ظرفَان

10.5K 1K 810
                                    

𓆩𔓘𓆪

أكملتُ نزولَ الدَّرَجات أبتسمُ لهَا، أخفِفُ الجوَّ الموتِّر بالنسبةِ لِي، لأقفَ أمامَها نابِسة

"مَساء الخَير، تبدِين مُرهَقة"

"أُوه أجَل، لَدي باقَة الخَريف لهذهِ السَّنة وَ عليَّ تصمِيم مجموعةٍ جيدَة لأجلِ عقدِي مَع شَركَة كَبِيرة، الأمرُ يدعُو للقلقِ نوعًا مَا"

تتحدثُ بِسرعَة، تبتسمُ كثيرًا أثنَاء تهذيبِها لخصلاتِها المَلسَاء. هَل هِي متوترَة؟

"فلترتاحِي أنتِ يَا مارِي، وَ أنَا سَأجهزُ العشَاء بِسرعَة"

أومَأتْ تتوجهُ نحوَ حجرتِها، لأنزلَ نحوَ المطبَخ أفكِّر فيمَا حدَث قبلَ قلِيل.

هَل صعودِي للطابقِ دونَ إذنِها أغضبهَا؟ ماذَا لَو أنَّها تعرفُ بشأنِ آيدِن وَ تخبِّئه لغرضٍ مَا؟ بَل ماذَا لَو لَم تكُن تعلمُ بشأنِه مِن الأَسَاس!

زفرتُ لأشرعَ فِي تقطِيع الخُضر أخرجهُ مِن رأسِي.

لماذَا أصبحَ يستحوذُ تفكيرِي بهذَا الشّكل المزعِج؟

"كَيف كانَ يومكِ عزيزتِي؟"

"كَان جيدًا يَا مارِي، دعِ هذَا عنكِ واجلسِي"

طالعتهَا لأكمِل

"لكِن لنتحدَث كَي يمرَ وقتُ التحضِير بِسرعَة"

هزّت برأسِها تبتسمُ لِي لتتكِئ عَلى المنضدَة، شعرتُ بنظراتِها نحوِي لأعلمَ أنَّها تريدُ قولَ شيءٍ مَا.

"هَل لديكِ الوَقت لتصممِي مجموعةَ الخرِيف؟ ألَن يكونَ هذَا ضغطًا علَيك؟"

"عَلى العَكس، ستكونُ تصمِيماتٍ ليرَوا أعمالِي فَقط، وَ إِن أعجَبهم سأتعاقدُ معهُم بشكلٍ رسمِي"

أومَأتُ فِي غَبطة لأستدِير نحوَها

"جامعتِي ستبدأُ فِي الخَرِيف أيضًا، لَا أستطِيع تصدِيق ذلِك، الوَقتُ كالسَّهم"

"تبدِين متحمِسة لَها"

هززتُ بِرأسِي أزِيح خصلاتِ شعرِي خلفَ أذنِي

"كَانت الجامِعة التِي ارتادَها والدِي، حدثنِي عنهَا كثيرًا، عَن أروِقتهَا وَ خزانَات جوائِزهَا وأشياءَ تذكاريّة، وَ رائِحة الأزهَار فِي ساحتِها"

قضمتُ شفتِي لأبتسمَ أحاوِل منعَها عَن التقوسِ للأسفَل

"لكثرةِ مَا حكَى لِي عَن جامعةِ أكسفُورد يمكننِي أَن أصفهَا لكِ شبرًا شبرًا رغمَ أننِي لَم أدخلهَا فِي حياتِي"

"ربمَا ستختلفُ الآن، يمكنكِ أَن تخبرِي والدكِ كَيف تغَيرت عندمَا تذهبِين"

هذَا صحِيح..

أتاراكسياWhere stories live. Discover now