نارٌ حزينَة

8.8K 1K 1.8K
                                    

𓆩𔓘𓆪

"أظُن أنَّ جعلَ شعركِ كالأموَاج سيُضيف لمسَة أنثوِية أكثرَ لمظهرِك، أَو ربمَا رفعهُ للأعلَى لإبرازِ تقاسيمِ وجهِك؟"

تبسمتُ فِي قلةِ حِيلة لجدِّيةِ مارِي نحوَ هذَا الموضُوع. إننِي واقِفة منذُ نصفِ ساعَة بينمَا هِي تعدِّل الثَّوب مِن الخَصر، يبدُو أننِي فقدتُ وزنًا لَا بأسَ بهِ هذهِ الفَترة.

"الكُحل سيبرزُ لونَ عينيكِ الفيروزِية"

"مارِي، أليسَ مِن الأفضَل لَو وضعنَا أحمرَ الشِّفَاه فقَط؟ عَينَاي لدَيها حساسِية مِن مساحِيق التجمِيل"

"أُوه، فِي النِّهايَة انتِ لَا تحتاجِين إلَيها، الجمَال الطَّبيعِي هُو المُريح للنظرِ أكثَر، الفتَاة لَا تحتَاج إلَى المساحِيق، إنّما المساحِيق مَن تحتَاج إليهَا"

رمَتْ أقلامَ الكُحل وَ فرشَاة الوجهِ فِي الحَقيبَة تستكمِل

"آمُل ألَّا تلهثَ الفَتيات خلفَ هذهِ الشَّعوذَة مستقبلًا"

"قَليلُها لَا يُضر، وَلكِن كثيرُها يطمِس الهوِية"

أومأَتْ لِي لتجمعَ خصلاتِ شعرِي فِي لفائِف، ثمَّ خرجَت لتتأكدَ مِن تشستِر إذَا مَا وضعَ الهدِية فِي السيَارة.

بينمَا أدرتُ نفسِي نحوَ المِرآة أطالِع التّفاصيل التِي أضافتهَا مارِي إلَى مظهرِي، وَ رائِحة زيتٍ برائحةِ العنبَر تفوحُ منِّي، لأتبسَّم أهزُّ برأسِي فِي غيرِ تصدِيق.

إِنَّ مارِي لطِيفة، لَم تتوَقف عَن تجربةِ مستحضراتِها عَلي، شَعرتُ أنَّه ينقصنَا إليانَا فقَط..

ربمَا لَو رَأتني مَا كانَت لتتعرّف علَي، الثّوب الكهرمانِي يعانِق جسدِي بنعومَة، يطوِّق محيطَ خصرِي لتنتشرَ أطرافُه المزركشَة كزهرَة مُتفتِّحة نحوَ الأسفَل ولكِن بشكلٍ مقلُوب، خيوطٌ رقيقَة تلتفُّ حولَ كتفَاي، وقفازاتٌ حريريّة استعارَت لونَ الثّوب تغطِّي يدَاي حتّى مرفقَاي.

لكننِي أرَدت إبقَاء القلادَة حولَ عنقِي مُتخليّة عَن ارتدَاء أيِّ اكسِسواراتٍ أخرَى.

ربمَا لدَينا هذَا الهرمُون بالفِعل، كمَا قَرأت فِي إحدَى المجلاتِ هذَا الأسبُوع، قَام البَاحِثان إدجَر ألِن وَ إدوَارد آلبِرت بإكتِشاف هرمُون الاسترُوجِين المَسؤُول عَن تشكِيل جسدنَا نحنُ الإٍناث وَ مِن أجلِ عمليةِ الإباضَة.

أظُن أنَّ لَه عامِلًا فِي جعلنَا نمِيل لحبِّ التَّزينِ وَ التعطُّر لأبسطِ المناسبَات.

وَ أثنَاء تلمسِي لطرفِ الثّوب مِن الأعلَى، لاحَ لبالِي مَن ينتمِي للطابقِ الثَّالِث. لَم أرَه منذُ أَن خرجتُ مِن حجرتِه البارحَة، ولَا أرِيد رؤيتَه..

أتاراكسياWhere stories live. Discover now