البجعَة السّوداء

8.6K 901 761
                                    


𓆩𔓘𓆪


لماذَا؟

فقَط لماذَا؟

هَذا كلُّ مَّا أردتُ إخراجَه مِن بينِ شفتَاي، لكِن حدَقتيه الباهتَة تنظرانِ لِي بطريقةٍ مختلفَة، أجهَل مَاهيتهمَا.

وَ حالمَا أنزلتُ يدَاي رغبةً فِي الحدِيث فوجِئت بِه يسحبنِي مِن يدِي نحوَه مطبقًا بيدِه علَى شفتَاي، وَ كلمَا تملَّصت ليفلتنِي كلمَا أحكمَ ذراعَه علَي ليسحبنِي نحوَ سيارتِه وسطَ تخبطاتِي..

وَ بمجردِ أَن أدخلنِي مغلقًا البَاب علَي سمحتُ لأنفاسِي المتسارعَة بالتَّحرر وَ قَد هَطلت دموعِي لهولِ مَّا رَأيت. لقَد كَانت عينَي جثةِ الرَّجل جاحظَة بشكلٍ يدعُو للخَوف وَ الرَّهبة..

هُو جلسَ بجانبِي دونَ التفوهِ بكلمَة، وَ حالمَا شرَع بالقيادَة تمتمَ بنبرَة متململَة وَ كأنهُ لَم يقترِف خطيئَة قبلَ قلِيل!

"أنَا لَا أفهَم لماذَا تبكِين"

"آيدِن لَقد قتلتَ شخصًا للتَّو! ماذَا تعنِي بسؤالكَ هذَا؟ هَل تريدُني أَن أضحَك وَ أصفِق لكَ بفَخر؟ ألَا تدرِك سوءَ مَا اقتَرفت!"

ابتلعتُ غصتِي أطالِعه وَ هُو يقبضُ علَى عجلةِ القيادَة وَ قَد اشتدَّ فكُّه، لكننِي محبطَة وَ يائسَة للغايَة..

أشعُر أننِي أوشكُ علَى الإنفِجار..

حَيث مسحتُ دمعتِي فِي اختنَاق لأنبِس دونَ النظرِ إلَيه

"أنتَ مُحق لماذَا أنَا أبكِي كالحمقَاء؟ ألستَ قاتِلًا فِي النهايَة؟ أليسَت هذهِ هِي الحقيقَة التِي أردتَ تذكيرِي بِها؟ وَ أنَا كالغبِية أحلِّق بخيالاتِي تِجاهَك وَ أنسَى ملامِح وجهكَ الحقيقِية دومًا.."

أنَا لَا أفهَم لماذَا لَا يقولُ شيئًا؟ هَل يستمتِع برؤيتِي هكذَا؟ هُو حتَّى لَم يأخُذ جثتَه ليقومَ بدفنِه علَى الأقَل..

أيعقلُ أنَّه العامِل الذِي يسببُ المشكِلات فِي المصنَع؟

أ ألهذَا السبَب كانَ لِيو قلقًا وَ مضطربًا حالمَا أخبَره آيدِن أَن يجلِبه لمكتبِه؟

هَل لِيو يعرِف وَ يخفِي الأَمر؟

"أنزلنِي"

أردَفت أنظُر للأمَام فِي ضبابِية ليديرَ وجهَه نحوِي دونَ أَن يوقفَ السيارَة

"آيدِن أنزلنِي! لَا أريدُ البقاءَ هنَا!"

"لَا تتصرفِي كالطفلَة الآن! أينَ سأنزلكِ مثلًا؟"

"لَا تتظاهَر بأنكَ تهتَم يَا آيدِن! أرجوكَ لَا تأخُذ نصًا لَا يعودُ لَك! لمَا لَا تقُوم بقتلِي أنَا أيضًا وَ ترتاحُ مِن صوتِي المزعِج؟ أَم أنكَ تريدُ قتلِي مِن الداخِل أولًا كَي تشعُر بنشوةِ الإنتِصار أكثَر؟ أليسَ هذَا مَّا قلتَه لِي بالحَرف؟ تحبُ رؤيتِي خائفَة بسببِك وَ تستلذُ بدموعِي؟ وَ الآن بعدمَا حَصلت علَى مَّا تريدُه أنزلنِي!"

أتاراكسياWhere stories live. Discover now