خدعَة أم خطّة؟

8.9K 906 998
                                    

𓆩𔓘𓆪

لَم أتصوَّر أَن تَؤول الأمُور لهذهِ النقطَة!

كلَّما ازدحمَ المنزِل، كلَّما قلَّت فرصتِي فِي رؤيةِ آيدِن..

ستكُون هناكَ الكَثير مِن العُيون علَي.

لكِن مَا باليدِ حيلَة، بالتأكِيد سأتشعّب فِي طُرقي للعثورِ عَلى طَريقَة تُعينني علَى رؤيتِه.

"هَل هذَا جيِّد؟"

نبستُ أظهِر لمارِي الثَّوب الأزرقَ الذِي قدَّمته لِي، هِي حريصَة جدًا عَلى جعلِ مظهرِي وكأننِي ابنَة العائلَة الملكيّة، التَّوتر كانَ مساحِيق وجهِها لليَوم، هِي تحاوِل بأقصَى طاقتهَا أَن تجعلَ مِن كلِّ شَيء مِثالِي برتوشاتِها علَي.

"لاقَ بكِ كثيرًا لونُ الزُّمرد، لَقد أبرزَ لونَ عينَيك كمَا أرَدت! وَ الآن دعينَا نرفَع شعركِ"

"هَل عددُهم كَبير؟"

نبستُ أثنَاء رفعِها لخصلاتِ شعرِي عبرَ دبُّوسٍ فضِّي، لأراهَا تعدُّ عَلى أصابِعها متمتمَة

"نوعًا مَا، لكِنني متأكدَة أنَّهم سيحبونكِ بسرعَة، كمَا فعلتُ أنَا"

أومَأتُ لكلامِها بإبتسامَة مُسايِرة، لكِن داخلِي أصبحَ مهجعًا لمخلوقَي التَّوتر والاضطرَاب..

ماذَا لَو أنَّهم اعتبرونِي دخيلَة؟ فتَاة حشرَت نفسهَا بينهُم ولَن يتقبلونِي كمَا فعلَت مارِي وعدّتني كأختٍ صغيرَة لهَا؟ فأنَا فِي النِّهاية لستُ جُزءًا مِن العائِلة.. إنَّما شريكَة فِي السَّكن هنَا.

"سأذهَب لأرَى إِن انتهَت آروهِي"

"حسنًا"

زفرتُ حالمَا غادَرتْ الحجرَة، لأنهضَ أطالِع انعكاسِي علَى المِرآة. أنَا مِن عالمٍ مختلفٍ عنهُم، ماذَا لَو أمطرونِي بالأسئِلة؟ مِن أينَ أنَا؟ مَن هُم والِداي؟ وَ مَا هِي خلفيتِي؟

لماذَا غمرُ نفسِي بالسّلبية وقَد يكونُون لطفَاء كمارِي بمَا أنّها مِنهم؟

هززتُ برأسِي أنفضُ تلكَ الأفكَار المُنغِّصة لأرشَّ بعضًا مِن رذاذِ العطرِ عَلى جانبَي عُنقِي.

إِن شعَرت أننِي لستُ مرتاحَة بينَهم أَو أنَّهم منزعجُون مِن وجودِي سأغادِر، مارِي ستَتفهمنِي كمَا أننِي سأراهَا بينَ حينٍ وَ آخَر.

أذنَاي التقَطتا أصواتًا كَثيرة غيرَ مألوفَة مِن الأسفَل، لأقبِض عَلى أطرافِ ثوبِي لإنكماشِ معدتِي إثرَ تأجُّجِ توتُّري. لَا أحبُّ أَن أكونَ محطَّ أنظارِ الجمِيع! كنتُ أريدُ النُّزول قبلَ قدومِهم كَي أعتادَ علَى الوَضع..

طالعتُ نفسِي فِي المِرآة لآخرِ مرّة أدسُّ هواءًا كثيفًا لجوفِ صدرِي الواجِف، لَن أُحرجَ مارِي أمامَهم وأتصرّف بحماقَة.

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن