الفصل الرابع والأربعون

196 9 2
                                    


طرقات على الباب اوجلت قلبها .. ليس خوفًا بقدر ترقبًا !

وكأنها على موعد مع قدرها المحتوم لوضع نقطة نهاية حياتها القديمة ..

تلك النهاية التي ما هي إلا انطلاقتها الحقيقية لحياة أخرى مختلفة تمامًا عن ما سبقتها

وكأنها انقسمت إلى نصفين .. واحده مر عمرها داخل الوادي بكل تقاليده وأحكامه والاخرى هنا في العاصمة ولدت حينما لفظت الأخرى أنفاسها الأخيرة يوم طُردت من بيت عائلتها بسبب غلطة لم تقترفها .. !

حملت حقيبتها ونهضت بخطوات ثابتة ثم فتحت الباب لتعبس بعدها بتعجب حينما وجدت نفسها أمام بِشر الذي كان يطالعها بغضب مكتوم بينما يمرر عينيه على ملابسها وقد أدرك أنها مستعدة للخروج ومع ذلك تمتم يسألها بتهكم :

" إلى اين في مثل هذه الساعة يا ابنة عمتي ؟!! "

ارتبكت فضة بشدة خاصةً ونظرات بِشر توحي بأنه يدرك إجابة سؤاله مسبقًا ..

تراجعت فضة للوراء حينما خطى بِشر للداخل ولا يزال الارتباك يفرض سيطرته عليها بينما همهم بِشر بوجه غير الذي اعتادت عليه منه :

" لم تجيبي سؤالي يا ابنة العامري "

كان وكأنه في أعظم لحظات غضبه ليدق بعدها الباب مرة أخرى فيشحب وجهها وقد أدركت هوية الطارق الذي وصل في موعد خاطئ تمامًا

تخطاها بِشر وفتح الباب بعنف فعبس آل حينما وجده أمامه ثم سأله بوقاحة صرف :

" What are you doing here ?!! "

( ماذا تفعل هنا ؟!!! )

أراد بِشر أن يركله من شدة غضبه لكنه عوضًا عن ذلك هدر بغضب دفين :

" الأولى أن يكون هذا سؤالي "

تخطاه آل للداخل وهو ينظر لفضة الساكنة بارتباك يتفحصها بخفة بينما اتبع بِشر بعصبية تامة :

" ما الذي تفعله في هذا الوقت في منزل ابنة عمتي يا علي ؟!! "

لم يجد أيًا منها الفرصة ليرد إذ أن بِشر استطرد بغضب عاصف :

" دعني انا اخبرك .. لقد جئت لتكمل مسلسل الجنون الذي اتفقتما عليه في ذلك اليوم بالمنزل "

ليتجه بنظراته بعدها نحو فضة التي انسحبت الدماء من وجهها ويسألها من بين أسنانه :

" ألم تطلبي منه رقبة عديم الشرف مقابل الزواج ؟!! "

ثم يتبع بهدير عاصف :

" وانا على يقين من انكِ أنتِ أيضًا من طلبتِ حضوره في هذه الساعة لاصطحابك معه وهو ذاهب لقتله "

اقترب بِشر منها وقد جمدت تعابيره ثم نزع منها حقيبتها على حين غفلة وأخرج منها خنجرها وأكمل وهو يحركه أمام وجهها :

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now