جُ1 بحر النسيان جُ2 قَيصر ق...

By NouranIbrahimshams

1.8M 85.4K 10.2K

الماضي هل يُمحى؟! سؤال يعرف إجابته الجميع فـليته كان يُمحى لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن كُلًا منا يريد... More

﴿مبدئيًا﴾
الفصل الأول | الجُزء الأول
الفصل الثان | الجُزء الأول
﴿الـفَـصـل الـرّابـع﴾
﴿الفَـصـل الـخَامـس﴾
﴿الـفَـصل الـسّـادس﴾
﴿الـفَـصل الـسّـابع﴾
﴿الـفـَصل الـثّـامن ﴾
﴿ الـفـصل الـتَـاسّع ﴾
﴿ الـفَـصل الـعـاشـّر ﴾
﴿الـفَـصـل الـحّـادي عـشـر ﴾
﴿الـفـصل الـثـانـي عـشـر ﴾
﴿ الـفـصل الـثـالـث عـشـر ﴾
الفصل (15)
الفصل ( 16)
الفصل (17)
الفصل ( 18)
الفصل (19)
الفصل (20)
الفصل(21)
«الفصل الثاني و العشرون»
« الفصل الثالث و العشرون»
«الفصل الرابع و العشرون»
«الفصل الخامس و العشرون»
«الفصل الخامس و العشرون 2»
«الفصل السادس و العشرون»
note
«الفصل السابع و العشرون»
«الفصل الثامن و العشرون»
«الفصل التاسع و العشرون»
الفصل الأخير- الجزء الأول
«افتتاحية الجزء الثاني»
«إقتباس»
الفصل الأول | الجُزء الثاني
«الجزء الثاني /الفصل الثاني»
«الجزء الثاني /الفصل الثالث»
«الجزء التاني / الفصل الرابع»
«الجزء الثاني / الفصل الخامس»
note
«الجزء الثاني /الفصل السادس»
«الجزء الثاني / الفصل السابع»
«الجزء الثاني / الفصل الثامن»
«الجزء الثاني /الفصل التاسع 1»
«الجزء الثاني / الفصل التاسع 2»
« الجزء الثاني / الفصل العاشر»
«الجزء الثاني / الفصل الحادي عشر»
A special apology.
note
«الجزء الثاني / الفصل الثاني عشر»
« الجزء الثاني / الفصل الثالث عشر»
note
note
note
« الجزء الثاني /الفصل الرابع عشر»
«الجزء الثاني / الفصل الخامس عشر»
Important information
«الجزء الثاني / الفصل الخامس عشر 2»
« الجزء الثاني /الفصل السادس عشر»
« الجزء الثاني / الفصل السابع عشر»
الفصل الثامن عشر
إقتباس من جملة واحدة
الكل يجمع هنا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
« الفصل الثاني و العشرون»
تنوية
« الفصل الثالث و العشرون»
الفصل الرابع و العشرون
تنوية
الفصل الخامس و العشرون
إقتباس
الفصل (25) قـ (2)
الفصل (26)
الفصل ( 27)
إستطلاع رأي
الفصل 28
« الفصل الأخير / الجزء الثاني»
« الجزء الثاني / الفصل الأخير 2»
تنوية
سؤال

الفصل الثالث | الجُزء الأول

29.6K 1.5K 129
By NouranIbrahimshams


"رُبَّمَا صُدْفَةٌ خَيْرًا مِنْ أَلْفِ مِيعَادٍ"
13 يوليو 2020

أمسك بين يديه أداة حديدية طويلة ذات شُعيرات محدبة متساوية في الطول ليضغط على زر المُنتصف بها لتطلق هزات صاحبة صوت مُتوسط وهو يشرع في حلاقة ذقنه الكثيفة كي يقلمها وعُقب ما انتهى فتح الصنبور يصفع صفحات وجهه بالمياه الباردة لعلها تطفى من نيران قلبه منذ ليلة أمس وذلك الحلم لا يزاح من مخيلته إحساس بشع يضيق صدره منه من فكرة فعل شيء مُخل بأخلاقه مما يجعل شياطين الانس والجان تتراقص أمامه مزيدة اشتعاله، زفر محتدًا غير راضي عن أي شيء في حياته قبل أن يجذب قميصه يشرع في ارتدائه وتأكده من نظافة جسده بعد الانتهاء من الحلاقة مُحطم أي مشاعر قد تهز ثباته، يسارع بجذب مفاتيح سيارته وهاتفه من على طاولة غرفته الذي رن بمكالمة جعلته يقطب جبينه لبرهة قبل أن يوافق عليها ليستمع إلى تهليل الآخر مرحبًا:-
-يـم باشا ازيك يا باشا عامل إيه؟! 

مسح يـم وجهه بكفه وقال بنبرة هادئة:-
-الحمد للّٰه يا سليم ازيك أنتَ؟! 

ردد المدعو سليم في حبورٍ:-
-يا رب دايمًا يا باشا متصدقش فرحت قد لما عرفت من معتصم باشا أنك رجعت الشرطة تاني نورت الدنيا قولت اكلمك وأبارلك وبالمرة اطمن على الباشا الصغير.

قلب يـم أعينه بخنق من ثرثرة ذلك المدعو سليم التي لا تنتهي، ناهيك عن رغبته في تلك اللحظة جذب الهاتف ورميه في أقرب حائط كي يريح عقله من ثرثرته التي بدون أي داع ليتوقف عقله عندما قال آخر جملة ليتمتم بجديةٍ مُستفهمًا:-
-ثانية واحدة باشا صغير مين؟! أنتَ تقصد مين يا سليم؟!

توتر سليم متاخرًا عن الرد قبل أن يحسم قراره عندما قال:-
-نجم باشا يا فندم هو حضرتك متعرفش ولا إيه؟!

تأكدت ظنونه وبات الشك يقين ليهتف بنبرة ثابته:-
-لا أكيد طبعًا عارف ومش عارف اشكرك إزاي على مساعدتك ليه، أنتَ عارف شباب ومشاكلهم مش بتخلص وزمان كنا زيهم وأكتر. 

ضحك سليم مرددًا:-
-على إيه يا باشا كلنا تلامذتك وبعدين إحنا كل يوم بيجي لينا مشاكل من الكبارية ده ولولا أنا عارف نجم باشا وتربيته ماكنتش وافقت أبدًا أن نيروز باشا ياخده. 

تباطأت انفاسه تدريجيًا بغضبٍ أعمى يحاول السيطرة عليه ليبتلع غصته التي تشبه العلقم وقال:-
-شباب بقى وبجد مش عارف اشكرك إزاي
بس دلوقتي مضطر أقفل معاك عشان ورايا شغل وبإذن اللّٰه لينا كلام مع بعض سلام يا سليم. 

دمدم سليم قائلًا:-
-خد راحت يا باشا ربنا يوفقك وحمد للّٰه على رجوعك لينا. 

بالكاد تمالك يـم نفسه واغلق مع سليم باقتضابٍ ولم تكاد تمر ثانية إلى أن جذب الطاولة يلقيها أرضًا يدمدم في انفعالٍ:-
-وحياة اللي رباك يا نجم لفرجك صبرك بالله عليا بس الصبر حلو أما خليتك تتعدل مبقاش أنا.

وبنفس الانفعال رفع كفه يغمرها في خصلات شعره بعنفٍ يحمل هاتفه من جديد من بين الحُطام مقررًا معرفة ما حدث في غيابه دقائق مرت قبل أن يهتف بحدةٍ:-
-حالًا تعرفلي نجم كان فين في مدة سفري يا عاصي أنتَ فاهم، دبة النملة عايز أعرفها. 

حمحم الآخر مُجيبًا بخفوتٍ:-
-اللي تؤمر بيه سيادتك يا باشا، ساعة وكل حاجة تبقى عندك. 

لم ينتظر رد آخر أكثر من ذلك ليغلق الهاتف بوجه بكل فجاجة يلتقط مفاتيح سيارته بعنفٍ
يتوجه إلى المصعد بخطوات تأكل الأرض أسفل قدميه لا يكفيه كل به ليأتي نجم يزيد من حمله، وعلى وعيد له بالويل لو كان ما في  رأسه صحيح ثوانٍ مرت قبل أن يجذب باب سيارته بعد أن وصل لا يرى أمامه أي أحد ليعرقل طريقه يد جعلت باب السيارة يرتد ليرفع زرقوتيه القاتمة وقال:-
-خير يا مروان على الصبح أصلي فاضي ليك! 

