الفصل (20)

31K 1.3K 238
                                    

« بحر النسيان»
              « سلسه للحب شعائر خاصة»

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أنت تعلم ما يفرحني و تعلم ما يشغل تفكيري و ما يضيق صدري من لأجله يا رب وكلتك فإصلح لي شأني كله

آمين يا رب العالمين

زين : اكيد عايزه تعرفي أنا طلبتك ليه .

همت سلا بالحديث و لكنه قاطعها بإشارة من يده و قال : تعالي و اسمعي كلامي للآخر و مش عايز تقاطعيني .. لو كلامي مش عجبك في الآخر ... أنتِ ليكي حرية  الاختيار و ماحدش يقدر يجبرك علي حاجه ، بس ساعتها أنتِ تتحملي مسئوليه اختيارك !

بلعت ريقها بصعوبة و نظرت إليه بأعين مرتعشة و هي تشعر أنها مثل الطفلة الصغيرة التي تحاسب من والدها
زين : سلا أنتِ عارفه اللي حصل في قضية والدتك أنتِ متابعه الأخبار أول بأول صح ؟!

أومأت سلا بتردد و اكمل زين حديثه بهدوء : ممكن اسال أنا بقي سؤال

نظرت إليه سلا و هي لا تفهم المغذي من حديثه و لكن تعلم أن هناك شئ حدث و يبدو أنه ليس بالأمر الهين علي الاطلاق و تحدثت بصوت مرتعش : اتفضل.....

جلس زين علي كرسيه ...و شبك يده الإثنين ببعضهم البعض ... و نظر إليها مما جعلها تتوتر و تعرق يديها ... و تدمع اعينها ... تلك العادة التي ترغب دائمًا في التخلص منها ... ليلاحظ هو توترها ذلك و نظر إليها بتفحص و تحدث بجديه : علاقتك مع أكرم بالذات كانت عامله ازاي ؟؟!!

نظرت سلا إليه ببلاها و الصدمة ترتسم علي معالم وجهها اكرم... ما دخل طلبه إليها بأكرم... لما هذا السؤال حاليًا... لا تفهم شئ تشعر أنها مشوشه
و تحدث زين ليخفف صدمتها الواضحة بجديه : عارف إني ماليش دخل.... أو اني اسالك السؤال ده. بس عايز اعرف إجابته منك أنتِ عشان ساعتها اقرر...... إذا كنت فعلًا اقدر اعرض عليكِ فكرتي أو لا

بلعت سلا ريقها بصعوبة و تحدثت بصوت هادئ : أكرم ذي زياد عندي هو أكبر مني و أنا بحترمه أكيد و علاقتنا كانت مش حلوة  و مش وحشة كانت عادية  بس لما أي طلب بطلبه مهما كان حتي لو مامي بترفض هو كان بيوافق.. بس من ساعة ما سافرت فرنسا.. و نزلت مصر و شافني التعامل بنا اتغير من جهته معرفش ليه حتي طريقته في الكلام معايا اتغيرت...

زين بهدوء : تفتكري ليه ؟!
سلا بخفوت وهي ترفع أطراف أصابعها لمسح تلك الكريستالة  التي علي وشك السقوط من عينيها : معرفش
زين بهدوء و فك اشتباك يده و تقدم في اتجاهها بخطوات هادئة و جلس في الكرسي المقابل لها و امسك يدها المتعرقة  بشدة  بحنان ابوي و رفعت هي انظارها إليه و لم تخف منه بالعكس شعرت بتلك العيون التي تنبع بالحنان الأبوي التي لم تشعر به من قبل بعد وفاه والدها المتوفاة و ابتسم زين ابتسامه ساحره ظهرت أسنانه اللؤلؤية : بصي يا سلا أنتِ ذي جنة عندي يعني في مقام بنتي.. أنا ذي ما أنتِ شايفه خلفتي كلها ولاد... بس ولاد كلب كلهم مطلعين عين أهلي معاهم من أول فهد بيه لحد يــم و نجم و ما بالك بثلاثة حيطان معاكِ و كل واحد فيهم فكر و دماغ مختلفة عن الثاني تلاقيهم بيقولوا بابا هما اطول مني اصلًا......

ضحكت سلا من حديثه العفوي معها و أصبحت مطمئنه نوعـًا ما

ابتسم زين بحنان أبوي : يعني يا سلا أنتِ بنتي اللي مخلفتهاش.. و أي حاجه بعملها ده عشان مصلحة  الكل مش أنتِ بس... يمكن متفهميش قصد كلامي دلوقتي بس بعدين ممكن تفهميني كنت اقصد إيه أنا عشت طول عمري بحافظ علي بيتي و أولادي لحد ما كبروا قدامي كل واحد فيهم بقي اسم و سمعه افتخر بيه لما اشوفه اقول فعلًا ده سندي و ظهري بس لما الاقي واحد من سندي بيقع ساعتها الكل هيقع معاه أنا خسرت واحد زمان مش مستعد اخسر الثاني بعد ما بقي راجل و ملو هدومه بحلم باليوم اللي اشيل فيه احفادي منه مش اشيله و هو ميت صدقيني الإحساس ده صعب أوي ماحدش يفهم شعوره غير اللي جربه مافيش اصعب من إنك تشيلي كفن ابنك و أنتِ عايشه و تلاقي كل حاجة  مرة  واحدة  اتهدت قدامك أنا ثروتي مش فلوسي.... كانت قدرت زمان ترجع اللي راح مني لا ثروتي ولادي ظهري و سندي الثلاثة أنا من غيرهم مقدرش اعيش بعدهم مش مستعد اخسر واحد منهم ثاني مافيش واحد فيهم يقدر يعوض غياب الثاني عند الأم و الأب كل واحد منهم ليه مكانه و حب خاص بقلبك ......

هوي قلب سلا أرضـًا وهي تشعر بالرعب من حديثه ظننـًا منها أنه قرر يرجعها إلي الهلاك مرة  أخري لا لا تريد ذلك بالتأكيد هنا شعرت بالدفئ بالحنان الحقيقي ليس المصطنع الحب بدون مقابل شعرت بالسعادة من قلبها تضحك من صميم قلبها بفرح ظنت أنها قد انتهت بعد وفاة  والدتها و لكنها كانت مخطئة نعم هي تعترف بذلك رأت خوف الجميع علي يـم عند اختفائه رغم كبر عمره إلا أنه  بالنسبه إليهم العون والمساعدة و السند رأت بكاء نجم رغم مع فعله معه كل ذلك من أجله رأت حاله جنة  و خوفها عليه رأت فهد و ماذا فعل من أجله في ذلك البيت شعرت بالحب  ..  والحنان والعطف..  المودة..  الحب الأخوي الخوف علي الآخر و كل ذلك بدون مقابل ليس مصطنع أو من أجل المصلحة مثل حياتها الباردة قديمـًا هنا شعرت بالإحساس الأبوي التي لم تشعر به طوال حياتها و هذا بسبب وفاة والدها من صغرها كانت كل حياتها والدتها و لكنها اختفت و من بعدها قالت إن حياتها انتهت و لكنها كانت مخطئة فالحياة أعطتها فرصة  ثانية  لا يمكن تعويضها مع هؤلاء الناس أو لنقول أهلها الذين أعطاههم لها كتعويض نعم أهلها هي تحبهم مثل أهلها تشعر كأنها جزء منهم و لا تشعر أنها مختلفة عنهم نعم من الممكن أن تكون انانيه قليلًا لا تريد أن تنتهي تلك القضية حتي لا تعود إلي سجنها مره اخري هذا المنزل رغم كبره إلا أنه بارد لا يحمل مكان للمشاعر غير الكراهية... الصراع من أجل المال... العلاقات المحرمة التي تعلمها جيدًا و ذلك بسبب أكرم ذلك... الانانية مكان ينبع من جميع الأنحاء بالمصلحة باختصار شديد لكن هنا كبير نعم و لكن الدفيء و الحنان الذي به يكفيه و أيضـًا العالم أجمع

و تحدثت بصوت مرتعش : أنا فهمت قصدك و فعلا أنا تقلت عليكم كثير بس أن شاء ﷲ هكون .....

قاطعها زين باستنكار  : أنتِ بتقولي ايه... ليه فهمتي كلامي علي اساس إني مش عايزك معانا أنا لسه بقولك أنتِ بنتي يعني ذي جنة عندي في حد يطرد بنته من بيتها ده اللي طلع معاكِ من كلامي

ارتعبت سلا من حده صوته و تحدثت بصوت خائف : أنا ماكنتش اقصد بس فهمت ....

تحدث زين بنبرة أكثر هدوءً و هو يعلم خوفها معها العذر و تنهد و وضع يده علي كتفيها و رتب عليه بحنان : اهدي خلاص مافيش حاجه حصلت لكل ده

سلا وهي علي وشك البكاء و التمعت أعينها بالدموع : أنا فعلًا معرفش أكرم اتغير ليه و حضرتك أنا مش فاهمة  السبب من ورا السؤال و لا حتي عارفة  ارد عليك ...

نظر إليها زين مطولًا و تحدث بدون مقدمات : أكرم بيحبك يا سلا و عايزك

دهشت بلا صدمت و نظرت إليه بعدم تصديق لحديثه من هذا الذي يحبها و يريدها إليه أكرم...!!  مستحيل بالتأكيد يبدو أنه يمزح و تحدثت بصوت غير مصدق و ما زالت الدموع في عينيها : حضرتك بتقول إيه ؟!

امسك زين يديها الإثنين و ضغط عليهم بقوه كأنه يدعمها : سلا أكرم وقف يم في القيادة قاله أنه عايزك و جوزك أولي بيكِ و ساعتها يـم قاله لو عايز تعرف هي فين دور عليها بس أنتِ في حمايته  ميقدرش يقرب منك و ساعتها يـم كلم صاحبه و طلب يعرف اذا كان أكرم قدم ورق جواز في الشهر العقاري و أنه موثق مهما كان مين الزوجة فعلًا لقي ورق

نظرت إليه بصدمه و وضعت يديها علي فمها لكي تكتم شهقاتها المصدومة و تحدثت بصوت باكي و دموعها اخدت في السريان علي وجهها هي لم توقع علي أي أوراق كيف ذلك يوجد ورق زواج باسم أكرم شعرت أن الدنيا تضيق من حولها و الأكسجين أصبح معدوم و لا يصل الي رئتيها و تحدثت بصوت مختنق من الدموع و هي تكبت علي رموشها بقوه لتمنع سقوطها من بندقيتها
: بس أنا موقعتش علي حاجه....... مستحيل أنا و أكرم ازاي بس ؟؟؟!!!

