الفصل التاسع والعشرون

177 15 1
                                    


عاد باكرًا ..

للمرة الأولى يفعلها .. ولأجلها فقط !

لا يدري ما أصابه ..

شعور مبهم يسحبه إليها وهو لم يعد بقادر على مجابهته

شعور أقرب للسحر ألقى غلالته عليه فجذبه جذبًا إلى هنا

إلى بيته .. حيث عتبتها !

وهو أعلن خضوعه لسطوة ما يتملكه

رغم غرابته ، رغم استحالته .. ورغم جنونه !

للحظة تساءل .. وماذا عن صاحبة الخفقة الأولى ؟!!

فداء ..

أكانت وهمًا أم صورة جميلة تمنى القرب منها ؟!

والإجابة تجلت في كلمتين .. كانت حُلمًا !

حلمًا لم يكتمل واستيقظ منه

حلمًا كره واقعه لأجله ..

حلمًا جميلًا طاهرًا لكنه استيقظ منه وبدأ يبهت مع مرور الوقت

أما ( صاحبة الواقع ) فهي من نُقشت على صلابة أرضه

هي من خبأها وراء ظهره حين اشتدت عليهم الأيام رغم كل الموانع بينهما .. !

وهي من عاد إليها الآن لأجل أن يخبرها أنه آمن أن لا مفر منها إلا بين ذراعيها

" ليث "

تناديه والدته فيغمغم دون تركيز وهو يكمل طريقه نحو هدفه :

" فيما بعد يا أماه "

ثم يصل أخيرًا إلى غايته ( عتبتها ) ..

يفتح الباب بعنف ما يختلج بصدره لكن ما رآه جعل صدره ينقبض !

" ماذا تفعلين ؟!! "

يسألها دون حاجة لسؤال ..

" ماذا حدث ؟؟! .. لما تجمعين ثيابك ؟!! "

أخافت قربه في الصباح ؟!!

لا ، مستحيل .. لقد لوحت له بقرب أكثر !

لم تجيب ولم تتوقف عن جمع ملابسها ودموعها تنزل مدرارًا على وجنتيها فيمسك ليث بمرفقها وصوته يخرج خشنًا ، غاضبًا منها ولها :

" أنا اتحدث معك ، لما تجمعين ثيابك ؟!! "

جذبت مرفقها منه وهدرت بصوت جريح :

" أخلي لك المكان "

قطب ليث بعدم فهم تجلى في سؤاله :

" ماذا تقصدين ؟!! "

تزداد حدة بكائها وتهمهم لنفسها بصوت وصل له وهي تلقي ثيابها داخل الحقيبة بسخط وانفعال :

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now