حمحمة خشنة خرجت من ذلك الرجل فارع الطول صاحب بشرة قمحية وعيون بندقية واسعة يدمدم في رسميةٍ:-
-عذرًا يا باشا بس فهد بيه طالب مني اجيلك ومسبش سيادتك غير على النوم. 

ارتسمت إبتسامة ساخرة على شفتيه قبل أن يضرب بقبضته على رأس السيارة وقال من بين أسنانه:-
-طب بص بقى على الصبح أنا لا ناقص ولا ناقص غيرك وعفاريت الدنيا قدامي على الصبح كده ولو أنتَ واخد الأذن من فهد أنا صاحب نفسي ولا فهد ولا زين بيمشوا كلامهم عليا بدل وحياة ابويا ما اخلي نهار يطلع عليك غير ده فاخد بعضك وامشي من قدامي احترامًا بس لفهد اللي باعتك د

تراجع مروان للخلف بعد ان جذب كفه وشعور بالإهانة غمرة ليطرق رأسه أرضًا يهتف بنفس نبرته الثابته:-
-اتفضل يا يـم باشا، متأسفين سيادتك. 

بقى يـم ثابتًا ولم ينزاح من عتابه المستتر في كلماته الصغيرة التي لمح بها، فمروان شخص عزيز جدًّا على أخيه ولكن في تلك اللحظة هو ليس لديه القدرة على توضيح حديثه ليجذب باب سيارته مغلقًا اياه خلفه بعد أن ركبها منطلق لوجهته ليهتف مروان بضيقٍ لزميله قائلًا:-
-لازم نقول لفهد بيه. 

دمدم رأفت في تزمتٍ:-
-آه فهد بيه نخلص من يـم باشا ويجلنا فهد بيه. 

زفر مروان بتعبٍ من تلك العائلة ومشاكلها التي لا تنتهي على الرغم من برقع السعادة الذي يزن وجوهم ولكن كل ذلك ليس إلا ستار يخبئ خلفه ماضي أسود. 
■■■■■

وقف يـم أمام الإدارة بسيارته السوداء ذات الدفع الرباعي ليأتي أحد الحُراس برفقة كلب
حراسة شرس ليفتح يـم شُباك سيارته يجذب من محفظته الشخصية كارت أصفر اللون يبسط به كفه إلى الحارس لينظر له الآخر بطرف عينيه يتأكد من صدقه من خلال كارت رسمي بعمله قبل أن يرفع كفه سريعًا يؤدي التحية لحقها صوته الخشن:-
-نورتنا يا سيادة المقدم. 

التفت يـم ينظر أمامه وقال :-
-افتح البوابة. 

حرك رأسه سريعًا بايجابٍ وقال: -
-طبعًا يا باشا تحت أمرك. 

ليسمع تهليل الحارس بقوةٍ:-
-الباشا وصل افتحوا البوابات

رفع حاجبة الأيسر من معرفة الجميع بمجيئه وأنهم في انتظاره ليتأكد أن الأمر ليس بهين ليحرك رأسه نافيًا يزفر بضيقٍ يدور عجلة القيادة يدلف إلى المبنى من الداخل
ليترجل من سيارته بعد أن انتهى من ركنها
يدلف إلى الداخل بخطوات واثقة ثابتة، وجهه جامد عينيه المختبأه خلف نظارته السوداء قاتمة باردة ليجد في انتظاره إحدى الضباط الذي تقدم منه وبسط كفه مرحبًا:-
-أهلًا بيك يا سيادة المقدم نورت القيادة. 

بادله السلام برسميةٍ شديدةٍ:-
-بنورك. 

قال الرجل بنوعٍ من الهدوءٍ:-
-دلوقتي أنا هودي سيادتك لمكتب اللواء أحمد شرف الدين هو في انتظارك.

أومأ بهدوءٍ ينسحب معه في جو شديد الرسميةٍ ولم يبادر حتى في معرفة من هو ليرمقه الآخر مُتعجبًا من صمته الذي آثار فضوله ولكن لم تسنح له الفرصة للخوض في حديث شيق معه عندما وصلا إلى وجهتهما وقال:-
-مكتب اللواء أحمد في انتظارك. 

تجاهل حديثه كأنه لم يسمعه وذهب بنفس ثباته أمام الباب يطرق عليه بطرقة واحدة قوية قبل أن يسمع الأذن بالدلوف وعلى صعيد ليس ببعيد قطب الضابط جبينه مدمدم في تزمتٍ:-
-ما شاء اللّٰه ده مش بيتسم. 
■■■■■

في المكتب

دلف يـم بعد سماع الأذن لتسقط مقلتيه على الرجل المستوطن الكرسي الرئيسي مُتراجع للخلف بظهره وعلى وجهه ابتسامة صغيرة
يشير إليه بالجلوس:-
-اتفضل يا سيادة المقدم نورت!. 

جلس على الكرسي وقال بدون تمهيد ولا سلامات لأزجه من وجه نظره:-
-بنورك يا فندم، أقدر دلوقتي افهم سبب استدعائي بالاسم.

صدحت ضحكات اللواء أحمد في المكتب مغمغمًا من بين ضحكاته:-
-لا ده أنتَ طلعت أسوء من لما بيقولوا عليك

انصب يـم في جلسته وقال بنوعٍ من البرودٍ:-
-لو بأدي شغلي كويس فالباقي شكليات مالهاش داعي فتحت أمرك. 

-على رأيك.
قالها اللواء أحمد بعد أن انصب في جلسته وعلى ثغره إبتسامة خفيفة يجذب من درج مكتبه ملف أسود يضعه أمامه ليلتقطه منه يـم يفتح محتواه وهو يستمع إلى حديثه مع قراءة أعينه للورق:-
-اللواء مراد قالك علي قضيه قتل سيدة الأعمال فيروزة المنصوري واللي هنتفق عليه وبخصوص سريتك في جهازنا متقلقش أشخاص محددة اللي هتعرف هويتك ومن وقتها مراقبتهم علينا لكن أنتَ قدام الناس دلوقتي ضابط شرطة عادي وكله بالاتفاق

أومأ يـم وقال:-
-فعلاً قالي بس وقتها أنا كنت مسافر سوريا فالخبر موصلش ليا لأني متابع أخبار البيزنس

ابتسم أحمد وشبك كفيه في بعضهما وقال:-
-هقولك دلوقتي التفاصيل، فيروزة ماتت من ست شهور طبعًا الأمر قدام الناس سيدة أعمال ماتت في أحداث غامضة أما لينا كانت غير
خصوصًا بعد ما لقيناها في مدريد وحد من رجالتنا شافها مع ظافر العمر اللي مطلوب في ست دول مختلفة وكل دولة وليها حكم عليه بعد ما عرفنا أنه شغال في كل دولة باسم مُستعار وشكل جديد ولما جينا نقبض عليها ماتت وآخر حاجة عرفناها بدخول شحنة مصر في نهاية آخر السنة.

ليكمل بنفس الجدية:-
-اللي ثار اهتمامنا ان حياة فيروزة من أول لما اتولدت لحد دلوقتي ملفها نضيق بطريقة مش منطقية أبدًا وده اللي جذبنا نسعى لمراقبة رجال الأعمال عشان عرفنا أن حد منهم ممول لشبكة دعارة كان منهم والدك وأخوك الكبير تحت المراقبة ولتاني مرة اتأكد من نضافة عيلتك بس من هنا كل حاجة جابت التانية 

ثُمَّ قال:-
-بس الاغرب من كل ده أنها لما ماتت ماتت بفتاحة الاظرف بتاعت مكتبها والغلط الوحيد اللي عامله القاتل أنه عمل فاتحة باب الجنينة اللي دخل منه من جوا مش من برا ده غير أن المعمل الجنائي بيقول أنه كان مفتوح من الأساس فأيه لازمتها كل ده، تسجيلات كاميرا مختفية من ساعة معينة لحد بعد جريمة القتل وبصمات مش موجودة كأن كل حاجة كان مترتب ليها

قاطعه يـم قائلًا:-
-اللي عامل الفاتحة حد من جوا البيت نفسه وإلا ماكنش هيقدر يجيب الوقت ده في أنه يعملها أكيد حد معاه الحرية الكافية اللي تخليه يتجول في البيت براحته. 

وافقة الرأي مرددًا:-
-معاك في ديه وديه أول حاجة قولتها لما سمعت الكلام ده بس لو جينا لعيلتها الاساسية هتلاقي إن فيروزة عندها ولد وبنت من جوزها الأول التاني عنده ولد من مراته المتوفية الأول ابنها زياد خلفت ابنها ده في السر لأنها كانت زوجة تانية وبعد أكتر من ستاشر سنة شريف المنصوري اعترف بيه علني وده خلاه يطلق بنت عمه شهد المنصوري اللي كان والدها في الوقت ده عضو في مجلس الشعب
وبعدها بنت عمه سافرت واتجوزت أمير
عدلي وحسب المعلومات اللي جات إنك تعرفها معرفة شخصية هي وجوزها

بلع يـم لعابه بتمهلٍ يحاول تخطي الصدمة ليحرك رأسه إيجابًا:-
-أيوا اعرفها.

أومأ أحمد مستكملًا:-
-عارف، زياد طول عمره عايش في فرنسا وحسب المعلومات اللي جابوها زمايلك قابلك أن شريف كان خايف عليه من أنه يتعرف أنه مخلف من مراته فيروزة فسفره بره وكان بيجي اجازة واحدة كل تلات سنين إذا جاها وعلاقته مع والدته والباقي سطحية جدًّا حتى شغله معاهم بحدود وميعرفش أي حاجة عن والدته أو شغلها إيه ويوم جريمة القتل كان سافر قبلها بيومين بعد ما كان لسه واصل و اتأكدنا من مصلحة الجوازات أنه فعلًا سافر بس الغريب إيه اللي يخليه يسافر وهو لسه واصل؟! 

وضرب على المكتب بكفه بخفةٍ، وهو يقول بتركيزٍ:-
-بالنسبة لبنتها الصغيرة سـلا المنصوري درست في باريس ولحقت اخوها في نفس المدرسة الداخلي قبل ما يسبها ده أنها غيرت تلات جامعات في سنة واحدة لمجرد أنها بتتحاشى اسم عيلتها ومجرد ما بتتعرف في الجامعة بتغيرها فورًا علاقاتها مع الناس قليلة جدًّا وليها أصحاب تتعد على الأيد ومش بتطلع لا اعلام أو سوشيال ميديا بس سلا حواليها الغاز كتير هي الوحيدة اللي وصلت الڤيلا في اليوم ده تحديدًا بعد جريمة القتل بربع ساعة بعد ما صورها مول بعيد عن بيتهم نسبيًا وبيجيب الڤيلا من قدام بس وده اللي خلانا نستبعدها من الناس المشكوك فيها واخوها كمان لأنه كان مسافر وقتها لندن زي ما قولتلك غير مصلحة الجوازات اللي اكدت ده بس كان معاه شاهدة وهي بنت رجل الأعمال الفرنسي آمن يكن واشاعات بتقول أنه على  علاقة حميمية بيها وتواجده في الإعلام للضرورة القصوى زيك كده يا يـم. 

ليأخذ أحمد نفس طويل قبل أن يكمل قائلًا:-
- بس المشكلة أن بنتها فقدت النطق أو مش المعني الصحيح هي هادية جدًّا مع الناس والأطباء المسئولين عن حالتها وبتتكلم معاهم بس بحدود وهي  في المستشفى من ست شهور ومش بتتكلم مع حد ولا حتى أخوها وكل ما تشوف حد من عيلتها تدخل في هستيرية صراخ من تقرير الطبيب قال إنها في حالة نفسية وعندها انهيار عصبي من اللي شافته اللي جايلك فيه يا يـم أن فيروزة لما ماتت المحامي الخاص بيها طلع الوصية بتاعتها اللي هي في حالة ماتت موته غير طبيعية ومش معروفة النصيب الأكبر من الورث كله يروح لبنتها سلا ده غير أنها اتعرضت لمحاولة قتل والقاتل هرب. 

تمتم يـم ساخرًا:-
-بنتها ليه هي مش معاها ولد؟! وبيقتلوها عشان الفلوس؟! 

هتف أحمد بجديةٍ:-
-معاك بس ده برضو مالوش تفسير عندنا ده غير أنها لغت التوكيل بتاع جوزها ليها أما بقى عيلة التهامي ديه شيء مختلف تمامًا وحياة كل واحد فيهم مخبية بلاوي مع العلم فيروزة اتجوزت صديق جوزها المقرب بعد وفاته بمدة وعلاقته مع سلا هو وابنه تحديدًا أفضل من ممتاز. 

ضيق يـم أعينه بعزمٍ قبل أن يدمدم قائلًا:-
-عايز اعرف كل حاجة دلوقتي

أومأ أحمد بثقةٍ من رده المتوقع له وقال:-
-بس قبلها أنتَ عارف أن بنت عمك جنة تعرف سلا!
■■■■■

اجتماع أستمر لأكثر من ثلاث ساعات عرف بها  الكثير والكثير مما جعل رأسه يشت اسوء عائلة قد يراها مخلوق على وجه الأرض خاصةً عائلة التهامي تلك المنبع الرئيسي لمستنقع قذر يضم اصناف مختلفة من البشر والعامل المشترك بينهم شيء واحد مصالح المال.

دلف لسيارته ملقيًا الملف بجانبه ليضع رأسه على عجلة القيادة يحاول استرداد انفاسه
تشبها ليس فقط اسمًا بل شكلًا تشبها لدرجة لم يكن يتخيلها، لم يصدق مقلتيه عندما رأي صورتها في بادي الأمر ظن أنه يتخيل ولكن ليس لدرجة إسمها، رفع أعينه في مرآة السيارة يحاول تذكر كم الصدمة التي اخفاها بضراوة عقب ما سمع اسمها متصنع الانشغال في الملف ليتحدث بدون مقدمات إلى اللواء أحمد:-
-أنا عايز اشوف سلا!

هتف بها قلبه قبل عقله ليأكد لنفسه أنها ليست من يعرفها ضرب على عجلة القيادة عدة مرات ولا يعلم لِمَ باتت الظروف ضده يكفي ما به إلا يكفي كل ذلك  ليأتي الماضي  بصورة أقوى وأشدّ، زفر متمهلًا قبل أن يرفع كفيه يمسح وجهه يتمتم بصوت مُتهدج مُنفعل:-
-أكيد مش هي. 
■■■■■

في المشفى التابعة للحكومة المصرية. 

وقف يـم أمام الباب يستعد داخليًا لمقابلتها  والتفت ينظر إلى الطبيب المعالج بعد الاتفاق معه على الاستماع إلى الحديث بدون معرفتها حتى إذا حدث موقف يستدعى تدخله ليدلف إلى الداخل بعد أن طرق على الباب يتقدم بخطوات هادئة بملامح جامدة كي يقلل من خفقات قلبه الثائرة عليه، دقيقة مرت قبل أن تسقط مقلتيه عليها بملامحها الناعمة ببشرتها البيضاء صاحبة أعين بندقية ناعسة خصلات شعر طويلة تفترش الوسادة خلفها تتطلع أمامها صامتة شاردة غير واعية لأي شيء حولها ليتقدم منها يجذب الكرسي بجانبها يتطلع لها لبرهة قبل ان يهتف ببحتة المميزة:-
-إزيك يا سلا؟

رفعت مقلتيها الباردة من أي معنى للحياة مراقبة ذلك الغريب الوسيم عن كثب وأول ما جذبها لهُ مقلتيه الزرقاء، أزرقّ غريب لم تراه من قبل مع لمعة مميزة جعلت جسدها يقشعر بدون أي داع لتجده يكمل بعد أن اكتسب الثقة من عدم انفعالها بوجوده وقد بات أول شك يدخل رأسه

انفعلت من دخول أخيها له على عكسه؟! 

-أول مرة تشوفيني أحب اعرفك بنفسي إسمي يـم الراوي المقدم الجديد مش جاي أسأل على أي حاجه أنا جاي عشان اتعرف عليكِ و نتكلم سوى حتى لو إشارة أنا هفهم. 

ادارت سلا رأسها كما كانت في وضعها السابق ليتمالك يـم نفسه من جذبها من خصلات شعرها يصفعها في أقرب حائط لتجاهلها له واضعًا العذر بأنها مريضة، رن الصمت دقيقة اثنتان ثلاثة قبل أن ينهض من مجلسه متأكد من عدم وجود فائدة معها تلك المرة راكنًا  شكه جانبًا بأنها هي ليتجمد جسده حينما قالت:-
-بحر النسيان ! 

                   يُتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

11M 980K 58
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسوداً تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى ال...
806K 65K 70
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
11.2K 273 22
عندما يكون القريبين هم الخائنين فهذة تكون النتيجة !🖤 بقلم شهد محمود
3.3M 49.8K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...