38

8.5K 605 301
                                    


。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。


القى الكاتب بجسده على سريره ليدفن وجهه في وسادته ليصرخ بداخلها "انا لا اعلم ماذا افعل!" هو استمر بتكرار تلك الجملة بصوته المكتوم داخل الوسادة والدموع تتساقط من عيناه كيف لا وهو يرى نفسه حقيراً بالتعدي على ابنه وعائلته الوحيدة بتلك الطريقة.

التفكير اغرق من تذكر ان جدول جونغكوك لليوم قصير أي انه سيعود للمنزل بعد ساعتان ونصف ، استقام من رغب بالنوم ليجرد جسده عن ملابسه ليأخذ حمام دافئ املاً ان يريح قلبه مثلما اراح عضلاته المتشنجة من الكتابة.

لم يهتم تايهيونغ بـ أرتدى منشفة او روب استحمام بل اخذ منشفة شعره ليجففه فقط بينما يسير لغرفة ملابسه عاري البدن ،اخرج لنفسه طقم اسود حداداً على حياة جونغكوك التي تدمرت بفضله هو ، ليرتديه ويأخذ محفظته وحبوبه المنومة وهاتفه ليرسل للأصغر انه لديه عمل عاجل ولا يعلم متى سيعود للمنزل وان لا ينتظره على أي وجبة طعام لليوم.

اخذ تايهونغ مفتاح السيارة من السائق ليقودها هو بنفسه فقلقه من ان يسأل الأصغر الموظف ويخبره انه اوصله لفندق او يترك حل واجباته ويحلل سبب ذهابه للفندق تنهد بعمق من اخذ مفتاح غرفته ليلقي سترته على الاريكة ويخلع قميصه ليسكب لنفسه كوب من الماء يبتلع به حبة المنوم فهو لو سمع صوت والدته اثناء نومه قد يذهب ويقتلها فهي بعيناه احدى الأسباب الرئيسية لتدمير حياة جونغكوك فلو عاملته جيداً واحتوته لما فشل بواجبه الابوي اتجاه الأصغر.

عبست شفتين من يقرأ رسالة مالك قلبه له فهو كان يرغب في ان يذهبان لموعد اليوم لكن مخططه فشل بالكامل ليسأل أصدقائه اين سيذهبون بعد الجامعة والذين قرروا زيارة مقهى جديد ، احب الطالب الجامعي أجواء المكان وكذلك مذاق قهوتهم ورائحتها ليقرر انه سيأخذ الكاتب الفاتن لهنا في الغد ليتناولا الإفطار سوياً بهذا المكان والتفكير بذلك جعل الحمرة تتسلل لخدينه تحت نظرات أصدقائه المتعجبة.

"هل كوب القهوة جعلك تحلق في أفكار قذرة جونغكوك؟"سأل مايكل لمن رمقه بحدة فهو بتر خياله الجميل برفقة الأكبر "انا لست انت" قال ذلك بعد ان رفع كتفيه بخفة لمن يحب مدى وقاحة صديقه.

حاولت جيني تلطيف الجو العام لتتحدث عن والدها وحبيبته وعن حقيقة جو السعادة المحيط بأبيها وكأنه عاد بعمره لسنوات للخلف بينما يستمع جونغكوك للهراء التي تقوله كان يسخر بداخله منها فبعد بضعة أسابيع سوف تبدأ بكرهه سعادة والدها عندما تدمر حبيبته حياتها.

قبل مغادرة العاشق الصغير المقهى طلب لفائف القرفة ذات الرائحة الجميلة والغنية بالفانيلا والتي طلب إضافة قطع من الفراولة عليها فهو يجدها مناسبة لكوب قهوة محبوبه الوسيم وعند سؤال أصدقائه عن سبب شراءه لها تحدث بكل صراحة "لأني ارغب بأن يذوق طعمها والدي".

تلك الكلمات كانت كفيلة بسخريتهم من تعلقه بأبيه ولكنه لم يهتم بما يقولونه حتى جيني التافهة بنظره والتي والدها هجرها في تفكيره "بالتأكيد سوف اتعلق به وافخر به فهو افضل رجل في العالم ولن يرتبط بـ امرأة ويستعيد شبابه معها ويهجرني خلفه".

لم يهتم جونغكوك بالدموع التي تجمعت في عينان حبيبة صديقه او نظراتهم له فهم لا شيء سوى اشخاص يضيع وقته معهم ، وضع بحرص شديد صندوق الحلوى في الصندوق الخلفي لدراجته النارية ليرتدي خوذته ويذهب لمنزله الجميل.

ابتسامة سعيدة ارتسمت على ثغر من أوقف دراجته النارية في مكانها المخصص ليرى السائق موجود ولكن السيارة ليست موجودة خلع خوذته واخرج صندوق الحلوى ليضعها في الثلاجة حتى قدوم مالك قلبه المثالي.

"لما لم تقدها انت؟" سأل جونغكوك بجدية السائق قاصداً السيارة غير الموجودة في مكانها والذي نفى برأسه "اين ذهب؟" نفى الرجل برأسه مرة أخرى ليشعل غضب السيد الصغير الذي دخل للمنزل ليتذكر كلمات جيني ان جميع الإباء الجيدين يستحقون ان يكافئون على مجهوداتهم التي بذلوها لتربية أطفالهم لينفي برأسه "انها حمقاء تافهة هو لي فقط".

قال ذلك لنفسه من أتت شحنته لمعطرات المنزل ذات روائح الفانيلا مع شتى أنواع الازهار وخشب الصندل ليختار اجملهم ويقوم بتعطير مكتب الأكبر ويستبدل الشمعة التي به بأخرى اشتراها هو ويجد ان رائحتها ظريفة.

حل جونغكوك واجباته وتناول عشاءه واستحم ليرتدي بجامته ولم يعد تايهيونغ للمنزل بعد وذلك يقلقه وعندما اتصل على هاتفه وجده مغلق لذلك نزل السلالم ركضاً ليذهب للسائق "اقسم انك لا تعرف اين هو!" ولم يتردد الرجل بأن يقسم لسيده الصغير الغاضب الذي كان يقضم شفتيه ويسير في المنزل ذهاباً واياباً بينما ينتظر مالك قلبه فالساعة تشير لمنتصف الليل.

بينما الأفكار السيئة كانت تلتهمه بداخلها نفضها عن رأسه وقرر تفتيش مكتب الأكبر لربما يجد رقم محاميه التافه وبينما كان يبحث رأى نور من النافذة لسيارة تدخل للمنزل ليترك ما بيده ليذهب للخارج ليعلم انها سيارة الكاتب.

ما ان فتح تايهيونغ باب سيارته ليضع قدميه على الأرض شعر بجسد جونغكوك يعانقه بقوة "التفكير التهمني واكبر قلقي ان يكون حدث لك شيء سيء" شعر الأكبر بتأنيب الضمير فصوت الأصغر الممتلئ ببحة البكاء واضح رغم عدم وجود دموع على وجهه هو علم انه لو تأخر لدقائق لربما لأنهار جونغكوك باكياً.

"اعتذر على اقلاقك" قال ذلك من مسح على رأس من يدفن نفسه داخل صدره ويستطيع الشعور بدقات قلبه الغير منتظمة ، قرر تايهيونغ بتلك اللحظة انه سينتقل من المنزل فهو خطر على من يجب ان يعيش كأبناء عمره وبفضله هو ليس كذلك.

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

انتهى

الرواية طويلة فلا تستعجلون الاحداث بالعكس استمتعوا بها (≧◡≦) ♡

Still on Fire | VK (مكتملة)Where stories live. Discover now