولا تبي تدفعني ثمن زواجك من وحده نفسي ..؟؟
شريتها بفلوووسك .. ( أشرت بيدها صوبه ) أنا أكرهك .. وأكره خوفي لايجي يوم
مالقاك وألقى أبوي .. أكره مصيري ألي أرتبط فيك .. تسمعني .. !
حاولت تكمل لكن الصوت أختنق بحنجرتها ... وفجأه غشاهم الصمت
بعد ماكان المكان يشارطهم الصوت ..
من جهه واقف يتأمل هالروح ألي تنزف قباله وتنزف فيه ..
وهي من جهه تقاوم موجه دموع غريبه ..
تبيه يبتعد عنها بهاللحظة ... يتركها لحالها تبكي ولا أحد يشوفها ..
ظل واقف متصلب في مكانه .. وهو يجمع أصابعه .. يشد هالعضلات
ألي تمتلك ذراعه ... يراقب صدرها بسرعه يرتفع وينزل .. بسرعه يقاوم
الأنفجار بس عجز يتحرك .. عجز يلصق في جسدها ويلمها ..
ماقدر .. وكل شي في هاللحظه كان كفيل يدمر مشواير طويله فيه ...
تحركت هي بخطواتها الواسعه حتى تطلع من الغرفه أول ماحست
فالعبره توقف على شفاتها ... حرك عيونه عن طيفها ألي طاح على الأرض
ميت ويتلاشى ...!!
مصيبه ألي سمعه .. مصيبه وجود ميشيل في حياته وحياة أمه ...
حرك عيونه صوب الماضي الأسود ألي كان مغروس فيه معتقدات ودين ..!!
صوب الكتب ألي معطتهم أمه لساره ..
الضلاله ألي كان يعيشها .. والحياه ألي بلا معنى وكان يتنفس هواها ..
رفع يده وحطها على شعره الأشقر ... وش بيسوي هالحين ..!!
يطلع من البيت وياخذ ساره معه ..
ولا أحسن لها ترجع للكويت وهو يدبر أموره في مصر مع أهله وبفرنسا ..!
أو يروح هو معها لبيت أبوه ويتركها أمانه عنده ..
تحرك ببطء حتى يجلس على كرسي صغيره ويطالع قباله بصمت .. أول مره
يشم ريحه الخطر يحاصره ..
أو مره يكون قلبه مقبوض من شخص معين وتمتدد هالمشاعر لفترات طويله ..
هز رجله اليسار بدون شعور وحواجبه معقوده تعانق أختلاط الحمره ألي يحاصر
هالحواجب وحوالين خدوده وذقنه ..!!
فز واقف حتى ياخذ نفس بقوة ويتحرك بطوله طالع من الغرفه .. يروح
لغرفته حتى يدخلها وعلى السريع يلبس له بلوزه سماويه على جكيت
أبيض واللون الأسود يتملك لون بنطلونه .. سحب جواله ومفاتيحه حتى يندفع
من الغرفه طالع تارك ملابسه مرميه على السرير .. نزل من الدرج بخطواته
الواسعه والدنيا تضيق فيه محتاج يطلع من هالمكان وبعبث
عيونه تحركت لمكتبه أمه ألا بابها مسكر ..!!
ضم شفاته وقبل لايفتح الباب وقف حتى يلبس نظارته الرصاصيه ويمد
يده فاتح الباب .. طلع للحديقه حتى تعانق خطواته الدرج والسما يتملكها
الغيم ألي حاجب أشعه الشمس والجو شبه مظلم حواليه .. تندفع الهوا صوب
صدره الواسع والجكيت يتباعد عنه مظهر تفاصيل خصره أكثر وأكثر ...
راح صوب سيارته الواقفه تحت وحده من الشجر حتى يفتح باب السايق
وينحنى جالس على السيت تارك وحده من رجليه طالعه برا ..
شغل سيارته السبورت ورمى جواله ومسرع مافسخ نظارته حتى تتبع الجوال ..
مال براسه على السيت وأصابعه تتلمس جفونه أول ماغمض عيونه وشي
غريب يعبث هموم بداخله ..!!
ماترك لحاله مجال وهو مايدري كيف قام يصارخ قبالها بهالطريقه ..
ماينلام و ألي سمعه كبير بس بنفس الوقت هي ضعيفه مالها
ذنب .. مايدري وش السر في هالأنسانه لاشافها تتفجر بداخله طاقات
غريبه ويتجرد من نفسه كونه الأنسان الهادي ألي لاعصب يلتحف الصمت
ويبتعد عن محيط الحياه للوحده ..!!
مايدري سر الأنجذاب والنفور فيها .. سحب جسمه من السياره وراح يمشي راجع
للفله وهو يفكر في أمه .. لايقدر على قطاعتها ولا حتى تركها لحالها ...
يخاف الله فيها .. كمل خطواته مار من عند الدرج ألي ياخذه لمدخل البيت حتى
يلف لليسار ويوقف يطالعها .. توقعها فهالمكان .. كيف مايتوقعها وهو في كل يوم تعودت عيونه توقف تطالعها من بعيد ..!!
من أقتحمت حياته ووقته كله مسافات فاصله ..!!
والشمس في كل صباح توقف تنتظره قبال من شباك غياب مانفتح لهاللحظة ..!
حرك أيديه ودفنهم في جيوب البنطلون والهوا تندفع بقوة صوبه ... تحرك صوبها
وهي
واقفه قبال المسبح متكتفه وعبايتها
تتحرك فالهوا ..ولحظات رفعت يدها وصارت تعدل شيلتها .. وفالحقيقه
تمسح أثار دمع ماتعرف وش السبب فيه .. هو .. ولا الحياه ألي قامت
تختنق منها ولا تناسبها .. ولا الحنين والشوق لديرتها الكويت ..!
نزلت أصابعها البارده برودة الثلج وهي متبلله من دموعها حتى تبعد عيونها
عن المسبح تطالع المساحه الخضرا والأشجار قبالها ..
ساره من حست بأحد وقف وراها تكلمت بعصبيه : أتكلم بحرف وشوف حعمل
أيه ...!!
مافكرت تلف لورا تطالعه .. نبرة صوتها الغاضب وعيونها ألي تملكتها نظرات
شرسه من أحساسها فيه أكيد وصل له حجم الوضع ألي هي فيه بهاللحظة ..!!!
تكتفت بقوة ورجفه غريبه سرت في عظامها من بروده الهوا ... حركت عيونها
للغيم ألي حاجب عنهم النور ومسرع مانزلتهم ... مارد عليها وأكتفى أنه ينسحب
فجأه من وراها مثل ماوقف فجأه .. رفعت حواجبها بأستغراب وعلى طول
لفت ... ظلت تطالعه يمشي بهدوء معطيها ظهرها .. طالعت شعره الأشقر ومسرع
مانزلت تطالع جكيته .. بنطلونه الأسود ..
ساره ترفع يدها له : مالت عليك ..!!
رجعت تطالع المسبح ومسرع مابظهر يدها مسحت دموعها من جديد ..
ماصدق يعرف شي أو يصير شي حتى على طول يحملها المسؤليه ..
ليه يوم درا عن أمه ماراح لها وتفاهم معها ... هي وش ذنبها .. ووش
راح ترد عليها أو كيف بتتعامل معها أساسا .. غمضت عيونها ومسرع مافتحتها حتى تصد لجهة اليمين .. تتحرك مبتعده عن المسبح
حتى تنزل تمشي على العشب الأخضر .. طول هالمده ألي كانت تقعد وياها وكل سوالفها تبيها تترك دينها ..
فتحت عيونها على الأخر وضربت خدها من الخوف ... ليه فكرت بهالشي ..
وش تبي ووش مصلحتها .. من هي أساسا عشان تفكر بهالطريقه ..
التسليك جاب نتيجه شكله وصدقت الأخت روحها أنها فاهمه كل ألي تقوله ..
أنحنت حتى تجلس متربعه تحت وحده من الشجر ..
ماراح تدخل الفله لين يطس منها ويروح لدوامه ..!
ليتها عاد على قومتها الصبح أرتاحت .. وهذي أمه كل شوي جاين لمها رجال
يااارب رحمتك .. سحبت هوا وطلعت منها ( أفففف ) بصوت مسموع ..
صغرت عيونها وهي ترفعهم لسما .. الجو خيال في هالحديقه وريحة
المطر تملى المكان .. غمضت عيونها وريحت ظهرها على جذع النخله تبي
تحس براحه وتهدى على الأقل ... طلعت وحده من الخدم من الباب الخلفي
للحديقه حتى تركض بخطواتها الخفيفه صوب ساره .. ومن وصلت لها
مدت يدها وقالت بصوتها الناعم
( رساله من سيدي لك )
فتحت ساره وحده من عيونها ومسرع ماهزت راسها بطفش
ساره : لاحووول .. هذولا النشبه ياربي .. شكلي لو طلعت هاجه
من هالمكان بلقى أحد يلحقني
الخدامه عقدت حواجبها ماهي فاهمه كلامها : .................
ساره طالعت ملامحها بقهر ومسرع ماطالعت يدها ألي مادتها صوبها وماسكه ورقه :
وات ذس ..؟
الخدامه بأبتسامه تعيد ألي قالته وهي تتكلم أنجليزي بطلاقه : رساله من سيدي .. يبدو أنه حديث لايستطيع الأفصاح به لذا كتبه لك ...
ساره لوت فمها وهي تحاول تفهم ومسرع ماهزت راسها فاهمه من هرجها كله
كلمه وحده بس : رساااااااااااااااله ..أييييييييه
الخدامه تمدها لها أكثر : لابد لك من قرائتها .. بأنتظارك هو أمام سيارته
أنحنت حاطتها بحضنها وراحت تركض لداخل الفله ماهي قادره تتحمل
البرد ..
ساره : والله حاله .. أظن أمه منقيه الخدم على حسب الشكل
حركت يدها وسحبت الورقه حتى تفتحها وتقرا ألي فيها .. عقدت حواجبها
وهي تشوف كلام ماهو مفهوم .. لاهو أنجليزي ولا عربي وبأخر سطر
كاتب بين قوسين
( أزا عاوزه تطلعي أنا بنتظرك عند عربيتي .. )
ساره تنزل الورقه وتفز واقفه ماصدقت : الحمدالله والشكر أيه بطلع أجل وش على باله أقعد عند الهم والغم .. أساسا غصبن عنه يطلعني ..!
عدلت شيلتها ولبست نقابها ألي مخبيته في جيب تنورتها .. لحظات ضفت عبايتها وراحت تركض فالعشب الأخضر ..
لفت لواجهة الفله وأسرعت بخطواتها صوب مواقف السيارات .. وهي تلمحه
واقف بطوله متساند على سيارته من قدام ينطرها ..
ساره بثقه توقف قبال سيارته : ماتفهمش جيتي لحد عندك غلط ... أنا فعلا عاوزه أخرج
من الهم ألي أنتا مقعدني بيه ..!!!
وقف عدل وتحرك صوب باب السايق المفتوح حتى يدخله ويسكر الباب ...
طارت عيونها من بروده وسكوته ... ولا كأنها تكلمت أو قالت شي ..!
حتى ماحرك عيونه يطالعها .. ماهتم ..
ظلت واقفه ولحظات بدت حبات المطر بهدوء تنزل على الأرض حواليها ..
ترسم بقعه صغيره في مكان متفرق حواليها ... شافته ينحني ويفتح الباب ألي جنبه دافه كله كأنه يقولها أركبي وأخلصي ... ماعندي وقت أنطر ..
ثواني جى على بالها تتركه هو وطلعته بس هي محتاجه تطلع .. من وصلت لمصر ماطلعت تتمشى .. تشوف هالعالم .. تاركها مع أمه ليل ونهار والنتيجه ....!!
وزياده ألي قبل شوي صار مخليها تحس أن روحها بتطلع ...
تحركت والورقه ماسكتها بيد وحده حتى تلف حول السياره وتنحي راكبه جنبه ومسكره الباب بأقوى ماعندها ..
ظل قاعد على وضعيته يطالع الجدار ماهو مستوعب الطريقه ألي سكرت فيها
الباب ... السياره بلحظة أهتزت .. أخذ نفس وحرك سيارته مبتعد عن مواقف السيارات وهي بعصبيه تكتفت وصدت عنه تطالع الشباك ألي جنبها ..
تسمع أنفاسه وحركات أيديه رغم بطئها بس التوتر مزروع بينهم .. زفرت هوا
بصعوبه وماتدري ليش تحس أن السياره ضيقه عليهم .. أنها ماراح تتحمل
أكثر هالضيق ...!
أنها ممكن راح تختنق ..
حركت يدها بسرعه وفتحت الدريشه وهم يمشون
في ممر طويل قاطعينه للبوابه الخارجيه للفله .. هدى عمر من سرعه سيارته
أول ماوصل لبوابه الفله ولحظة ضرب هرن حتى يطلع الحارس يفتح الباب ..
أول مانفتحت البوابه زاد من سرعته حتى تعانق كفرات سيارته الشارع ..
يبتعد عن الفله ولا تدري وين بياخذها .. كل ألي قامت تحس فيه هوا يندفع
بقوة صوب ملامحها كأنه يصفعها ببرودته وكل شي تطالعه بنظره
غير .. الأشجار .. الفلل المنتشره بفخامة شكلها ... قمزت بخرعه من أرتفع صوت الموسيقى ...
حتى تلف له بعيون طايره ... طالعها بطرف عين ويده ببطء تقصر على الموسيقى
بس مسرع مانفجر ضحك
عمر : هههههههههههههههههههه
ساره وعيونها طايره : بسم الله ..!
عمر هز راسه برضا : متأخره كتييير ( رجع يرفع على صوت الموسيقى )
ساره بضيق : ممكن تسكرهالموسيقى ألي تفجر الراس ..!
عمر رفع حاجبه وبنظره تهديد والأبتسامه أختفت من بين شفاته : أتكلمي مصري وسيبي اللهجه دي لأهلها .. مش معقول أبقى أنبهك ميييت مره فاليوم .. وأهددك لأني مش حابب أتعامل بالوش التاني لتهديد وهو الفعل ..
ماردت عليه .. حركت راسها صوب الشباك حتى تبدى تطالع بكل شي
يمر من قبالها .. سكت ماخذ نفس لصدره ودقيقه بس حتى يتكلم
عمر يريح يده على فخذه وبصوته الرجوالي المغلف بهداوته : دي معزوفه أسمها فرانسيس لاي ..
ساره : أن شاءلله أسمها عمر .. مش عاوزه أسمع موسيقى لأني عارفه كويس
أنها حراااام ..
عمر أعتفست ملامحه من ردها وبصوت أختلفت نبرته : ع فكره دمك خفييف
ساره : ......................
مد يده حتى يقصر على الموسيقى ومسرع ماخذ نفس وحبات المطر
الخفيفه تضرب الزجاج قباله ..
عمر : حابه مكان معين نروح ليه..؟!
ساره بطنازة وبدون ماتطالعه : ألي بيسمعك بيسدأ أنك كل يوم بتفسحني
لدرجه أسماء الشوارع حفظتها .. أنا يادوب بعرف أننا بالأسكندريه
والفضل طبعا بيرجع ليييك..!
عمر طالعها بطرف عين : أنتي مستوعبه الأسلوب الزفت ألي بتكلميني
بيه
ساره طالعته : وأنتا مستوعب الحركه ألي عملتها قبل شويه .. ولا واجب
عليك تحاسبني وأنا لأه .. ؟
عمر رجع يطالع الشارع وبصوت أمتلى عصبيه : أستغفر الله .. أستغفر الله
ساره بقهر : أستغفر الله ميييه مررره
عمر رفع حواجبه ولف لها وبأنفعال : ساااره .. أنا مخرجك عاوزاكي تشمي شويه هوا
وتروقي عشان أعرف أتفاهم معاكي أكتر ... بالطريقه دي بتخليني أندم على اليوم
ألي رحت فيه ...
ساره ببرود تقاطعه : مانتا نادم من أول يوم شفتك فيه ..
عمر بأستنكار للكلام ألي قالته : أييه ..!
ساره طالعته وبنبره جافه : دي مش الحقيقه ..؟
عمر رفع صوته : حقيقه أييه .. أنتي أساسا بتعرفي عني أيه عشان تحكمي كده
من عقلك
ساره تكتفت ومسرع ماأشرت براسها للشارع : بص قدامك طيب .
رفع يده وبقوة ضرب البوكس ألي يفصل بينه وبينها .. أخذت نفس
وقلبها أسرع بنبضاته ..!
عقدت حواجبها بضيق ولحظات وقف بسيارته قبال البحر ألي محتاجين يروحون
له مشي حتى يوقفون قريب منه ...
عمر سحب مفاتيح سيارته بعد ماطفاها ورماها قباله بنرفزه : أنتي
فهميني أيه ألي أنتي عاوزاه بالضبط .. ( حرك راسه وبصوت عالي )
خايفه من باباكي يعني ... مش مشكله ياساره أنا قاادر أحل دي المشكله بوقت
قصير .. ( صار يضرب أصبعه على البوكس منفعل حده ) دلوقت
أضمن ليك دي الحكايه ..
ساره ماطالعته .. ظلت تطالع أمتداد البحر قبالها والهوا
الشي الوحيد ألي يعيش في منتصف ضياعهم : ..............
عمر بدون نفس: أنسانه مركبه بطريقه غريبه .. وعلى كل ده عاوزاني
أستحمل أسلووبك الزفت وطريقه تعاملك
ساره بلعت ريقها والصمت فجأه أحتواها : .......................
عمر بقهر حط يده على صدرها .. سحبها له فجأه : باباكي مش أنا ولا غيري ..
ولا حتى تقدري تقارنيه بحد تاني.. بصي ليا كويس .. أنا أتحملت منك تصرفات كتييير أوي .. حاجه سمعتها منك بوداني وحاجات كتير أشوفها وأعديها ..
لكن الصبر ياساره له حدود .. ووقت ماصبري يخلص .. سدأيني ببتعد
عنك بالحسنى ..! ومش حخيرك بحاجه .
فك يده من على عبايتها وعيون الخوف تتملك نظره عيونها العسليه ..
فتح باب السياره ونزل حتى يسكره ويتحرك بخطواته متوجه للبحر ..
ظلت جالسه على وضعيتها
ومافي أصعب من أنه يزدحم الكلام والمشاعر في قلبك وفجأه تضيع ..
قبال الشخص الوحيد ألي المفروض تتخبي داخل أذنه كل دوامه تعيش
الضياع ..
ومافي أمر من حضن صغير نحن له ولا نلقااااه ..!!
ريحت ظهرها على السيت وهي تشوفه قبالها يبتعد عنها أكثر وأكثر ..
ويقرب من صدر البحر له أكثر وأكثر ..
رمشت ببطء أول مابدت حبات المطر تزيد .. تسمع صوتها وهي تضرب
السياره والأشياء ألي لها الحق تعيد صوت هالحبات صدى يتردد ..
ولحظات عانقت مسامعها صوت الرعد بقوة ... هي ليش ماسكتت ..؟!!
ليش أساسا طلعت معه وهي متهاوشه معاااه ..!
أيه مركبه بطريقه غريبه لما تبكي هالشتاء في قربه ..
لما تشتهي تنشر النسيان على سطح الألم ولا تقدر .. بلعت ريقها وفجأه هدا
هالمطر وريحته تفوح في كل مكان ..مدت يدها وفتحت الباب ونظرة عيونه
لها تحسها صوره ماتلاشت .. عايشه بين عيونها .. شدت على أصابعها أول
ماطلعت بجسمها والناس قليل ألي منتشرين قبال هالبحر ... سكرت الباب
وراحت تمشي حتى تعانق رجولها الرمل .. خطوات واسعه قطعتها
لين وصلت له .. وقفت وراه ضايعه بس بعفويتها مدت لها ورقته ألي أرسلها
مع الخدامه ..
ساره بتردد تبي تقول أي شي له : أنتا كاتب حاجات فالورقه ماعرفتش
هيا أيه ..
عمر حط أيديه في جيبه وبضيق حرك راسه لها : طيب
ساره وهي تحاول تضف عبايتها لا ينكشف شي من هالهوا القويه : ممكن تقراها
عمر هز راسه ورجع يطالع فالبحر : أن شاءالله خيير
ساره نزلت يدها وبصوت واطي حييل : أنتا حاسس أننا صعب نتفق على حاجه
عمر : ...........
ساره تطالع شعره ونص ملامحه الظاهره لها : أنا بتكلم
عمر رفع يده يطالع ساعته : أتأخرت كتير عن الشغل .. خلينا نرجع للفله
مش عاوز وجع دماغ من الشغل كمان ..!
أخر كلمات قطعها بالفعل حتى يتحرك تاركها واقفه لحالها ...
فهمه أشبه بالحفر على صخره ..!
بس مافكرت كثير بتصرفه هذا .. راحت تتبعه وهي تدوس على سذاجه هالقلب
ألي فيها ..
× × × × × × × × × × × × × ×

رواية اريد منك اكثر  مما اريد للكاتبة / الكريستال / مكتملة❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن