57

8.3K 612 300
                                    

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。


رائحة الفانيليا المتجانسة مع خشب الصندل المنبعثة من جونغكوك كانتا واضحتان لأنف الأكبر الذي كان يرغب في انهاء تقرابهما فهو يستشعر باسترخاء المحرج بين ذراعيه وانفاسه التي تضرب في عنقه يستشعر بها الكاتب رغبة الاخر به هذه اللحظة.

تايهيونغ لطالما كان صريحاً مع نفسه واعتقد انه بسبب تلك الفواجع التي عاشها في عمره المبكر سببت له مشاكل نفسية وايضاً جنسية فهو لم يستثار يوماً بسبب أي شخص ولكنه الان يرغب وبشدة بهذا الظريف القابع بين احضانه وذلك شيء اخافه جداً.

تجاهل الأكبر احتياج كلاهما للأخر ليبعد الأصغر عنه ويجعله يجلس على السرير ليمسح على رأسه برقة "ارتدي ملابس ثقيلة فالجو بالخارج عاصف ممطر ولا ارغب بأن تمرض" قال ذلك بهدوء بينما لا ينظر في عيناه ليغادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه ليقضم شفتاه بخفة متجاهلاً كل المشاعر التي تجتاحه.

فتح الكاتب باب غرفته ليغلقه بالقفل ويخرج له ملابس عشوائية القاها فوق سريره ليجرد بدنه عن ملابسه ليفتح صنبور المياه الباردة للتساقط على جسده فلربما تطفئ تلك الرغبة التي للمرة الأولى اجتاحته ويعلم انها لم تكن وليد لحظة عشوائية فتلك الروائح لطالما كانت محيطة به ورأى العديد من الأشخاص الذي يتوددون له ولم يحركوا منه مقدار شعره بينما جونغكوك قام ببعثرته بالكامل في حين غفلة دون أي رحمة.

قضم شفتاه بخفة من يفكر بجدية بعلاقته مع الأصغر فهو مميز له منذ البداية كـ ابن ورغم ذلك لم يكن يستلطف ملامساتهما ولكنه منذ ان قرأ قائمته اللطيفة وهو اصبح متساهل معه لدرجة انه اصبح لا يزعجه تشابك الايادي معه وحتى تلك القبل التي كانت ثقيلة جداً عليه لم تعد كما كانت بل هو يجدها عادية وحتى النوم سوياً اصبح من المسلمات له وهنا كانت الصدمة له ليضع يده على ثغره من هول المفاجئة.

"انا قبلت جبينه وعانقته بكل بساطة منذ قليل" همس بذلك من اغلق الماء ليسير في دورة المياه ذهاباً واياباً بينما يفكر بجدية بحل لما يحدث فهو لم يعد ينظر للعاشق الصغير كـ ابن له و لا يجده من المنصف ان يدعي عدم معرفته بما يحدث له فذلك سيكون جارحاً لمن كان صادق وصريح معه.

تنهيدة عميقة صدرت ممن علم انه مثلما احتوى جونغكوك ومنحه كل ما يحتاجه فالاصغر ايضاً احتواه ومنحه المحبة واغرقه بالاهتمام ولد لديه تلك المشاعر التي يستطيع تايهيونغ معرفة انها كل مايحتاجه ليشعر بالسعادة ويسعد الاخر.

ما ان غادر الأكبر الغرفة استلقى المحب له على السرير ليتكور على ذاته للتساقط الدموع من عيناه فهو علم ان الكاتب علم بمدى احتياجه له لذلك قطع قربهما وكأنه حل بذلك المشكلة ولكنه مخطئ فجونغكوك لازال جسده مشتعلاً "هو اخبرني ان انتظره أي انه لا ينفر مني" همس بذلك من كانت تنهمر دموعه وتغرق وجهه ليطمئن نفسه وان الكاتب لا يشعر بالاشمئزاز منه بسبب ما حدث له والذي يعرفه.

بينما كان ذو التاسعة عشر عام يهدئ نفسه سقط نائماً وسط همساته لذاته وتذكيرها بمدى اهتمام الاخر به وان الامر مجرد وقت وعليه تحمله وعندما استيقظ علم ان كلماته صحيحة فوجد نفسه مستلقي بطريقة صحيحة على السرير ومغطى بالغطاء جيداً وجهاز التدفئة مفتوح لأجله وتلك الأفعال كانت كفيلة بامتصاص حزنه وجلب البسمة على شفتاه.

بدل المحب روب استحمامه بـ بنطال قطني رمادي اللون وبلوفر ابيض لينظر لخارج غرفته وكان الليل قد حل والجو لازال سيئاً وعندما امسك بهاتفه علم ان وقت العشاء قد حل ولابد ان الأكبر ينتظره على مائدة الطعام لينزل للأسفل ويراه حقاً يجلس امام الجزء الزجاجي من غرفة المعيشة ويتأمل الخارج ليبتسم عندما التقت عينهما لتعد المائدة ليتناولان العشاء بهدوء.

عندما انتهيا من تناول الطعام بصمت استقام من غسل يداه ليعد كوب القهوة للأكبر ويطلب من الخادمة ان تذهب به له فهو يجب ان يمنحه المساحة وينتظره دون الضغط عليه نفسياً فهو اصبح يعلم ان الكاتب عانى بطفولته من والدته ولا يرغب بأن يكون سبباً بـ الأذية له .

ليصعد للأعلى ويخفف الإضاءة بغرفته ليمسك بكتاب تايهيونغ الذي وقعه له الليلة الماضية ليجلس على الاريكة المريحة التي بجوار الباب الزجاجي الذي يغلق به شرفته ليبدأ بقراءة الرواية التي يحفظها عن ظهر قلب والتي تكون احب الروايات لقلبه فهو لطالما احب شخصية الايرل الظريف القوية ولو كان يعلم ان اثناء كتابة الأكبر لتلك الرواية اخطأ بكتابة البطل العديد من المرات ووضعه باسمه جونغكوك.

لم تكن سوى ساعة من الزمن عندما اخترقت خلوة الأصغر ليسمع صوت فتح باب الغرفة ليرى احب البشر له يرتدي بجامته كحلية اللون لتلقي عيناهما ليغلق الباب بالقفل "لما لم تنم بعد؟" سأل الأكبر من لازال ممسكاً بالكتاب بين يداه ليتحدث بصوت منخفض "لإني ارغب بقراءة الرواية".

همهم بتفهم من استلقى على السرير ليضع هاتفه على المنضدة بجواره ليدفن رأسه بالوسادة ليمسح بيده على الوسادة الأخرى "اكمل قراءتك هنا" قال ذلك تايهيونغ لمن شعر بالارتباك ففي احدى روايات الكاتب كان زوج محب لزوجه لا يستطيع النوم سوى بجوار زوجه الذي كان يقرأ الكتب في وقت متأخر بينما الاخر نائم بجواره وكم انتحب بعقله بذلك الشأن.

لم تكن سوى دقيقة ليتجاهل جونغكوك أفكاره ليمتثل لكلمات الأكبر الذي خلال دقائق سقط نائماً ليشعر المحب بتأنيب الضمير ليغلق الإضاءة فحبيبه يعمل بجهد ليل نهار لأجل توفير لهما حياة رائعة ومن غير المنصفة ان لاينام بهناء.

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

انتهى

جاري كتابة البارت التالي ~

Still on Fire | VK (مكتملة)Where stories live. Discover now