و ارتفع صوت بكائها مره أخري و تقدم منها زين و أخذها بين أحضانه و بدورها تمسكت هي به بلا وعي وهي تبكي بشده و تشعر بالحنان الحقيقي بين أحضانه و دفنت وجهها في صدره و هو مسح علي شعرها بحنان : سلا يا حبيبتي اهدي...... أنا مقولتش أنه ليكِ ده لواحدة  غيرك....إسمها قدس عبد السلام

و أكرم كان متجوزها ثلاث سنين بعد كدا أطلقت منه......... و يـم عرف ده
نظرت إليه سلا بعدم تصديق و الدموع تلمع في بندقيتها و تحدثت بنبرة يوجد بها التردد و عدم التصديق : بجد !!
زين بابتسامه : أيوا يعني مش أنتِ......... بس أكرم بيدور عليكِ و عايزك و لو عرف مكانك و جه ياخدك ماحدش يقدر يقف في وشه أنتِ لسه مش في سن الرشد اللي يوهلك انك تمسكي الأملاك بتاعتك و ممكن يتجوزك و ماحدش يتكلم و ساعتها ماحدش يقدر يوقفه اه يا سلا أنتِ في حماية  يــم و ماحدش يقدر يقرب منك طول ما أنتِ معاه بس باي وجه حق متزعليش مني أنا بقولك إنك ذي بنتي و اكيد هخاف عليكِ بس لو أكرم عرف يوصلك يقدر ياخدك مننا بكل سهولة  خصوصـًا أن مافيش صله قرابه بينا القانون معاه و هو أحق بيكِ و خصوصـًا لو اتجوزك ساعتها ماحدش يقدر يقرب منه خلاص بقيتي مراته يعني ملكه  أنتِ فاهمة  يعني جواز حتي لو مش بإرادة منك القانون بيأخد بالورق اللي قدامه وقتها القانون هيبقي مع أكرم و أبوه و حتي اخوكِ زياد ميقدرش يقرب منهم  و أنتِ اكتر واحدة عارفه هما ازاي و طبعهم ازاي !

جلست سلا و تشعر أن قدميها غير قادره علي حملها الدنيا تدور بها و وضعت يدها علي رأسها بقله حيله و هي تبكي بينما زين ينظر إليها بتأثر و حزن علي تلك الحالة التي وصلت اليها

و اهتزت بعنف وهي تبكي رفعت رأسها تنظر إليه و الدموع تغرق وجنتيها : يعني إيه يا اونكل كدا هبقي تحت رحمة  أكرم مش فاهمه و اكملت بضعف : أنا مقدرش اعيش مع أكرم ده يوم واحد مش طول عمري ابقي سجينة عنده

و اجهشت في البكاء مجددًا : أنا مش مكتوب ليا افرح بقي طول عمري بتحمل مسؤولية أي حاجه بتحصل علي حساب حياتي و في آخرها هبقي سجينة لأكثر انسان مش بطيق اشوف وشه و لا بقدر اتحمل طباعه

شعر زين بفرحة داخلية من حديثها رغم حزنه عليها و تحدث بصوت ملهوف حاول جعله طبيعي : هو فيه حل ساعتها أكرم ميقدرش يقرب منك بس مش عارف ممكن توافقي أو لا

رفعت سلا رأسها و ازالت خصلات شعرها التي ابتلت من أثر الدموع و وجهها احمر..... شفاها مرتعشة حمراء مغريه........ و انف محمر طفولي....... جعلها منظر جذاب مهلك و مسحت دموعها كالأطفال و تحدثت كأنها وجدت الملاذ : هوافق مهما كان المهم إني أخلص من أكرم

زين : اعرفي الأول ممكن تغيري رائيك اللي جاي مش سهل
نظرت إليه باستفهام و تحولت إلي صدمه عقب حديثه

زين بهدوء : إنك تتجوزي واحد لفتره مؤقته لحد ما القضية تتحل و يبقي جواز صوري قدام الناس بعدها يطلقك و تكملي حياتك و هو يكمل حياته
سلا بصدمه و هي لا تستوعب حديثه تشعر بالصدمة أنها شلت أطرافها و تحدثت بذهول : حضرتك بتقول ايه ؟؟
زين بجديه : بقول الواقع يا سلا لو كنتِ في عصمه راجل ساعتها هيقدر يحميكِ و يخلي باله منك و لا أكرم و لا غيره يقدروا يقربوا منك طول ما أنتِ متجوزة و مش هيقرب منك طول الفترة اللي أنتوا مضطرين تبقوا فيها مع بعض و تقدروا بكل سهولة  و تتطلقوا بعد ما كل حاجة  تنتهي ساعتها بقي قررتوا تبقوا مع بعض و متطلقوش  براحتكم أو لا يبقي ماحدش خسر حاجه و الكل كسب و أنتِ تقدري ترجعي لحياتك الطبيعية و تمسكي شغل مامتك و طول ما أنتِ علي ذمته هتكملي دراستك و هتعيشي حياتك ذي ما هي و لا كان حاجة  حصلت بس هتحترموا بعض يعني أنتِ مستحيل تعملي علاقة  تعارف مع أي شاب و هو أنا واثق انه مش هيقرب من اي ست طول ما أنتِ علي ذمته عريسك عندي

سلا بذهول وهي تشعر أن قلبها يكاد يسقط أرضـًا من الصدمة عريسـًا ماذا يتفوه هذا..  هي لا تريد أي أحد في حياتها الذي تريده ليس لها.
لا تعلم متي أو كيف ولدت تلك المشاعر لديها تعلم خير العلم أنه من الممكن ألا يكون حقيقي أو أنه سراب فقط داخل عقلها و لكن
و إذا ليس لها لا تريد أحد غيره و تحدثت بنبرة ساخرة رغم دموعها : و يا ترا مين بقي العريس ده ؟؟
زين بدون مقدمات : يـــم !

________________

في ڤيلا في الإسكندرية أمام البحر خاصة بعائلة  الراوي فهي ملك لـ يـم و فهد سويـًا من يشعر بالضيق أو التعب من صعوبات الحياه يذهب إلي هناك لكي يريح أعصابه.........

طرق علي الباب عده طرقات هادئة و سمع الأذن بالدلوف... ادار المقبض و دلف إلي الغرفة و ارتسمت علي وجهه ابتسامة  عندما رأي أخيه : اخيرًا حلقت ذقنك
فهد بابتسامة : آه شوفت....

تقدم يـم بخطوات هادئة و جلس بجانبه علي الفراش و نظر إليه بينما فهد ينظر إليه بدون حديث و كأنهم توأم  يشبهان بعضهم كثيرًا و
تحدث يـم بعتاب : ينفع المنظر اللي شوفتك بيه ده اغيب كام اسبوع ارجع الاقي الدنيا كلها مقلوبه كدا إيه اللي أنت عامله في نفسك ده و ذقنك ديه و الهالات اللي حوالين عيونك بقالك قد إيه النوم مقربش منك ديه امانتي يا فهد نجم أمانة  في رقبتك في غيابي ارجع الاقيه في حاله الانهيار ديه إيه اللي حصل لكل ده
فهد بغضب يحاول السيطرة عليه : بقولك ايه أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنك عملت كل ده لوحدك و كل ما افتكر اكون مش طايقك و لا طايق نفسي
يم : وبعدين !!
نظر إليه فهد بعدم فهم و ضم حاجبيه بعدم فهم : قصدك ايه ؟!
يم بهدوء و جذب يده و ضغط عليه بقوه : قصدي يا فهد فرضـًا إني ماكنتش مسافر أو موت أو حصل ليا حاجه هتضيع نفسك عشاني.... أكيد لا لو كنت فاكر إني هبقي مبسوط لو شوفتك بالمنظر اللي شوفتك بيه ده تبقي غلطان... أنا عمري ما احس بالسعادة لما الاقي حد فيكم متصاب بأذى و أنا مش هبقي أغلي من يامن اللي راح عندك يعني لو موت عايز.......
قاطعه فهد بغضب هو يبعد يده بحده عنه و نظر إليه بغضب عارم و تلونت اعينه باللون بالأحمر نتيجة الغضب و أنه لم يعد لديه قدره على تحمل سماع سمه نعم ليس حديث بل سم هذا اللقب الأنسب إلي ما يتفوه به ذلك الغبي : أنت إيه يا أخي... قاسي كدا لمين بقي أنا كنت هموت من الخوف عليك و مش قادر اشرب و لا اكل حاجه كل ما افتكر انك بعيد عني آه مش اول مره تبعد أو تسافر بس عمرك ما كنت في عز زعلك تبقي بعيد عني... مش هتبقي اغلي من يامن عندي مليون مره اقولك إنك غير أنت مافيش حد لا يامن و لا غيره يقدر يعوضني عنك يامن آه بحبه و كان أخويا بس... أنت كنت أبني آه الفرق بينا سنتين بس... بس أنت طول عمرك بالنسبه ليا أبني مش أخويا... و أنت بكل برود جاي تقولي لو موت و اكمل بغضب و وعيد : قسمـًا بالله يا يـم لو فكرت إنك تعمل الحركة الو **** اللي عملتها ديه أنا مش هسيبك
و جذبه من قميصه بعنف و جعله يقف أمامه و الإثنين لا يختلفان علي بعضهم في الطول باختلاف أن جسد يم اعرض من فهد بسبب عمله و التدريبات الشاقة الممارس لها و لكنه صمت مهما فعل هو أخيه الأكبر و علي وجهه ابتسامة هادئة و لم يفرق معه تهديد فهد أو حديثه
فهد بغضب : اعمل حسابك يا أبن زين أنا مستحيل اسمح إنك تبعد عني لو هضطر إني أبقي قتال قتله هعملها عشانك لو فيها موتي مستحيل أخلي حاجه تقرب منك... و مهما كبرت هتفضل طول عمرك بالنسبه ليا أبني ده إجباري مش اختياري و مافيش حاجة مهما كانت تقدر تدخل بينا و لو جبت سيرة  موت علي لسانك ده وربنا يا يم لتشوف وش عمرك ما كنت تتخيل أنه يطلع عليك أنت بالذات

نظر إليه يم بوجه خالي من التعبير رغم فرحه داخليًا علي حديث أخيه و لكنه قرر إلا يبدي انفعال و رفع حاجبه بسخرية : ما شاء ﷲ علي الحب بتاعك يجلط من كتر الحنان اللي بينقط منه و أنا اللي مستغرب أوي البت بتخاف منك ليه اتاري ربنا وقعها في حيطه سد

و ازاح قبضته من علي قميصه و استقلي علي الفراش بإهمال : الا قولي بقي إيه لسه ذي ما أنت و لا مافيش فايدة في الفترة  اللي غبت فيها

نظر إلي فهد بوعيد من أفعاله و عقد ساعديه أمام صدره بينما
نظر إليه يـم بعدم اهتمام و قلب أعينه بملل : اممم ذي ما أنت يعني أومال ناوي تتجوزها أمتي و أنت عندك أربعين
و اكمل بشخصيه مختلفة تمامـًا عن شخصيته الأخلاقية بشخصية  لا يعلمها أحد غير أشقائه  : بس ساعتها هتبقي خارج نطاق الخدمة

ليكمل غامزًا له بطرف عينه  : ولا رجاله العيلة بتاعتنا قادره إذا كان أبوك خلف نجم علي كبر يعني ولد أول الخلفة بعد كدا قرر يزود الإنتاج و خلف توأم و آخر القصيدة كفر و انتهت بنجم... أسد

نظر إليه فهد هو يحاول ان يمنع تلك الابتسامة من الظهور و لكنه لم يقدر و ضحك بغل و امسك الوسادة و ألقاها علي يم بغضب بينما ارتفع اصوات ضحكات يم التي ظهرت من القلب و شاركها معه فهد

_________________

في شقة فاخرة في القاهرة......

يجلس علي الفراش من يتناول سيجارته بشرود و قاطعه تلك الحسناء التي دلفت إلي الغرفة وهي تجر عربة  الطعام أمامها و فوقها زجاجة من النبيذ الأحمر و كوس و بعض الأطعمة الشهية و هي ترتدي لباس أقل ما يقال عنه أنه فاضح و يظهر أكثر مما يخفي
يصل إلي منتصف فخدها و فوقه رداء نفس طوله و لكنه لا يستر شئ أيضـًا
و وضعتها أمام الفراش و جذبت الزجاجة و قامت بعمل لنفسها كأس و الآخر له و جلست بجانبه علي الفراش وهي تتمسح به بطريقه مقززه بينما هو ابتسم بسخرية و جذب من يديها و وضع السيجارة في المطفأة بجانبه و نفث دخانه بشرود و شرب محتوي الكأس علي دفعه واحده
بينما هي تمسك كاسها بيدها و ترتشف منه بتمهل و لاحظت شروده و مدت يدها و اخذت  في تحسس وجهه : مالك يا حبيبي لسه برضوا سرحان في اللي اسمه يـم ده

أكرم : أنا ورايا غيره عملي الأسود في الحياه
المجهولة : أنا مش عارفه أنت مدي ليه الموضوع أكبر من حجمه ما نبعت ليه أي بنت من الكباريه  و خلاص و تجر رجله و ساعتها ميقدرش يرفع عينه في عين أسياده مره ثانيه
أكرم : أنتِ فكرك مفكرتش  في ده بس حسن بيه قالي مينفعش و اكمل بسخرية : اصل البيه مالوش في الشمال
شهقت المجهولة باستنكار و كأنه شئ خارج الطبيعية فعله : نعم !... ده علي أساس أنه عمره ما لمس ست قبل كده
أكرم بسخرية و سحب سيجارته مجددًا و وضعها في فمه و أخذ نفس عميق و نفثه : علي حسب كلام حسن بيه آه عمره ما لمس ست قبل كده ...
المجهولة بسخرية : ده عامله حساب علي إيه تلاقيه حته ظابط لا راح و لا جه لحد دلوقتي بمكالمة صغيرة منك تقدر تمحي اسمه و اكملت بضحكه خليعه : يا بيبي يا اللي ميقدرش يجر رجل ست ميقدرش علي حاجه و ساعتها خساره فيه كلمه رجل و تلاقيه اصلًا سمعه علي مافيش
أكرم بسخرية : بلاش تتنفخي أوي كدا أنت مشفتهوش قبل كدا.. أنا اللي شوفت ده جبروت بعترف بده و دماغه شغاله مش بتنام و من النوع الملاحظ.. تحسيه أصلًا مش مصري جماله مش أمريكي و لا مصري تحسيه كده مكس غريب جذاب يعني مش ذي ما أنتِ ما بتقولي رجل و ده باين عليه
المجهولة بصدمه : أكرم أنت بتشكر في حد غيرك
نظر إليها أكرم بملل و جذب هاتفه من جانبه من علي الفراش و اخذ  يضغط علي عده ازار علي الهاتف تحت دهشتها و حديثها المتواصل......
المجهولة : أنا مش عارفه عامل حسابه علي إيه ما تسيب الموضوع ده عليا و في خلال ساعات اوعدك أنه يبقي في سريري

إلا أن قاطعها و هو يضع الهاتف في وجهها و إلي هنا توقف الحديث في حلقها و أخذت تنظر إلي الهاتف ببلاها و نظرت إلي أكرم بصدمه و إلي الهاتف مره اخري مجددًا

و لم تزيح اعيونها من علي الصورة و بدأت تشعر أن حرارة جسدها ارتفعت : مين ده؟!
أكرم بسخرية : عجبك
أخذت تنظر إلي الصورة وهي تتفحص ملامحه بشدة أنفه الحاد شفائه الغليظة الرجولية بشرته  البرونزية اعيونه التي تنعكس عليها ضوء الشمس منظرًا خاطفـًا لأول مره في حياتها تري عيون مثل تلك تشعر أن السماء و البحر في تلك العيون بدون اختلاف مع عضلات صدره السداسية التي تلمع في الشمس حبيبات العرق المتناثرة علي جسده لتعطيه منظر مهلكـًا للقلوب
أكرم بسخرية : علي العموم هيريحك ده لسه العيل اللي كنتي بتقولي عليه ده يــم الراوي
جبت صورته من حساب أخوه من علي الانستجرام

التمعت عينيها ببريق خبيث و ارتفع جانب فمها بابتسامه ساخرة : متجوز ؟!
أكرم بسخرية : مش بقولك عجبك !!

رفعت انظارها إليه و تحدثت بسخرية تتابعها ضحكاتها الخليعة : تعرف لو ده متجوز فعلًا يبقي خسارة  في الجواز ده محتاج يبقي ذي الطائر الحر علي كل غصن شويه و خسارة  يبقي في نوع واحد صدق اللي سماه الطوفان ده زلزل كياني في دقيقه أومال لو كان قدامي كنت هعمل إيه يخرب عيونه السماء حالفه أنها تبقي لونهم

جذبها من خصلات شعرها بقوه جعلها تصرخ بألم شديد بينما هو شعر بنار داخل صدره تنهش في قلبه من حديثها إذا فتاة  ليل و اعجبت به من مجرد صوره إذا ماذا فعلت سلا إذا كانت معه هو أمام انظارها

المجهولة بـ الم و صراخ : أكرم سيب شعري هيتقطع في ايدك خلاص أنا آسفه ماكنتش اقصد
أكرم بغضب اعمي : اسمعي يا روح **** مش معني اني سايبك  تلفي علي أبويا ده عشان تعدلي مزاجه و أنا جاي هنا عشان مزاجي يعني أنتِ مجرد واحدة ***** مع كل واحد شويه فوقي لنفسك ماشي يا سونيا عشان ساعتها هرجعك من المكان اللي جيتي ليه يا ******

و لطم علي وجهها بقوه جعل شفتيها تنفرج و تهطل منها الدماء و ألقاها أرضـًا و جذب ملابسه و ارتداها سريعـًا تحت انظارها الغاضبة الممزوجة بالدموع و تغرق وجنتيها و اخذ متعلقاته الشخصيه و ذهب من الغرفة بعد ما القي نظره ناريه عليها و ذهب
سونيا بغضب و هي تبكي : و ﷲ لوريك يا أبن التهامي و ساعتها نشوف مين هي سونيا

تأوهت بألم و نهضت بحذر شديد من علي الأرض في اتجاه المرحاض تلملم شتات نفسها و هي تبكي علي حالها و تتوعد إلي أكرم و تسبه بأفظع الألفاظ
و لكنها من اختارت ذلك الطريق الذي بلا رجعه الجميع يمر بأزمات و تطيح به الحياه و لكن خير الناس هو من ينهض بقوة  و عزيمة من الضربة و يتحدى الصعاب لم يبني الإنسان نفسه من لا شئ و رغم أن الحياه تعطي و تأخذ و لكنها تعطي القليل و تأخذ الكثير و لكن الإنسان الذكي هو من يحول القليل إلي الكثير حتي لو كان ترابـًا من الممكن أن يحوله إلي ذهب.. الأخلاق هكذا إذا ذهبت لا يمكن عودتها إلا بعد خساره شئ كبير و من أكبر الاشياء التي تخلت عنها الشرف و الدين و المبدأ.........

___________________

في ڤيلا الإسكندرية

يجلس يـم أمام البحر و الهواء يلفح بوجهه بقوه و أغمض أعينه و هو يشعر في ذلك المكان بالراحة و أصبح كاللوحة الفنية بضوء القمر المنعكس علي البحر لتعطيه شكل جذاب خاطف للأنفاس ليشعر بأحد يجلس بجانبه فتح جفونه و ابتسم ابتسامة  هادئة... التفت وجد فهد و هو يحمل بين يديه علبتين من الآيس كريم ذات الحجم الكبير و يغمز إليه بمرح
ابتسم يــم و تنحي جانبـًا ليجلس فهد و أخذ منه علبه و فتحها و معها المعلقة
و اخذ في التناول منها غير مهتم أن من الممكن أن يمر أحد و يراه و التفت إلي فهد وجده شارد الذهن
يم : تعرف بقالنا قد إيه مجيناش هنا  بس ناقصه ..
فهد بابتسامه : ناقصه نجم.. أنت كلمته ؟!
أكل يـم من العلبة و تأفف بضيق : رائيك ايه ...

ضحك فهد هو يعلم أن يم لا يقدر علي الابتعاد عنه طويلًا : يبقي كان معايا حق ذي كل مره مقدرتش تمسك نفسك !!
يم : اللي مخليني اتشل أنه معاه بكون ناوي علي سواد عليه مجرد ما الاقيه جاي عليا و يحضني بنسي ده لو كان مراتي ماكنتش هيقدر يلعب بعقلي كدا
ضحك فهد عاليًـا بينما تنهد يــم بتعب مع ابتسامة غل و هز رأسه بيأس
فهد : سيبك أنت عملت شغل جامد مع نيروز
يم بجديه و وضع العلبة جانبًــا : ذي ما كان السبب أنه يخبئ علينا و يشوه صورته قدام زين يرجع صورته ثاني و أحسن من الأول إحنا مافيش حد في عليتنا مش رجل و نجم لما يكبر أنا متأكد أنه هيبقي حاجة كبيرة  و عارف أنه لسه طائش
فهد : يـم !! نجم ماجاش جنب البنت و أنت عارف

أومأ يـم بهدوء : عارف بس أنه راح لهناك ده غلط بحد ذاته و المفروض يبقي صاحب قرار نفسه مش حته عيل يمشي كلامه علي نجم الراوي احنا مافيش حد يقدر يمشي كلمه علي حد فينا و نجم أنا متأكد منه تربيتك و تربيتي ليه و لسه لما نشوف هيحصل فينا إيه
أومأ فهد بهدوء و اغمض أعينه مرجعًا رأسه للخلف و نظر إليه يم و تنهد بتعب : مزود حملك ليه يا فهد ؟! صدقني الموضوع ابسط من كدا و ماحدش بيفكر بطريقتك ديه دلوقتي و بعدين يا سيدي ما أبوك اكبر من أمك بخمستاشر سنه و عاشوا مع بعض احلا سنين عمرهم و خلفت منه اربع ولاد مش واحد و لا إثنين
اعتدل فهد في جلسته و نظر إليه و ارتفع جانب فمه بسخرية : مزوده  هو تقيل لوحده... أمك و أبوك غيري نهائي مافيش مقارنة  أنت عارف أن أمك كنت بتحب زين من ساعة لما كانت عيلة  و لما كبرت اتجوزها و ده كان بـ اراده منها و كانت نفسها فيه أكثر منه لكن أنا...

و تنهد اخذًا نفس طويل هو يحاول تهدئه تلك النيران المشتعلة داخل صدره بينما يـم يري انفعالاته بوجه هادئ
فهد : أنا بحمد ربنا إني متجوزتهاش كان زماني عايش في جحيم أكثر من اللي فيا
يم بتساؤل و عقد حاجبيه بتعجب : أومال هتعمل إيه في اتفاقك مع أبوك مش هو قالك لما تكمل 19 تكتب كتابك عليها و فاضل كام شهر و جنة  يبقي عندها 19 سنه
فهد بسخرية : اتفاق إيه أنا مش هوافق هي خلاص كانت فترة  وراحت لحالها أنا اصلًا هنقل شغلي القاهرة و هكمل في بيت العيلة و هستقر هناك أنا تعبت و قرفان من نفسي و منها و الدنيا كلها أنت مش متخيل أنا بحس بأيه لما بتقولي يا أبيه ساعتها فعلًا بحس إني بني آدم و**** إني في يوم فكرت فيها أنها تبقي زوجة و أم لولادي و قبل كل ده حبيبتي ملقتش غيرها من قلة  الستات

أنا اروح أحب واحدة  أخري بالنسبه ليها أبيه كل واحده حلمها ابقي في حضنها حتي لو ليلة  و أنا اروح أحب طفلة  كلها مش بتوصل لصدري

شعر يم بمدي المه لا يشعر احد بالآخر الي الذي كان يتألم نفس الوجع و لكنه هناك اختلاف لم يحبها و لكنه يشعر بقبضة  تعتصر قلبه و أنه فقط حامي لفتره مؤقته لكي تصبح في أمان ليس من أجله بل من أجل شقيقه.......

و آفاق علي حديث فهد : انسي خلاص مافيش فايدة اصلًا من الكلام في الموضوع ده مهما حصل المهم زين طلبنا احنا الإثنين للبيت بكرا
يم : كده كده كنت هروح بكره غيث جاي بعد بكره اسكندرية
فهد : وحشني الواد ده و ﷲ لسه صح متجوزهاش
يم بسخرية : مش لما ترضي عليه هي.. بيحبها و من ساعة ما كانت صغيرة  و برضو مش ليه تحس يا أخي أنها لعنه و نزلت علي الكل..
فهد بسخرية : علي رائيك بس جبروت البنت ذي اسمها نيران و هي نيران فعلًا يا أخي يغور جمالها ببرودها ده أنا اتعملت مع صفاء و هي كانت معاها دقيقة  كمان و كنت هجيب وشها في الترابيزة
يم بضحك : و عملت ايه!
لوي فهد فمه بنفاذ صبر : مافيش حطيت الشروط علي مزاجي مده التسليم في الوقت اللي أنا عايزها و لا هي و لا غيرها يقدر يقف في وش حاجه أنا عايزها
يم : يا عم الجامد
التفت فهد إليه بعدم تصديق بينما ضحك يم و غمز إليه بتلاعب و ضربوا كفهم في كف الآخر و تعالت ضحكاتهم

