مسألةُ مشاعِر

8.5K 877 1.1K
                                    

𓆩𔓘𓆪

آيدِن.. 

بقيتُ أحدِّق لداخلِ عينَيه دونَ أَن يشيحَ هُو ببصرِه عنِّي، غيابِي عَن المُحيط لَم يسمَح لِي بسماعِ أيِّ شيءٍ عدَا الضجِيج الذِي يقبعُ فِي داخلِه هُو. 

و كأنَّ يدًا انبثَقت مِن جَوف بُؤبؤ عينِه لتمتَد نحوِي، وَ رغمَ أنهَا سحبتنِي لتغرقَ داخِل بحرَيه لكننِي لَم أرَ شيئًا.. 

لَم أكُن أرَى شيئًا سِوى السَّواد الهادِئ كالفَراغ المُوحِش.. 

هُو أشاحَ ببصرِه يطالِع لِيو وَ آنسِل فِي إنزعَاج كَسى ملامِحه المتجهمَة، ليبعدهمَا عَن طرِيقه وَ لَم تفتنِي نظراتُه نحوَ والدِه. 

ينظُر إلَيه وَ كأنهُ يعاتبُه علَى جعلِه يخرجُ لهذَا العالَم.. 

وَ حالمَا اقتربَ منِّي انكمَشت معدتِي لأنظُر لشيءٍ آخَر عدَاه، وَ قَد شرعَ بصعودِ الدرجَات للأعلَى دونَ أَن ينبِس ببنتِ شِفه. 

إنهَا المَرة الثانِية التِي أعودُ فِيها للمنزِل وَ أجِده يحاوِل.. قتلَ والدِه. 

لماذَا قَد يقدمُ أحدُهم علَى قتلِ أبِيه؟ 

مَا مدَى الكُره وَ الحِقد الذِي يكنُّه آيدِن للسيدِ داميَان؟

هَل هذَا بسببِ والدتِه؟ 

"عزيزتِي مَا الذِي حدَث لَك؟" 

"لَا تقلقِي كاحِلها أصِيب بجرحٍ بفعلِ عطبٍ فِي السَّرير، ستكونُ مضطرَّة لاستخدامِ الكرسِي حتَّى أجلِب لَها العكَّاز عندمَا أعودُ مِن العملِ اليَوم، لحينهَا ستكونُ بحاجَة للمساعدَة فِي صعودِ الدَّرج" 

أومَأت مارِي لآنسِل لتتقدمَ نحوِي، وَ رغمَ محاولاتِها فِي لملمةِ شتاتِ نفسِها، وَ إجبارِها لشفتَيها علَى التبسمِ لِي، لكننِي أستطِيع إلتماسَ مدَى رغبتِها فِي حبسِ نفسِها فِي غرفتِها وَ البكَاء حتَّى انقضاءِ النَّهار.. 

"لابدَّ أنكِ جائعَة، سأجلبُ حصتكِ مِن المطبَخ وَ أعُود"

أومَأت لَها بابتسامةٍ خافتَة، بينمَا بصرِي كانَ يتدحرجُ بينهُم جميعًا. دافينَا رمَت بثقلِ جسدِها علَى الأريكَة، تطالِع الفراغَ فِي شُرود، بينمَا لِيو قَد جلسَ بجانبِها يحركُ مروحتهَا أمامَ وجهِها. 

أمارِي ليسَت هنَا، ربمَا فضَّلت إبعادَ إليُوت عَن المكَان كَي لَا يرَى مشهدًا كهذَا.. 

بينمَا آنسِل وَ والدُه قَد صعدَا للأعلَى. 

الكلامُ الذِي وجههُ آيدِن لآنسِل.. 

هَل كانَ كصفعةٍ لَه؟ فآنسِل قَد خلعَ قناعَ الإستكانَة عَن وجهِه وَ ظهرَ الشجُون وَ القنوطُ عَلى ملامِحه.. 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن