يأخذنِي إلَيه

11.7K 1.2K 905
                                    

𓆩𔓘𓆪

كنتُ يدًا ثَالثة لِماري وَنحنُ نجهِّزُ أطبَاق الإفطَار.
هِي تقلِي البَيض وَ أنَا أحمِّص الخُبز، تُدندِن بلحنٍ راقنِي وَوجدتُ نفسِي أدندِن مَعها وَ إِن إختلفنَا فِي النُّوتَات.

أحادِيثُها أسَرت لِساني وَ بَات خاضِعًا لِتبادلِ الكلماتِ معَها، لَقد أزاحَت عنِّي صَخرَة كانَت تَسد تدفقَ الدمِّ نحوَ قلبِي ليعودَ النبضُ مِن جَديد.

لَم أتصَور أَن أرتَاح لَها بهذهِ السُّرعَة، هِي وَ رُغم أنَّ فارِق العُمر بينَنا يفُوق العَشر سَنوات لكِن أشعُر أنَّها تَتماشَى مَع عقلِي اليَانِع وتفهمُ مَا أحاوِل قولَه.

ربمَا العَيش معهَا ليسَ سيئًا كمَا ظَننت.

"إذًا تخطِّطِين لِلدراسَة فِي جامعةِ أكسفُورد؟"

"أجَل، بعدمَا أجرَيت إختِبار امتِحان القَبول حَصلت عَلى منحَة هُناك، وسأبدَأ فصلِي الأوّل مَع حُلول الخَريف"

"والدَاكِ فخورَان بكِ بلَا رَيب"

تبسَّمتُ فِي شُرود نحوَ طبقِ الفواكِه أمامِي وكلماتهَا قَد أيقظَت مشاعِر الحنِين لِي، والدِي بالتأكِيد فخورٌ بِي، أنَا أستطِيع الإحساسَ بِهذا.

لكِن هَل هِي تفعَل؟ هَل.. والدتِي فخورَة بَي أم أنّها لَا تهتَم؟

انسلختُ عَن أفكارِي ليدٍ ربتَت عَلى منكبِي، لأستدِير نحوَها تطالعنِي بنظراتٍ جَهلتُ ماهِيتها.

لَا أعلَم إٍن كَانت نظراتِي قَد أفشَت أسرارًا لَها أَم أنَّها أرادَت فَقط أًن تُيقظنِي مِن سهوتِي.

"سأذهَب إِلى المَشغلِ اليَوم، لَا أرِيد أَن تشعرِي بالمَللِ هُنا، أردتُ أَن أقضِي معكِ وقتًا أطوَل ونفعلُ الكثِير مِن الأشيَاء معًا"

تمتمَتْ ترتَشِفُ قهوتَها وَ قَد عَبَسَت لأحمرِ شِفاهِها الذِي قَبَّل فمَ القَدح وباتَت مُضطرّة لتعدِيل الطِّلاء.

"عَلى العكسِ تمامًا، لدَي كُتبٌ أٌجالِسهَا وَ حديثِي معهَا لَن ينتهِي حَتى المَساء"

"كنتُ أفكِّر.."

هَمستْ لِي لِتسرقَ إنتباهِي أتباطَأ فِي مضغِ شَطِيرةِ الجُبن. وقَد لاحظتُ مقلتَيها وهمَا تنظرانِ للأعلَى عَن كَثب.

"هَل هُناكَ شيءٌ مَا يَا مارِي؟"

"كَلا لَا يوجَد شَيء، لَقد تأخَّرتْ عَلي التجَهز. هَل يمكنكِ أَن توضِّبِي الطَّاوِلة عنِي؟"

"بالتأكِيد"

مارِي غَرِيبَة فِي بعضِ الأحيَان، كَثيرةُ الشُّرود وَ نظرَاتها المتفحِّصة نحوِي لَا تفوتنِي. هَل هذَا بسببِ الوحدَة التِي كَانت تخوضَها؟

أتاراكسياWhere stories live. Discover now