تشابكَات هشّة

6.3K 801 591
                                    

𓆩𔓘𓆪


ربمَا لترٌ مِن دموعكِ سيكونُ كافٍ لأروِي عطشِي

ستكونِين مجرَّد شيءٍ قَد تمَّ استنزافُه وَ لَا فائدَة مِنه

أنتِ مجردُ سلاحٍ فِي يدِي

فقدتُ القدرةَ علَى الإحساسِ بمذاقِ اللقمةِ فِي فمِّي. كلماتُه المغلَّفة بالأشوَاك وَ المحقونَة بالغبارِ الأسوَد قَد أحدَثت عاصفَة تدمِّر أثاثَ عقلِي و تبعثِره..

لَم يسبِق لَه أَن تحدَّث معِي بهذهِ الصراحَة، أهذهِ رغبتَه تجاهِي؟ فقَط لأنَّه رأَى علبةَ ألوانٍ بحوزتِي قرَّر نهبهَا منِّي؟

لماذَا؟

أنَا حقًا لَا أستطِيع فهمَه..

مَا الخطَّة التِي حبكَها ليستنزفنِي؟

إذًا.. فوالدُه لَم يقفِز بإستنتاجاتِه وقتَها.

هُو يعرِف ابنَه جيدًا، آيدِن لَا ينوِي ارتكابَ جريمةٍ مَّا بِي.

لَا ينوِي قتلِي.

مَا الذِي ينوِيه تحديدًا تجاهِي؟

جرائمُه فريدَة وَ لَا يحبِكها سِوى مِن رأسِه، لذَا لَا يمكِنني توقُّع الحجَر الذِي ينوِي تحريكَه..

رفعتُ بثقلِ مقلتَاي نحوَ آريَا حالمَا أبعَدت طبقَ السلطَة مِن أمامِ آيدِن، هُو طالعَها رافعًا حاجِبه فِي إنزعِاج، لكنهَا تبسَّمت تنظُر لِي مِن فوقِ أنفِها

"السلطَة تحوِي خلَّ التُّفاح، وَ أنتَ لَا تحبُّه"

لماذَا تنظُر لِي بإنتصَار؟ مهلًا..

هَل تظُن بأننِي سأنزعِج لكونِها تعرفهُ أكثرَ منِّي؟

تظُن بأننِي حقًا سأغَار؟

أشحتُ ببصرِي عنهَا وَ قَد انتبهتُ لمقلتَيه التِي تتفحصنِي. إننِي ممتنَّة لآريَا بالفِعل، سأسكبُ خلَّ التُّفاح فِي إبرِيق ماءِه بكلِّ سخَاء عندمَا يزعجنِي!

"حلوتِي لَا بَأس، إِن أردتِ سأضعُ وجهَ الرغِيف ذَاك تحتَ التَّهديد وَ أرغمُه علَى سردِ كلُّ المعلومَات التِي تخصُّ زوجكِ منذُ ولادتِه حتَّى هذَا اليَوم! أدركُ جيدًا أنَّ آيدِن يتقمَّص دورَ القفلِ الذِي لَا مفتاحَ لَه، وَ لكِن بفرقعةِ اصبعٍ مِنك سأفضحهُ أمامكِ"

تبسمتُ نحوَ دافينَا التِي تهمِس بجانبِي، لأنفِي لَها برأسِي بِلا داعِي.

لَا أحتَاج لمساعدةِ أحَد للغوصِ فِي بحرٍ مظلمٍ مثلِه، رغمَ أنَّ الطحالِب السّوداء يمكِن أَن تطوِّق قدمِي وَ تسحبنِي لقاعهِ الحالِك فأغرَق، لكِن هذَا لَا يُهم..

إِن كنتُ مضطرَّة لأتوغَّل فِي أكثرِ جوانبِه سوادًا، فسأفعَل. أنَا مَن اخترتُ هذَا وَ لَم يعُد يمكننِي التَّراجع.

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن