شعلَة مٌنطفِئة

9K 908 1.3K
                                    

𓆩𔓘𓆪

"كنتُ أعلَم أنَّ تلكَ الحِرباء كلُّ مَا تجيدُه هُو رفعُ أنفِها المعقُوف نحوَ كلِّ مَن هبّ وَ دَب، إذَا مَا رأيتُ ظلّها أمامِي لَن أتردَّد مِن إقتلاعِ شعرِها مِن فروةِ رأسِها الفارِغ بأسنانِي!" 

بللتُ حلقِي أبتعدُ عَن أمِّي بضعةَ سنتِمترَات أتحاشَى سخطَها علَى ريهانَا، لأستديرَ نحوَ مارِي حالمَا تلفّظت أحرفَ اسمِي

"لِيو، لَا تَقل لِي أنّك قمتَ بإخبارِ آنسِل بمَا حدَث"

"أجَل، سردتُّ لَه كامِل التَّفاصِيل دونَ أَن أنسَى شيئًا، وَ أوصيتُه أَن يُحضر عُدّة استِئصال القَلب لينفِّذ آخِر عملِية لَه اليَوم علَى ذلكَ القذِر" 

"لِيو! مَا كانَ عليكَ إخبارُه وَ هُو فِي منتصفِ عملِه!"

"لَا يَا مارِي، وجهُ الرّغيف وَ لأوّل مرّة يفعلُ شيئًا صحيحًا، نحنُ لَم نحظَ بوجبةِ الغدَاء بَعد أليسَ كذلِك؟ حالمَا يأتِي ذلكَ المَسخ اقتاتُوا مِنه وَ ابصقُوا لحمَه القذِر فِي المجارِير"

كبحتُ ضحكتِي لمدَى غضبِ أمِّي مِنه، أمارِي رقيقَة للغايَة، وَ لكونِها أصغَر فتياتُ العائلَة مِن بعدِ أورورَا فهِي لديهَا مكانَة خاصّة هنَا فِي المنزِل. 

لطالمَا كنتُ أمُر مِن جانبِ غرفتهمَا وَ أسمَع صوتَ كارتَر الجَاف وَ المُنفعل، كنتُ أظُن أنَّهما يخوضَان شجارًا عاديًا كأيِّ زوجَين طبيعَيين، فلَا يوجدُ عشٌ دونَ هبوبِ العاصفةِ فِيه. 

حتّى أننِي كنتُ أسحبهَا بعيدًا عَن المَرأى وَ أسألهَا إذَا مَا حصَل شيءٌ مَا بينهمَا. 

أمارِي كَانت كاذبَة بارعَة وَ هِي تبتسمُ لنَا وَ كأنَّنا جوائزهَا الثَّمينة، بينمَا فِي داخِل حُجرتها كَانت ابتسامتُها تتشقَّق حتّى تكسَّرت كلُّها..

أتساءَل مِن أينَ لهَا كلِّ هذهِ القوّة وَ هِي تواجِه أمَّها؟ 

وَ كأنّ أحدَهم كانَ يقفُ خلفهَا يشدُّ علَى عضدِها ليمدَّها بِطاقَة كَانت أمارِي تفتقرُ إليهَا. 

جميعنَا قَد انتفضَ لتلكَ الطَرقات العنيفَة التِي تدُّك البَاب دكًا وَ تكادُ تخلَعه، وَ قَد سبقتُ آروهِي لفتحِه حتّى انتفَضت لإندفاعِ آنسِل للدّاخل بوجهِه المحمَر إثرَ سخطِه

"أينَ هُو؟" 

"م مَن تقصدُ بكلامِك؟" 

"لِيو هذَا ليسَ وقتَك! أينَ ذلكَ الحقِير؟!" 

يَا إلهِي هذَا مَا كنتُ أخشَاه، هناكَ ثلاثةُ أشخَاص لَا أريدُ أَن أكونَ أمامَ مَرأى أعيُنهم وَ أغدُو كبشَ فدَاء. 

غضبُ آيدِن، يلِيه أمِّي، وَ ختامُهما سخطُ آنسِل. 

حاولتُ إعتراضَ طرِيقه نحوَ الدَّرجات أتمسَّك بكتفَيه وسطَ محاولاتِه فِي دفعِي

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن