الفصل التاسع والأربعون

247 14 1
                                    


حلمًا وضعت لبنته الأولى انهار أمامها ..

قلب سكنته أول نبضة عشق فاستكثرها عليها القدر واغتاله

عيون أبصرت نور الحياة بعد ظلام دامس ، انقطع عنها كل ضي فبكت حرقة واحتراقًا ..

كانت تقف جوار الباب تحدق في دمائه التي أغرقت المكان حوله بعينين جاحظتين ، يسيل منهم الدمع دون توقف

جسدها يرتعد بشكل مخيف وخطواتها نحوه تترنح بانهيار وتهشم

قلبها يموت في الثانية ألف مرة وعقلها لا يستوعب ما تراه

شعر بها ففتح عينيه بصعوبة ثم أغلقها من جديد وهمس اسمها بتأوه خافت فتت قلبها لمئات القطع .. !

همست اسمه ببكاء مرير فهمهم آل بعينين مغلقتين بألم :

" لا تنـ....ــسيــ....ـنــ...ـي  "

وبكلمته اليتيمة أطلق آل النار على آخر ذرة في ثباتها فخرت كل أسوار فضة ودُك كل كيانها :

" لا لا لا .. لا تتركني .. لا يمكنك تركي الآن ، اين هاتفك ؟!! .. أين ؟!! .. سأطلب النجدة في الحال ، لا تقلق .. لن أتركك "

تهذي بتيه وهي تفتش عن هاتفه بجنون بعد أن نسيت هاتفها وسط الجنون الذي ألم بها إلى أن وجدته فأمسكته بلهفة لكن آل امسك بيدها ثم همس بضعف مزقها :

" لا وقت "

حاولت فضة افلات يدها منه وفشلت ليتبع هو بعينين وامضتين بعشقها :

" Goodbye, my dearest destiny "

( وداعًا يا أجمل قدر )

" لا .. لن تتركني ، ليس بعد أن وجدتك "

تصرخ بها فضة ببكاء حاد وهي تهز جسده بجنون وصوتها يتردد في المكان :

" لن أستطيع الحياة بدونك .. لا تفعل بي هذا ، لا تتركني أنا أحبك أحبـ...... "

انقطعت كلمتها الأخيرة وعيناها تلتقط وجود شيء خاطئ ..

شيء جعلها تنتبه ثم تصمت وتحدق بدموع لا تزال تحرقها !

فآل الذي استسلم جسده لا تزال كفه تقبض على كفها بقوة حتى لا تتصل بالإسعاف .. !

كيف لجسده أن يرتخي دون يده ؟!!

شعرت بتيه شديد وقلبها يرتج بين ضلوعها بجنون وهو ثابت موضعه لا يتحرك انشًا واحدًا ولا يبدي استجابة لأي شيء عدا كفه الذي يقيدها بقبضة لا تلين ..

" يجب أن أتصل بالإسعاف وبِشر في الحال "

هتفت بها كأنها تُحدث نفسها وحاولت أن تحرر كفها لكنها فشلت من جديد فوضعت يدها الأخرى موضع الإصابة على بطنه على حين غفلة وبدأت تفتش بخشونة لتتوقف مبهوتة بعينين متسعتين حين اصطدمت عيناها بعينيه المفتوحتين بمراقبة خبيثة مستمتعة .. !

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now