5

14K 887 300
                                    

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。


لم يرغب الكاتب في ان يفقد الصغير شهيته لطعام الإفطار لذلك انتظر حتى انتهيا من تناول الطعام ليطلب من جونغكوك الجلوس على الاريكة الموجودة في غرفة المعيشة ليجلس في اريكة أخرى ويضع كوب قهوته امامه.

"هنالك العديد من الأسئلة عنك والتي احتاج لمعرفة اجوبتها" اومئ الخادم الذي كان ينظر لكم بلوفره الأسود "اولاً لما لا يتم دفع المال لك مقابل عملك؟" خرج صوت جونغكوك ضعيفاً "المقابل الذي احصل عليه ليس المال، بل الطعام وسرير لأنام عليه".

اتسعت عينان تايهيونغ من هول ما يسمعه فالطعام والسرير للنوم عليه هو من حق أي خادم يعيش في القصر!

"ذلك أحد حقوقك كعامل في القصر وليس مقابل لعملك جونغكوك!"الغضب كان واضحاً في صوت الكاتب رغم تحدثه بهدوء مع الفتى الذي نفى برأسه "انا لا توجد لي حقوق" همس المراهق بذلك ليقضم الكاتب شفتيه محاولاً تمالك نفسه.

"جميع البشر لهم حقوق وانت لست استثناء" نفى المراهق برأسه "انا تم شرائي كعبد واهدئي لسيد ذلك القصر كهدية لميلاده الواحد والستون" الكاتب الروائي فقد القدرة على الحديث من هول ما يسمعه ولم يستوعب ان عينيه أخرجت مائها لتتساقط دموعه فما ينطق به جونغكوك غير معقول.

مسح الشاب كيم دموعه التي لم يلاحظها الفتى الذي لم يزل نظره عن كفي يديه "انت كنت تعاني منذ سبعة سنوات دون ان يساعدك أحدهم!" سقطت دمعة من عين جونغكوك ليمسحها لتسقط اخريات ليتحدث بصوته الهامس "لم يساعدني أي شخص قبل حتى ان يحدث ذلك لي".

"أين والديك جونغكوك؟"سأل الكاتب ليرفع المراهق كتفيه بخفه ليجيبه بالحقيقة "لا اعلم ولم اعد اهتم بأن اعلم فأنا لم أرى أي منهما في حياتي".

 تنهد تايهيونغ بعمق ليسأل سؤاله الأخير ليتأكد ان كانت ظنونه في محلها ام أنه مجرد واهم زينها له عقله "هل دار الايتام التي كنت بها تدعى أرض السعادة؟" ارتفعت عين الفتى عن يديه حال سماعه لما نطق به الأكبر ليكون بينهما اول اتصال بصري "كيف علمت؟".

لم يتردد الشاب كيم قبل ان يأخذ الغطاء القريب منه ليجلس قرب المراهق ليضعه عليه بالكامل ليحتضنه بإحكام "انت الان في أمان وانا لن اسمح لأن يمسك أي سوء "رغم ارتعاش جسد الصغير الا انه كان يحتاج بالشعور بتعاطف أحدهم معه.

جونغكوك منذ ان كان طفلاً لم يهتم أي شخص بالتعاطف معه سواء كيتيم ام طفل صغير او عبد تم سلبه حريته دون ارادته، لم يقترب منه أي شخص بنية حسنة لطالما كان البشر سيئون معه دون ان يعلم ما هو السبب.

غرق الكاتب في أفكاره بخصوص دار الايتام التي كان بها الفتى فهو يعلم انها كانت تقدم الأطفال كـ تضحيات لطائفة متطرفة دينياً ليمارسوا أسوأ الأمور بهم قبل قتلهم بطرق بشعة وكانت المورد الأساسي للسوق السوداء في بيع الأطفال.

تلك الدار من شدة فظاعة افعالها أجرى الكاتب بحثاً عنها منذ سنوات ليكتب احدى رواياته بناء على احداثها وكيف ان الناجي الوحيد منها كبر ليكون مجرماً معادياً للمجتمع الذي تخلى عنه وعن جميع أطفال دار الايتام وذلك ما لن يسمح ان يكون مصير جونغكوك فهو سوف يمنحه البيئة الملائمة ليكبر ويكون شخصاً صالحاً وعلى النقيض التام من بطل روايته أدواردو.

لطالما اعتقد الشاب كيم انه لن يرى في حياته شخص عانى أكثر منه، ولكنه بات يعلم ان معناته الضخمة لا شيء امام ما رأه الفتى الصغير النائم بين ذرعيه بسلام والذي بالتأكيد كان ينتظر ان يساعده أحدهم.

وضع الكاتب الفتى المراهق بهدوء على الاريكة ليقف ليلقي قهوته التي لا يعرف حتى ما هو مذاقها في حوض الغسيل ليتنهد بعمق فهو يعلم جيداً انه أحسن عملاً بعدم ترك الفتى الصغير في ذلك القصر .

فهو ايضاً كان يرغب في ان ينقذه احدهم من ذلك الجحيم ولكنه لا يعلم حتى كيف سوف يعتني به فهو بالتأكيد لا يوجد لديه أي أوراق ثبوتيه كالهوية الوطنية فلو كان لديه لم يكن سوف يكتب ان جميع أطفال تلك الدار ماتوا جراء حريق ضخم بعد اكتشاف حقيقة أفعال المسؤولين بها.

"هو حتى لم يحضَ بالتعليم اللائق والذي يكون حق لكل طفل!" همس لنفسه من يرتكز على طاولة المطبخ بينما ينظر لمن ينام بسلام على الاريكة ليتنهد الشاب البالغ فهو يجب ان يفعل له كل شيء لم يفعل له منذ البداية ليملك حياة يستطيع بها ان يبتسم ذات يوم ويكون فخوراً بذاته وإنجازاته.

الكاتب تلك الليلة قرر البحث عن كل الأمور التي يحتاج معرفتها ليعتني بالفتى الذي يصغره بسبعة عشر سنة، ولم ينسى ان يبحث عن طريقة التبني الصحيحة في البلاد حالياً فهو يحتاج لان يكون وصياً على الأصغر ليمنحه المعيشة المناسبة ويستطيع أخذه معه لإيطاليا عندما يغادر فهو خلال أشهر سيغادر وبالتأكيد لن يتركه خلفه بكل انانية.

"نحن نحتاج لتحدث بكل صراحة عن افكارنا سوياً" تحدث الكاتب بكل جدية للفتى الذي يجلس في مكتب الرجل الزجاجي بتوتر فهو لا يعلم هل أخطأ في شيء ما وقرر الأكبر التخلص منه بإعادته للقصر مرة أخرى.

"انا ارغب في منحك كنيتي لتكون ابني في التبني فهل ترغب بذلك؟" ارتفعت عينان المراهق عن كفيه لينظر للكاتب مباشرةً، لطالما تمنى جونغكوك سماع تلك الكلمات منذ ان كان طفلاً تمنى ان يتم تبنيه وان تصبح له عائلة سعيدة تحبه وتمنحه كل ما يفتقده واعتقد انه لن يحصل على شخص قد يرغب به كـ ابن له بعد كل ما حدث له فهو مدنس.

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

انتهى

Still on Fire | VK (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن