الرصاصَة القُرمزيّة

10K 950 1.3K
                                    

𓆩𔓘𓆪

لمَاذا هُو لَا يردُّ علَي! 

رغمَ توجيهِي للعديدِ مِن الصفعَات نحوَ صدرِ البَاب، وَ رغمَ صراخِي المتواصِل باسمِه، إلّا أنَّني كلُّ مَّا استطعتُ سماعَه هُو صوتُ تهشمِ الزُّجاج..

يَا إلهِي ماذَا علَي أَن أفعَل! أنَا ليسَ بمقدورِي فعلُ أيِّ شَيء طالمَا أنَا مُحتجزة هنَا..

لماذَا قامَ بإقفالِ البَاب؟ بَل لماذَا أدخلنِي للغرفَة مِن الأسَاس؟ 

أوجستُ شرًا لذلكَ الهدُوء الذِي هيمنَ علَى الأرجَاء، حَيث ألصقتُ أذنِي علَى البَاب أقبضُ بيدِي المرتجفَة علَى أهدابِ تنورتِي. 

هَل... هَل يعقلُ أنَّ مكروهًا مَّا قَد أصابَ آيدِن؟ 

"تعمَّدت ذلِك أليسَ كذلِك؟ تشتيتِي بمواصلةِ نظركَ لخلفِي، لتباغتنِي بدفعِي نحوَ تلكَ الطاولَة، مَن يدرِي أيُّ خريطَة قَد رسمتهَا علَى ظهرِي الآن بسببِ الزُّجاج، أعطنِي دقيقَة لأنهَض" 

"سأعطيكَ دقيقَة أخرَى لتعدِّل مِن هِندامكَ قليلًا، مواجهةُ دميَةٍ بشعَة بشعرٍ أشعَث ليسَ مِن مستوَاي" 

أنَا لَا أستطِيع أَن أصدِّقه!

هَل هُو يسخَر وَ يلقِي بطُرفِه تِلك حتَّى فِي وقتٍ كهذَا؟ 

لكننِي وجدتُ كتفَاي ترتخيَان عندمَا التقَطت أذنَاي صوتَه، وَ قَد قضمتُ شفتَاي لتلكَ الضحكَة التِي تخللتهَا البرودَة الصادِرة مِن ذلكَ الرَّجل 

"وَ لكِن السيدُ هايدِن لَم يخبرنِي أنكَ جئتَ لزيارتنَا وَ برفقتكَ فتَاة، كانَ علَي جلبُ باقةٍ كبيرَة مِن الأزهَار كونهَا عُملة ثمينَة" 

"انتَهت الدقيقتَين، مَا الذِي تريدُه؟ هَل تَظن أنَّني متفرغٌ لكَ وَ لَه؟ أستطِيع التبرعَ لَك بربعِ ساعةٍ فقَط، لذَا اختصِر علَى نفسِك وَ خلِّصني"

زفرتُ فِي نفادِ صَبر لأبعدَ خصلاتِ شعرِي ورَاء ظهرِي فِي اضطرَاب، وَ كأنَّ قلبِي قَد انخلعَ مِن مكانِه وَ بَاتت معدتِي تهضمُه..

لماذَا آيدِن لَا مبالٍ إِلى هذَا الحَد! 

هَل... لَن يهمَّه إذَا مَّا حصلَ لَه شَيء؟ أحقًا لَا يمانِع أَن يصبِح فريسَة لذلكَ المجنُون؟ فهُو يحمِل تلكَ الشفرَة التِي يفوقُ طولَها عشرةُ إنشَات! 

أَم أنَّ آيدِن يخططُ لشيءٍ مَّا؟ 

كتمتُ أنفاسِي حالمَا صدرَ صوتُ وقعِ خطوَات، يلِيه صوتُ تصفيقٍ بطِيء تصاحِبه نبرَة تعادِل خاصةَ آيدِن 

"كلانَا يعلَم أنَّك تجيدُ قتالَ الشوارِع، هَل تظننِي أبلهًا إِلى هذَا الحَد؟ حسبَ مَا أخبرنِي بِه شقيقُك، فأنتَ أجبرتَ نفسَك علَى حصرِ ذاتِك داخِل دائرَة مِن الجانحِين فقَط لكَي تجيدَ الدفاعَ عَن نفسِك، وَ جعلتَ مِن جسدِك يصبحُ كقطعةِ لحمٍ طازجَة لَهم. لطالمَا كَانت تلكَ القصَّة تثيرُ شفقتِي وَ تجعلُ عينَاي تغرورقَان، إِلى أيِّ مدَى كنتَ خائفًا؟ بحثتَ كالمجنُون عَن الأسلحَة وَ الدُّروع فقَط لكَي تتحصنَ منَّا؟ عندمَا أتذكَّر كَيف كنتَ ترتجِف فِي الزاوِية كالجروِ المُبلل، وَ انظُر إليكَ الآن

أتاراكسياTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon