صفعَة تلوَ الأخرَى

9.5K 906 1.5K
                                    


𓆩𔓘𓆪

ن نُغادر المنزِل؟

ننزِع الأقنعَة ثمّ يقولُ لِي اقطَع بتلكَ النّبرة الهازِئة التِي تُثير حُنقِي؟ 

وجدتُ يدَاي ترتخيَان عَن أطرافِ ياقتِه دونَ إنتزاعهمَا، أبحَث عَن شيءٍ مَا داخِل عينَيه، شيءٌ يخبرنِي أنّ آيدِن يتلاعبُ بعقولنَا مجددًا. 

لكِن..

عينَيه فارغتَان، خاليَتان مِن كلِّ شَيء عَدا الجُمود. 

إِذ أزاحَ يدَاي عَنه بغيرِ إكترَاث مُبتعدًا عنِّي. لتتقدّم مارِيا مِن خلفِي تُوجِّه نظراتِ الإضطرَاب نحوَه 

"آيدِن أرجوكَ فسِّر لنَا مَا الذِي يجرِي؟ ماذَا تعنِي بكلامكَ الآن؟ بَل لماذَا أورورَا فِي السِّجن حتّى؟ ألَم ترَ حالَ والدتِها قبلَ خروجِها جريًا للذهَاب لمركزِ الشّرطة؟ أرجوكَ اشرَح لنَا مَا الذِي حدَث بعدمَا جَاءت إلَيك" 

"هَل ستستمرِين بالثّرثرَة يَا ماريّا؟" 

يَا إلهِي..

هذَا المخلُوق لَا يُصدّق! 

لماذَا يتحدّث بكمِّ هذَا البُرود فِي ظلِّ زعزعتنَا؟! 

لمحتُ إنكسارًا خافتًا فِي عينيهَا إثرَ الطّريقة التِي تحدّث بهَا إليهَا، لأرطِّب حلقِي أبعثرُ خصلاتِ شعرِي فِي تِيه وَ ضَياع. 

أورورَا مُتهمَة بإرتكابِ جريمةٍ مَا؟ 

أيُّ مهزلةٍ هذِه؟ 

إننِي لَا أقوَى علَى الحدِيث وَ مواجهَة آيدِن وَ هُو يتصرّف بتلكَ الغرابَة، وَ قَد استلمَ آنسِل الدّور فِي سحبِ الكلامِ مِنه، إِذ تقدَّمني يحدِّق نحوَ آيدِن يُجاريه فِي برودِه. 

ربمَا لأنّه أكثَر مَن يحتمِل صلابةَ رأسِه مِن بينَنا. 

"آيدِن نحنُ نوجِّه لكَ سؤالًا كمَا ترَى، لذَا كفَّ عَن مراوغاتكَ هذِه وَ أجِب، مَا الذِي حدَث بالضّبط؟ زوجتكَ فِي السّجن بمصيرٍ مجهُول وَ أنتَ تقفُ هنَا كالأحمَق؟ مَا خطبُك؟" 

"انتَهيت؟" 

"آيدِن مَا الذِي يجرِي مَعك؟! لماذَا لَا تقولُ شيئًا!" 

حسنًا لقَد أخطَأت بقولِي أنّ آنسِل أكثرُ مَن يحتمِل برودَة آيدِن، إِذ أمسكتُه مِن كتفِه أهزُّ لَه برأسِي، وَ قبلَ تفوُّهي بشَيء، آيدِن أشارَ برأسِه نحوَ السّاعة نابسًا بنبرَة لَا تخلُو مِن المزَاح

"أمامَكم ساعَة وَحسب لتفرغُوا المنزِل مِن أيِّ أثرٍ لكُم، وَ توقَّفوا عَن طرحِ الأسئلَة وَ غادرُوا، هَل يوجدُ جُزء لَم تفهمُوه مِن كلامِي؟" 

"مَا يحدُث هُو الذِي لَا نفهمُه! أورورَا فِي السِّجن يَا آيدِن إثرَ تُهمة قَتل، وَ أنتَ تقفُ وَ كأنّه لَا توجدُ مُصيبة حلّت هنَا، وَ الآن تطلبُ منّا بكلِّ بساطَة أن نغادِر! أفقدتَ عقلَك؟!" 

أتاراكسياWhere stories live. Discover now