أتاراكسيا

لَو

𓆩𔓘𓆪

"قَد تمتلِك مجرَفة لَا تصدَأ، وَ محراثًا لَن يتهشَّم، وَ تكونُ تُربتك خصبَة وَ بذورُك طازجَة. لكِن لَا يجرِي كلُّ شَيء كمَا تشتهُونه، قَد تهبُّ عاصفَة مَّا تنهَب محصولَكم الذِي بذلتُم جهدًا فِي إحياءِه منذُ بدايةِ العَام، الحَياة لَن تكونَ فِي صفِّكم دومًا كمَا تظنُّون، أليسَ كذلِك يَا آنسَة وَايت؟" 

أدرتُ وجهِي مِن النافِذة بسرعَة لأبتسمَ نحوَ الأستَاذ فِي إرتِباك حالمَا رفعَ حاجِبه فِي إنزِعاج. 

"عَن ماذَا كنتُ أتحدَّث قبلَ قلِيل يَا آنسَة وَايت؟ هَل تعلمتِي شيئًا مَّا مِن التحدِيق خارجًا وَ عدمِ إعطاءِك لحواسكِ إلَي؟" 

يَا إلهِي لَا ينقصنِي توبيخُه منذُ الصبَاح.. 

إنَّه يتَصرف كالآلَة التِي لَا تحِب الخروجَ عَن التعليمَات! أراهِن أنَّه يحتسِي الزيتَ أَو البنزِين كلَّ صبَاح بدلًا مِن القهوَة! 

دحرجتُ مقلتَاي نحوَ كلوِي التِي تبسَّمت لِي فِي شماتَة. 

لَن أسمَح لهَا! 

إِذ أعدتُ خصلاتِ شعرِي لخلفِ أذنِي أغلِق كتابِي. 

"ربمَا لَم تَكن حواسِي مَعك يَا أستاذِي، كَانت مَع طَقس اليَوم، كمَا ترَى قرصُ الشَّمس محاطَة بأحضانِ السُّحب، وقتٌ مثالِي للزراعَة، لكِن ربمَا غدًا تبكِي السُّحب فِي غزارَة لتكونَ البذورُ فِي خطرِ الإنجِراف أَو التَّعفن، حينهَا كلُّ الجهدُ الذِي وضعتُه لتخبئةِ بذورِي أسفلَ التُّراب سيضيعُ سدًا، أليسَ كذلِك؟" 

هزُّوا جمِيعهم برؤوسِهم لتليذَ شفتَاي بالإبتِسام أرخِي ذقنِي علَى باطنِ يدِّي 

"إجابَة خاطِئة، ماذَا قالَ شكسبِير فيمَا يتعلَّق بالمستحِيل؟ مِن الجيِّد أَن تصنعَ فصلَك مِن السنَة بنفسِك لأجلِ محصولِك. لَا أستطِيع منعَ المطَر مِن إغراقِ بذرتِي، لكِن أستطِيع حمايتَها مِن المطَر بكلِّ تأكِيد" 

"وَ كيفَ أيتهَا المًتذاكِية؟!" 

طالعتُ كلوِي بطرفِ عينِي أكبحُ نفسِي مِن قذفِ كتابِي كَي يحطمَ وجهَها الذِي باتَ أفتحَ مِن لونِ عُنقها، هِي حتّى لَا تُجيد وضعَ أحمرِ الشفَاه الذِي بالتّأكيد سرقتهُ مِن والدتهَا!

"بكلِّ بساطَة سأصنعُ مظلَّة كبيرَة للغايَة علَى إمتدادِ محصولِي، لَن آبهَ لكميةِ المطَر الذِي سيتساقطُ حينهَا. خصوبَة التربَة ليسَت مهمَّة بقدرِ أهميَة إمتلاكنَا لعقلٍ خَصب. توجدُ حلولٌ دومًا لإخراجِ أنفسنَا مِن مستنقعِ المشكلَة، إنهَا موجودَة فِي مكانٍ مَّا فِي الدِّماغ، وَ ستكونُ بحاجَة لتدَخُّل الخَيال كَي يطلِق العنَان للإبتِكار وَ يسمَح لَه بقيادةِ العجلَة بدلًا مِن المنطِق المُمل"