عذرَاء فِي الحُب

10.8K 1.1K 1.2K
                                    

𓆩𔓘𓆪

"أورورَا"

جَفلتُ لصوتِ مارِي مِن خلفِي مقاطِعًا تركِيزي عنِ القِراءة. مَتى دخلَت الحُجرَة؟

كَلما لَو أنَّها تطفُو وَ ليسَت تَسير!

استدرتُ نحوَها لأرَى ملامِحها المُفعمَة بِالحَيوية، وَ شيءٍ مِن البَهجَة.

"تعَالي لأرِيكِ شَيئًا مَّا"

"تُرينِي ماذَا؟ هُنا؟"

"فَقط تَعالَي"

هِي أمسَكت بيدِي لأتبعَها نحوَ الطَّابق الثانِي، نحوَ جناحٍ لَم يسبِق لِي أَن زرتُه.

حَيث كَان مشرِقًا بفعلِ خيوطِ الشّمس المنتشرَة فِي الأرجَاء.

هِي أفلَتت يدِي تفتَح بابًا لَم يسبِق أن فتَحته، لأغمَض عينَاي بفعلِ هُجومٍ مُباغِتٍ مِن الأشِعة، وكأنّ عالمَ أحلامِي يستقبلنِي.

وَ قَد أصَبت..

"مكتَبة!"

قَد أكونُ قَد بالغتُ فِي ردةِ فعلِي عندمَا رفعتُ بصوتِي بهذَا الشَّكل المُحرِج، لكِن رُبما هذِه هِي ردَة الفِعل التِي انتظرَتها مارِي، حَيث ضَحِكَت تسحبنِي نحوَ جوفِ الحُجرَة وسطَ ذهولِي مِن وسعِ المكَان.

"أنتِ تبتلِعينَ الكُتب بِشراهَة، وَ باتَ الأمرُ مُخيفًا"

نَبست تلتقطُ كِتابًا صَغِير الحَجم مِثل المُّذكِّرة، لتكمِل ممازِحَة

"أعنِي مَاذا لَو تَضورتِي جُوعًا وَ لَم تجدِي كِتابًا خِلال دَقيقَة بينَ يديكِ؟ رُبما سَأرى وجهًا آخَر لَك!"

فَرّت ضحكةٌ منِي أتلمّس سلسلَة مِن الكُتب وابتسامتِي تكادُ تمزقُ وجهِي، بينمَا نبسَت هِي تعيدُ الكتابَ لمكانِه بينَ اخوتِه

"لذلِك هذهِ المملَكة مُلككِ، وَ هكذَا أكونُ قَد أشبعتُ عقلَك كمَا معدتَك"

"حَقًا؟ أعنِي.. الكُتب لِي؟ هَل هذهِ مكتبتكِ؟ لَم أكُن أعلَم أنكِ مِن آلِ الكُتب"

هِي نَقرت جَبينِي، تُطالِع الأرجَاء فِي إبتِسامَة خافِتة.

إبتِسامَة نصنعُها عندمَا نُقابِل ذِكرياتٍ مِن الأيَّام الحُلوة.

"جدِّي مَن إختَار أَن تكونَ هذهِ الحُجرَة مكتَبة العائِلة، قائِلًا أنَّه لَا منزِلَ دونَ روحِ وَ أصواتِ الكُتب، و عمِل والدِي عَلى حقنِ الأرففِ بأطنانٍ مِن الكُتب مُختلفةِ اللغاتِ وَ المواضِيع، وَ أختِي.."

صَمتت فِي شُرود وَ قَد تبدّلت ملامِحها مِن الفَرحِ إِلى التَّرح، لكنّها سرعانَ مَا طمَست تعابيرَ ضيقِها مكمِلة

أتاراكسياWhere stories live. Discover now