لوحَة مُتفحِّمة

10.3K 1K 859
                                    


𓆩𔓘𓆪

لَم ألقِ أهميّة لأطبَاق الإفطَار الموضُوعةِ أمَامِي.

كَانت رؤيةُ مارِي لِي أتصفَّح الجَريدَة شيئًا غَيرُ مَألوف.

لكِنني كنتُ أتفقدُ إِذا مَا حدَثت جريمَة اليَوم، وَ لَا يُوجد!

إذًا فهوَ كانَ صادِقًا معِي..

أهكذَا هِي اللعبَة؟ عَلي أَن أفُوز لِكي أنقِذَ الهَدف، وَ أحاوِل ألَّا أخسرَ إطلاقًا؟

أشعرُ أنَّ ألعابَه وَ أسئلتُه تعتمدُ عَلى الذَّكاء وَ الفِطنَة..

فأنَا أواجِه قاتِلًا يقتلُ دونَ سِلاح!

"أورَا، هَل تبحثينَ عَن خبرٍ مَّا؟ لَقد بردَ شايُكِ"

"كنتُ فقَط أرَى آخرَ المستجدَات لحادِثة البارحَة"

أومأَت لِي فِي إبتِسامةٍ خافِتة وَ كالعَادَة، أودِّعها قبلَ ذهابِها لعملِها وَ أبقَى أنَا بِمفردِي.

كِلانا الآن أنَا وَ هُو فقَط مَن نتشاركُ ذاتَ السَّقف.

مَتى يأكُل هُو؟

فهوُ لَا يبرحُ الحجرةَ إطلاقًا!

إلّا إذَا كَان يغادرُها ليلًا و نحنُ نِيام بالفِعل!

كنتُ أنوِي الولوجَ لحجرتِي لأخرُج أنَا أيضًا، لكِن المكتبةُ همَست لِي تنادينِي. تخبرنِي أنَّ عَلي البَحث فِي الكُتب الطِّبية النَّفسِية لِأقرَأ عَن الأمرَاض وَ المتلازِمات.

وَ هذَا مَا فعلتُه..

أرِيد أَن أعرِف الدِّوافِع النِّفسِية لِإرتِكاب جرِيمة، أرِيد قِراءَته، أرِيد معرِفة كَيف تدورُ عجلاتُ دِماغِه، مَا طَبيعَة عضلتِه؟ هَل هِي تضخُّ الدَّم أَم السُّم فِي خَلايَا جَسدِه؟ أريدُ أَن أعرِف إِن كَان فِي جوفِه رُوح، أَم أنَّها سبَقت جَسده تركضُ لأحضانِ السَّمَاء؟

لكننِي أمضيتُ سَاعَة، سَاعتَان، ثَلاث..

"أحتَاج لِمساجٍ لرقبتِي وَ منكبَي"

أردفتُ فِي تذمرٍ أدلكُ صدغَي لكثرةِ إحناءِ رأسِي أثنَاء مطالعتِي.

لَم أجِد مَا يجيبُ عَلى سؤالِي!

زفرتُ أرخِي رأسِي عَلى المكتَب.

كَفتاة عاقِلة أعهدَها، وَ كإبنَة ترَبَّت عَلى المبادِئ وَ القِيم الصَّحيحَة، مَا الذِي عليّ فعلُه وجيوبِي تخلُوا مِن الأدلّة؟

لَا يمكننِي الكذبُ علَى نفسِي، ولكننِي خائفَة مِنه..
خائفَة ممّا قَد يفعلهُ بِي إن شكوتُ عَنه..

لَا أستطِيع محوَ صورةِ نظراتِه الجافّة مِن رأسِي، وكأنّه يستطِيع اقتلاعَ قلبِي مِن محلِّه دونَ اقحامِ يدِه فِي صدرِي..

أتاراكسياDär berättelser lever. Upptäck nu