الفصل الثاني عشر

210 14 1
                                    

يتنهد بفورة عشق سترديه قتيلًا وعيناه تلتهم كل خلية فيها بلا تحفظ ..
يقسم أن قلبه انخلع من موضعه في اللحظة التي هلت عليه فيها بثوبها الذي لم يرى له مثيلًا من قبل !
كانت مبهرة بكل المقاييس بوجهها الذي ازدادت فتنته بلمسات جمالية محترفة لكنها شديدة النعومة والرقة وكأن المزينة قد قررت إبراز مواضع جمالها فقط دون إضافات ..!
اما ثوبها فكان غاية في البساطة والأناقة في آن واحد ، مغزول من حرير ناصع البياض منتفخ من عند منطقة الأكتاف وبه حزام رفيع مرصع بخيوط ذهبيه يحدد خصرها لينسدل بعدها على جسدها الاهيف بنعومة تغوي القديس وتعد بالجنة ..
أما وشاحها فالتف حول وجهها برقة وتزينت جبهتها بقطعة حلي من الذهب الأبيض فبدت وكأنها سلطانة من عصر قديم .
اصابعه سرحت وتشابكت بأصابعها المرتجفة ثم التصقت هناك وكأن هذا موضعها منذ الأزل
ابتسامته الهائمة لا تفارق ثغره وقلبه يعد الثواني حتى يصلا إلى بيتهم ويختلي بها .. !
بهية ، فاتنة ، مليحة
لا كلمة تفي حق جمالها وتصفه .. !
يراها كأجمل ما خلق الله على الارض
قديمًا شبهها بنجمة شديدة الجمال .. شديدة البُعد
تضوي في السماء وتزينها ، تدير الأنظار لكنها بعيدة المنال !
والآن النجمة أصبحت ملكه ، تزين أرضه وسماءه
تلمع في دنياه وعالمه
تخطف أنظاره وتسلب لبه وهي تجلس جواره في سيارته بخفر وحياء ،ولا تجرؤ على التطلع في وجهه ..
" ست الحُسن "
همسته شديدة الخفوت والحرارة جعلتها تتشنج في جلستها فربت على كفها محاولًا بث الطمأنينة في قلبها ثم ألقى نظرة عابرة على ابن عمه الذي يقود بهم السيارة نحو منزلهم فيجده متصنعًا التركيز على الطريق ويكبت ضحكة ماكرة تحاربه للظهور علنًا فآثر الصمت لما بقي من الطريق حتى لا يحرجها بلهفته المفضوحة أكثر من ذلك لتمر عدة دقائق ثم يصلا أخيرًا
استقبلتهما كلًا من حليمه وسمية وزينب بالزغاريد ليلتفا حول البيت ثم يصعدا الدرج الخاص الموصل إلى شقتهما في الدور الثاني من منزل عائلته وسط التهليلات التي لا تنتهي .
فتح عزيز الباب ثم أفسح لها الطريق فسمت الله ودخلت بخطوات مترددة لتشهق بصدمة حينما حملها عزيز بشكل مفاجئ وهو يغمغم بشقاوة :
" سأحقق كل خيالاتي واحلامي المراهقة معك بدءًا من الليلة "
تشبثت به غالية بخوف ووجهها قد تلون بحمرة شديدة لتهمس بحياء وخجل :
" انزلني يا عزيز ، ارجوك "
جسده يرتعش وهو يشعر بها أخيرًا بين ذراعيه ويهمهم بتوق وهو ينظر إلى رأسها التي تعلو قلبه بإنشات بسيطة :
" ارجوكِ أنتِ اتركي لي حرية الغرق بكِ ، أنتِ لا تعلمين شيئًا يا غالية .. والله لا تعلمين "
تسارعت وتيرة أنفاسها وارتبكت بين ذراعيه فأنزلها أخيرًا أمام باب غرفتهما وعيناه تتأمل تفاصيلها بافتتان جلي ليمسك بعدها بوجهها بين كفيه يتطلع إليها بعينين تلمعان بألق هامسًا ببيت شعر قد قرأه فيما مضى فذكره بها والتصق بذاكرته فيما بعد :

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now