عندَ منتصفِ اللّيل

16.2K 1.2K 2.3K
                                    


𓆩𔓘𓆪

هناكَ شيءٌ مَّا خاطِئ.. 

كمَا لَو أننِي أحدِّق فِي المِرآة وَ لَا أعرِف نفسِي. 

هَل واجهتُ مجموعةً مِن الرِّجال قبلَ قلِيل؟ هَل أمسَكت يدِي سلاحًا؟ 

أكنتُ عُرضة للمَوت فِي أيّةِ لحظَة بينمَا الآن روحِي لَا تزالُ تملَأ جسدِي؟ 

كمَا لَو.. كنتُ مُنوَّمَة. 

منذُ متَى وَ أنَا أفعَل تلكَ الأشيَاء؟ هَل غامرتُ بنفسِي فقَط لأجلِ القِلادة؟ أَم.. 

استرقتُ النَّظر نحوَ آيدِن الشاردِ فِي الطرِيق وَ هُو يقُود، لأقبضَ علَى القِلادة فِي يدِي أحدِّق نحوَ أحرُف اسمِه. 

"لماذَا لَم أقتفِ أثرًا لرجالِ الشُّرطَة بعدمَا صدَع صوتُ طلقةِ الرَّصاص؟ ظننتُهم سيقتحمُون المكَان ليقبضُوا علَى بنجامِين" 

نبستُ أطردُ الهدُوء المُريب مِن بينَنا، بينمَا هُو اتَّكأ بمرفقِه علَى حافةِ النافِذة يعبَث بخصلاتِ شعرِه. 

"لَا أصدِّق أنَّ تلكَ الحيلَة قَد انطَلت عليكِ أيضًا، لكِن ماذَا سأتوقَّع مِن صفيحَة.."

"الحدِيد التِي فِي رأسِك، لَقد حفظتُ تلكَ الجملَة! فلتعثُر علَى غيرِها" 

أردفتُ مكتفةً ساعدَاي أشيحُ ببصرِي عَنه، وَ قَد طرفتُ بعينَاي لضحكَةٍ خافتَة تصدُر مِنه

"لَم يَكن هناكَ رجالُ شرطةٍ فِي الواقِع، كانَ وهمًا لخداعِهم فَحسب" 

"وَهم؟ ماذَا تعنِي؟" 

هُو أوقفَ السيارَة أمامَ الضوءِ الأحمَر ليرخِي رأسَه علَى المِقود، وَ قَد قبضتُ علَى قلادتِي أكثَر لزُرقتيه اللتانِ تُبحرانِ نحوِي حتّى رسَتا علَي تبحثانِ عَن الثّبات.

"تواجدُ سيارةِ شرطَة حولَ المكَان سيثيرُ الرَّهبة فِي نفوسِهم، حينهَا ستكونُ أسلحَتهم وَ كأنهَا مجردُ ألعَابٍ لَا فائدةَ منهَا، لنَقل أنَّ لِيو أخيرًا كانَ لدَيه فائدَة لإقناعِ والدِه بالتواصلِ مَع أحدِ زملائهِ مِن الشرطَة هنَا كَي يركَن سيارَته بالقربِ مِن المبنَى، فعلتُ هذَا كَي نضمنَ أنَّ ذخائرَهم ستبقَى فِي الداخِل وَ لَن تجرُؤ علَى الخُروج مِن الفُوهَة" 

كنتُ أطالِعه فِي شيءٍ مِن الإندهَاش وَ هُو يشرَح لِي. لترتخِي حدقتَاي نحوَه، بينمَا هُو عادَ للقيادَة فيحلُّ الصمتُ بيننَا مجددًا. 

آيدِن.. 

لَا يمكننِي نُكران ذلِك، وَ لكِن دَهاء عقلِه، شدَّة ملاحظتِه حولَ التفاصِيل الدقيقَة التِي قَد لَا تجذِب انتبَاه أحَد، قدرتُه علَى حبكِ الخُطط وَ التَّصرف وَكأنهُ يقرَأ أفكَار الجمِيع. 

أتاراكسياWhere stories live. Discover now