الفصل السادس والعشرون

209 11 1
                                    


( بعد ثلاثة أشهر )

يقف في شرفة شقته الجديدة التي اختارها تقع في منتصف العاصمة عمدًا حتى يضمن توافر كل وسائل الأمان التي قد يحتاج إليها في أي وقت ..

يراقب حركة الطريق الهادئة نوعًا ما في هذا الوقت من الصباح وهو يرتشف قهوته بتلذذ واستمتاع ..

لحظات ورن هاتفه برقم بِشر فاستقبل المكالمة قائلًا بعجب :

" أنت مبكر هذا الصباح ! "

أجابه بِشر بصوت لا يزال ناعسًا وصوت الهواء القوي الذي يصله يخبره أنه يقود سيارته :

" لدي طلبية كبيرة اليوم لحفل زفاف ضخم ويجب أن أبدأ يومي باكرًا "

أصدر آل همهمة متفهمة بينما سأله بِشر بعدم تركيز :

" اليوم خالتي هي من ستعتني بليندا صحيح ؟!! "

اعتلت ابتسامة خفيفة شفتي آل عند ذكر خالته ثم اجابه :

" نعم ، دقائق ونتحرك "

" حسنًا .. إذا احتجت شيء أبلغني .. سلام "

أنهى آل المكالمة الصباحية التي أصبحت معتادة بينهما منذ أن خرجت ليندا من المستشفى بعد تحسن حالتها ثم تحرك ليحضّر حقيبة طفلته حتى يوصلها إلى بيت خالته التي تعتني بها وقت الصباح بعد أن عاد إلى عمله السابق في المكتبة كمترجم رغم محاولات بِشر معه في توفير عمل يناسبه بمرتب افضل لكنه لم يرغب في الدخول في معمعة الاختلاط مع الناس بعد ..

فهو ليس اجتماعيا بالقدر الذي يجعله يتحمل وجود غرباء حوله يتعامل معهم معظم الوقت والمكتبة التي يعمل بها توفر له الهدوء والخصوصية التي تمكنه من العمل دون إزعاج أو تطفل من أحد .

بدأ يرتب اغراض ليندا داخل الحقيبة ولا يعلم لما ناوشته رغبة خفية في مشاغبة سيلفر اليوم وهو الذي لم يراها منذ فترة طويلة نسبيًا !

مط شفتيه بإحباط مفتعل ومشاغبة تلبسته وهو يستعيد أحداث تلك الليلة التي أتاه فيها بِشر بملامح نال منها الغضب ثم هتف به أنه حذره من الاقتراب منها أو التواصل معها من جديد .. !

ورغم تفاجأه من سرعتها في الوشاية به عند بِشر إلا أنه لم يجد الفرصة ليتحدث أو حتى ليبرر إذ ظهرت سندس من تحت الأرض وكأنها قد لحقت بزوجها وهتفت هي بالنيابة عنه بينما اتخذ آل موضع المتفرج :

" وأنت ما الذي يضايقك في الأمر تحديدًا حتى تترك كل شيء ورائك وتهرول إلى هنا لتتشاجر معه ؟! "

وقتها صُدم بِشر من تتبع سندس له والتي كانت موجودة معه على الأغلب في وقت اتصال فضة به ثم تحول الأمر من بداية شجار بين أخوين إلى شجار غيرة بين رجل وزوجته راقبه آل دون رغبة في التدخل !

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now