حمامَة بيضَاء

7.6K 842 581
                                    

𓆩𔓘𓆪


لَم يَكن إدوَارد فِي المكتبةِ عندمَا ذهبتُ إِليها، ربمَا مِن الأفضَل أَن آتِي غدًا لرؤيتِه.

لكنَّها الرَّابعَة عصرًا وَ لَا أعلَم أينَ أذهَب، ربمَا ليسَ لِي سوَى أَن أعودَ للمنزِل.

"تشستِر؟ ماذَا حدَث لذراعِك؟"
نبستُ والقَلق يُغلِّف نبرتِي حالمَا أبصرتُ ورمًا مُزرقًا يُلطِّخ جلدَه، لكنِّه أخفَى ذراعَه وراءَ ظهرِه نافيًا برأسِه

"إنَّه لَا شَيء يَا آنستِي"

"ماذَا تقصِد بِلا شَيء؟ مَا الذِي حدَث بالضَّبط؟"

تحدّّثت نحوَ الحارِس الآخَر ليبدُو عليهِ الإرتِباك، كلاهمَا تبادَل أنظارًا صامتَة حتّى زفرَ مجيبًا إيَّاي

"سقَطت إحدَى المجارِف علَيه أثنَاء نقلنَا لأدواتِ الحدِيقة للمخزَن"

مِجرفَة؟ أيُعقل أَن سقوطَها عَليه قَد أحدَث ضررًا كبيرًا كهذَا؟

أومَأتُ لأسيرَ للأمَام، لكننِي توقَّفت مستديرةً نحوَه مُردفة

"تشستِر تعالَ لنضعَ مرهمًا عَلى الورَم، إنَّه بحاجَة للثلجِ أيضًا"

"لَا يَا آنسَة أنَا بِخير، لَا تهتمِي لشيءٍ بسيطٍ كهذَا"

بسِيط؟ انتهيتُ مِن رِين ليأتِي هُو الآن وَ يخبرنِي أنَّ الجروحَ بسيطَة؟

تقدَّمت نحوَه لأشدَّه مِن طرفِ سترتِه

"تعالَ قبلَ أَن يتلوَّث وَ يتَعرضَ لهجومٍ مُباغتٍ مِن الجراثِيم وَ المايكروسوبَات العالقَة فِي الجُو، هَل تُريد أَن تُصابَ بإلتهابٍ فِي ذراعِك؟"

تبادَلا الأنظَار هُو وَ زميلَه ليسيرَ أمامِي راضخًا لطلبِي.

وَ حالمَا ولجنَا المنزِل لمحتُ السَّيدَة دافينَا تتصفحُ المجلَات بينمَا تجلِس أمارِي بجانبِها تَلعب بالمكعبَات الخشبيَة مَع إليُوت.

"انتظرنِي هنَا لأحضِر كِيسًا مِن الثَّلج، لَا تهرُب!"

أومَأ بسرعَة لأتوجهَ نحوَ المطبَخ، حَيث رأيتُ آروهِي وَ هِي تقطِّع الطماطِم فِي إحترافِية، سريعَة فِي التَّقطِيع بشكلٍ متساوٍ.

"هَل تشعرِين بالجُوع؟ سينضجُ الطَّعام بعدَ قلِيل"

"حَقًا؟ مَاذَا طبَختِ؟"

سألتُها وَ أفراخُ معدتِي تتخبّط لرائحةِ الطّعام التِي دغدَغت أنفِي، بينمَا ابتسمَت هِي لِي تجرنِي خارجَ المطبَخ عُنوة

"ستعرفِين عندمَا تجهزُ المائدَة، لَا تتطفلِي أيتهَا الصغِيرة"

صغِيرة!

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن