25

10.1K 700 210
                                    

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

وضع الكاتب كوب قهوته على مكتبه وقبل ان يجلس طرق الباب من قبل الصغير الذي طلب منه ان يبقى في مكتبه بصمت وان لايزعجه وهو لم يرفض طلب ذو العينان اللامعتان رغم عدم محبته لوجود شخص لديه وقت كتابته.

دخل جونغكوك ليجلس على الاريكة وبيده تلك الرواية التي منعه عنها الأكبر حتى دخوله الجامعة فهي التي تقتبس قصة دار الايتام التي عاش بها الصغير .

صوت الموسيقى الكلاسيكية يملأ المكتب ولايوجد لصوت اخر سوى لوحة المفاتيح التي يضغط عليها تايهيونغ لينسج احداث قصته الجديدة والتي تدعى حياة سعيدة ولكنه لايستطيع التركيز جيداً فهو قلق على من يقرأ بجدية روايته كيف لا وهو يعلم انها سوف تأذيه نفسياً ولذلك منعه عنها واعتقد انه في المستقبل سيفقد شغفة بشأن قراءتها ولكنه كان مخطئ.

ابتسامة سعيدة ارتسمت على شفتين جونغكوك الذي انهى التحفة الفنية التي بين يديه لينظر بعينان الكاتب "شكراً لأظهار حقيقة ذلك الجحيم للعلن وايضاً شكراً لإنك اخترعت شخصية أدواردو فهو جسد مشاعري كشخص ناجي من تلك المعاناة".

همهم من ضميره يؤنبه فلم يعتقد عند كتابة الرواية انها ستقع بيد احد الأشخاص الذي عاشوا في تلك المأساة "هل بإمكانك التوقيع لي أيها الكاتب العظيم على نسختي؟" اخذ الأكبر الرواية من يد ابنه ليوقع له في الصفحة الأولى "انها النسخة الوحيدة الموقعة لهذي الرواية في العالم".

قال ذلك من قدم الرواية للأصغر لكن بدلاً من اخذها هو امسك بها بيد تايهيونغ لينحي ويقبل ظاهر يده "شكراً لإنك تهتم بما يحدث لي حتى قبل معرفتك لي" دمعة سقطت من عينان الفتى اليافع ليمسح الأكبر على شعره بيده الحرة بلطف " لا استحق الشكر فتلك الرواية كتبتها لأنني كنت املك ذات مشاعر البطل ولو لم اخرج مشاعري بالكتابة لا اعلم ما الذي كان سيحدث فجميعنا انا وانت ضحايا جونغكوك ولم يرحمنا البشر بغض النظر عن مدى معاناة كل منا".

تلك الكلمات جعلت النوم لا يزور جونغكوك الذي كان يفكر بمعنى كلمات الأكبر ولم يتردد بقراءة الرواية للمرة الثانية ولم يفهم شيئاً فالرجل العظيم يملك المال والعلم والمكانة و لا يعلم ما الذي قد يوصل تايهيونغ ليرغب بأن يكون مجرماً يقتل ويعذب الاخرين دون رحمة او عطف فهو يعرف انه افضل بشر في هذه الحياة فيكفي انه انقذه وامسك بيده دون تردد ما أن علم بما يحدث له ولكن ما لا يعلمه الصغير الذي نام مع شروق الشمس ان حياة الأكبر كانت مؤلمة اكثر مما قد يعتقده هو.

فكيم تايهيونغ كان الابن المكروه من كل والديه ولم تقتصر معانته على ذلك بل بدأت بعد انفصالهما فكل منهما كان يلقيه على الاخر تارةً يعيش في إيطالية برفقة والدته التي ترغب بالتمتع بحياتها وتارةً يعيش مع والده في كوريا بقصر عائلة ابيه والذي لا يملك دقيقة من يومه يضيعها عليه ويسأله هل يحتاج شيئاً او حتى عن حاله بل من كان يسأل عنه هو عمه الشاب الذي كان يأتي كل نصف سنة لمدة أسبوع للزيارة.

تايهيونغ تعلم ان يهتم بنفسه بنفسه وانطوى داخل قوقعته الصغيرة وعالمه غير مهتم بمن يحيطون به فلا يوجد من سيحبه وهو تأكد من ذلك عندما تزوجت والدته واخبرته ان يعيش كل حياته برفقة والده وانها لا ترغب برؤيته مرة أخرى وبمعرفة أباه بزيجة أمه بدأ جحيمه الحقيقي والذي كان كثيراً على طفل بريء بالتاسعة من عمره ان يعيشه.

لطالما كان تايهيونغ من الأطفال الهادئين لألى يسبب المشاكل للأخرين فهو يعلم انه لا يوجد أي شخص يرغب به بحياته حتى جده الذي يبتاع له الحلوى يبتسم له شفقة بسبب ان والديه القيا به لديه ، القصر ممتلئ بكل اعمامه وعائلتهم الذي يهمشون وجوده وكأنه غير مرئي لأحد منهم بل يتجاهلونه حتى في أعياد الميلاد والمناسبات السارة وهو بمرور الأيام نسي حتى أسمائهم رغم انه يتناول وجبات طعامه معهم يومياً على ذات المائدة الضخمة.

نفث الدخان بين شفتيه من تذكر من أي نقطة بدأت حياته بالانهيار ولكنه علم انها منهارة منذ ان خلق ولكن زواج والده هو من جعلها تصل للقاع بلا حدود ووالدته أكملت المتبقي بكل انانية لتوصله للتدمير النفسي لأقصى مرحلة دون التفكير بحقيقة انه مجرد طفل يرغب بمن يبتسم له بلطف ويمسح على رأسه ويخبره انه يستطيع الاعتماد عليه ومن فعل له ذلك كان بعد حدوث الاغتصاب الجماعي المتكرر له.

وليته لم يوهم الطفل الصغير انه هو موجود لأجله فما فعله امام عينيه جعله يقتل كل شيء بداخله كيف لا وهو رأى ذات ما حصل له يحصل لجميع من أذوه ومن ثم جعل النار تلتهم أجسادهم المنتهكة واحرقهم دون رحمة بينما عيني تايهيونغ ترى كل ذلك واذناه سمعت كل توسلاتهم للمغفرة وطلب النجدة.

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

انتهى


Still on Fire | VK (مكتملة)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt