ليسَت اتّفقنا

8.5K 975 700
                                    


𓆩𔓘𓆪

رِين..

لَم يَكُن مُجردُ صدِيقٍ للطُّفولَة، لَم يكُن صديقًا فقَط.

عندمَا نظرَ إلَي الجمِيع بنظراتٍ خائبَة وَ أشهرُوا نحوِي أصابِع اللَّوم، كَان موجودًا ليعصبَ عينَاي عَن رؤيةِ بشاعةِ المَنظر.

رِين عندمَا ظننتُ للحظَة أنَّه عليَّ تقدِيم نفسِي كَقُربَان لتكفِير ذنبِي، اعترضَ معطيًا إيَاي حلًا آخَر لإنقاذِي.

هُو الحَبل الذِي يُطوقني دومًا كلّما توغّلت فِي الكهُوف وسقطتُ فِي المستنقعَات.

لطالمَا كنَّا أنَا وَ هُو نسخرُ معًا عَلى كُربنَا، لكِننا نبقَى إِلى جانِب بعضنَا البَعض.

لذلِك، فكرَة أنَّنِي قَد استَيقظُ وَ رِين لَن يفعَل تُحرِقنِي..

بلعتُ غصتَي أطالعُ أرجَاء حجرتِي.

هَل هُو حملنِي وَ جلبنِي لهنَا؟

وضعتُ ذراعِي عَلى عينَاي أشدُّ بقبضتِي عَلى المُلائَة.

هناكَ ألمٌ طفيفٌ فِي أسفلِ معدتِي..

إِغمائِي لِمرَّتانِ فِي فترةٍ قَصيرَة بهذَا الشَّكل ليسَ مؤشرًا جيدًا، وَ المُثيرُ للسخرِية أنَّ هذَا لَا يحدُث إِلَّا فِي حجرَتِه!

لكِن أليسَ مِن المُرِيب أنَّه لَم يستغِل إغمائِي لصالِحه؟

أعنِي أنَا فتَاة وَ هُو رجُل وحدنَا فِي هذَا المنزِل الفسِيح، وَ أنَا كنتُ خائِرةَ القُوى، فلماذَا لَم يستغِل الأَمر ويحاوِل إيذائِي؟

مَالذِي يريدُه منِّي تحدِيدًا؟

زفرتُ لأضطجِع فوقَ الفِراش، أشعُر بمشاعِر مزعجَة تكبتُ عَلى صِدري.

"هَل عليَّ الذَّهاب إِلَيه؟"

همستُ لنفسِي أدلكُ صدغَي. هَل أذهَب إلَيه وَ أقنعُه ألَّا يفعَل؟ لكِن كَيف سأقنعُه!

نظرتُ لعقارِب السَّاعَة لأراهَا الواحِدة ظهرًا. هذَا اليَوم طَويلٌ للغَايَة..

لكننِي نهضتُ بعدمَا لملمتُ شتاتَ نفسِي، أضعُ وشاحًا حولَ كتفَاي علِّي أتدفَّأ.

لأجدَ نفسِي أمامَ بابِ حجرتِه. كَيف يمكننِي إقناعُه بأَن يغيِّر رأيَه؟ أنَا بالتأكِيد لَن أعرِضَ عَليه ضحيةً أخرَى!

تنهدتُ لأطرقَ البَاب فيطرقُ قلبِي.

وَ حالمَا فتحتُه رأيتُه هذهِ المَرة، نَ نائمًا!

لوهلَة ظننتُ أنَّ هذَا الرَّجل لَا يملكُ كلمَة نومٍ فِي قامُوسهِ! لوهلَة نسيتُ أنَّه بشريٌ مثلنَا وَ ينَام!

هَل أنسحِب؟

وَ قدمَاي لَم تستمعَا لِنقاشِي، بَل تقدمتَا لجوفِ الحجرَة بخطواتٍ هادِئة لَا تبتغِي إيقَاظَ ذلكَ المُبهَم.

أتاراكسياWhere stories live. Discover now