الفصل الثامن والعشرون

192 11 1
                                    


" من سيأتينا الآن ؟!! "

هز عزيز كتفيه بجهل ثم تركها في الغرفة وخرج ليفتح الباب لتتسع عيناه بصدمة أولية ثم يعلو الترقب ملامحه رغمًا عنه وهو ينظر إلى والديه وبدور .. !

الجمته المفاجأة للحظات فتمتم والده بعبوس :

" الن تدعونا للدخول ؟! "

تحرك عزيز على الفور يفسح لهم المجال قائلًا باعتذار مهذب :

" عفوًا يا ابي .. تفضل "

دخلت حليمه أولاً وعانقته باشتياق لا يرحمها منذ رحيله من دار العائلة فبكت قائلة بعتاب هامس :

" هانت عليك امك يا عزيز ؟! .. كل هذه المدة دون أن أراك "

ربت عليها عزيز بصمت وهو يُدخل والده وبدور ليُفاجئ بسمية التي ظهرت أيضًا والتي كان يغطيها جسد والدهم فارع الطول !

ابتسم لها بحنو فاقتربت بدورها تسكن تحت ذراعه الآخر فيما تتمتم بابتسامة خفيفة :

" اشتقت لك يا زيزو "

قبّل عزيز رأسها بينما زجرهم جاد الله بخشونة :

" كفى .. دعوا الرجل يتحرك "

وصل صوت والده المرتفع إلى غالية التي وضعت كفها فوق قلبها بخشية وهي تميز الاصوات تباعًا ليزداد توجسها حين ميزت صوت بدور أيضًا فوضعت يدها على بطنها تتحسسها بخوف سكنها !

استغفرت ربها عدة مرات تدعوه أن يُنزل على قلبها السكينة ثم تحركت بسرعة لتُبدل ملابسها حتى تخرج للترحيب بعائلة زوجها التي أتت دون موعد حتى لا يتخذون تأخرها في الخروج لهم حجة ضدها .

وفي الخارج كان عزيز لا يقل عنها قلقاً وترقبًا ..

فهو ادرى الناس بوالده وتفكيره ويكاد يجزم أنه ما تنازل وأتى إلى هنا الا لأنه عرف بشكل ما أن غالية تحمل الذكر الذي لطالما تمناه بين احشائها !

" اين زوجتك لنبارك لها ؟!! "

تسأله حليمة بعد أن تبادلت نظرة سريعة مع والده فأتاها الرد بصوت غالية التي خرجت من غرفتها بابتسامة شديدة التكلف :

" هنا يا خالة .. مرحبًا بكم "

نهضت حليمه على الفور ثم أطلقت زغرودة عالية وعانقتها فيما تغمغم بنبرة مبتهجة :

" بسم الله ما شاء الله .. الحمل زادك جمالًا يا ابنتي "

ابتسمت لها غالية بتهذيب فرضته على  نفسها ثم سلمت على حماها بقلق خفي ازداد حينما ابتسم في وجهها للمرة الأولى ثم تركزت نظراته على بطنها وغمغم بنبرة لم تسمعها منه قبلًا :

" كيف حال حفيدي ؟!! "

ارتجفت ضحكتها رغمًا عنها ثم همست بحياء :

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now