حمحم يـم بجديه : أنت شوفت نيران فين صح؟!
حرك فهد كتفيه بلا مبالاة و امسك العلبة و تناول القليل من الآيس كريم : كانت عايزه تبني فرع في اسكندرية توسيع شركات الصفا للاستيراد والتصدير و اختارت شركة  الهندسة بتاعتنا و ابوك كلمني عشان اجي و بيدور علي مكان مناسب للمشروع اقترحت و هي رفضت و الغريب أن صفاء و لا اتكلمت كان هي صاحبة الشركة و دورنا علي مكان مختلف عشان الليدي يعجبها و بتقولي أنا ساكته بس عشان خاطر يـم و أن أنت غالي عليها دقيقة  كمان يمين بـ ﷲ ما كنت هسيبها بيحب فيها إيه ده.. بتفكرني بمادي حقوق المرأة
تنهد يــم : بيحبها يا سيدي يعمل إيه في قلبه بس فعلًا يا فهد أنا شوفت نيران و كانت صغيرة  في وقتها لسه في ثانوي و كانت حاجة ثانية  اتغيرت من اللي حصل ليها و اللي خسرته مش سهل علي أي بنت أنها تخسره ربنا يقوي غيث و يتحمل ده و الموضوع ميبقاش عقده في حياتهم
فهد بجديه : عارف و مقدر أنت حكيت ليا ساعه لما قابلتها عشان كده سكت عليها بس فعلًا لو غيث بيحبها هيقدر ينسي الموضوع و يكمل معاها الحب أقوي من اللي حصل و لو بيحبها فعلًا هيقف في وش الدنيا كلها عشان تبقي ليه ربنا يقويه و يهدها بقي كفرت أمي و هو مش شغلها

ضحك يـم و نظر إلي فهد الذي حرك رأسه بيأس فقد جعلته تلك النيران يكره جنس حواء
ضربه فهد في كتفه : اتلم يا حيوان
تعال ضحكات يـم و وضع رأسه علي كتف فهد بينما وضع فهد يده علي شعره و مسح عليه بحنان

___________________

في تلك الڤيلا في الساحل الشمالي ....

يقف في الحديقة و يحمل بين يديه كوب قهوته و يرتشف منه بشرود وحيد ليس معه أحد يعيش في العالم من أجلها فقط نعم طفلته الأولى سلا

إلا أن قاطعه صوت هاتفه يعلن عن رساله خاصه و اخرج هاتفه من جيب بنطاله و وجد عده صور لـ يــم و هو يجلس مع فهد
راي مدي حنان فهد علي يــم و حبهم إلي بعضهم البعض شعر بتلك النيران داخل قلبه عندما ابتسم توأمه إلي غيره حتي إن كان شقيقه الأكبر نعم هو توأمه و تلك الابتسامة ليست إلي غيره ..............
و تذكر أول مره رأي بها يـم الراوي نعم لقد رآه قبل عده سنوات و يبدو أن يم لا يتذكر ذلك و لكنه لم ينسي ذلك اليوم أبدًا التي من يومها بدأت اللعبة و عرف نفسه

Flash Back....

في مطار لندن الدولي.......

قبل ثلاث اعوام

يقف زياد في ذلك الصف للتأكد من الأوراق القانونية و بعد معرفة  هويته و التأكد منه اخذ أوراقه و تذكره  سفره و ابتسم للضابط بمجامله وهو يشكره اخرج هاتفه يلهو به إلي حين إعلان معاد الطائرة و لكنه أوقفه ذلك الحديث الذي جعله يرغب في الضحك من قلبه

بينما يقف هو في الساحة بعد انتهاء عمله و هو يرتدي سروال اسود من خامه الجينز و قميص ابيض فوقه جاكيت من الجلد و يضع نظارته علي اعينه و حقيبة ظهره و هو يتحدث مع كارثه حياته

يم بغضب مكتوم : يا ابني ارحم أمي عروسة ايه بس كنت في زفت شغل و أخوك كان عايزني عشان كدا سافرت
نجم : لا ما أنت تفهمني بقي شغل إيه ديه اللي ياخدك مني شهر يا بيه ها شغل ايه يا آخره صبري انت تلاقيك ضربت ورقتين في السكرته  و من ورا زين و كان معاك الرأس الكبيرة فهد مش هو معاك و سايبني هنا مع ابوك
يم : أنت لو مراتي مش هتعمل كدا معايا و ورقتين طب لما ارجعلك يا نجم و حياة  أمك لربيك من الاول يا تربيه ****
نجم بتأفف : مش في البيت أنا
عقد يم حاجبيه باستغراب : أومال فين يا نيلة
نجم : عايز أكل كفتة..

تأفف يم بنفاذ صبر و قلب أعينه بملل : أنت فين دلوقتي يا عقدة  حياتي يلي ربنا بلاني بيك علي كبر
نجم بابتسامة واسعة  : في الڤيلا الساحل  ده أنا مصدقة يا جدع اخد نفسي
يم من بين أسنانه : بكرا الصبح بالكثير هبقي عندك أنا و فهد عملت حركه يمين أو شمال قسما بـ ﷲ يا نجم لخلي أمك توزع علي روحك قرص فاهم.. و أبقي روح اوضتي هتلاقي الكريدت في درج المكتب خدها


نجم : خليها تفاح امريكي احسن مش بحب القرص.. حتي في موتي هتستخسر فيا يا يــم
يم بصراخ و نسي المكان الذي يوجد به : غور يالا
و اغلق الهاتف في وجهه و هو يسبه بكل اللغات التي يعلمها و عندما التف اصطدم بشخص و وقع هاتفه أرضًـا و نظارته الشمسية و الآخر وقع هاتفه أرضـًا

نزل الإثنين في نفس الوقت لجذب اشيائهم و بينما زياد يضحك علي ذلك الحديث الذي سمعه بدون قصد
و امسك اشياء يـم قبل أن يمسكها هو نهض الإثنين رفع يـم أنظاره إليه و أنظار زياد توقف العالم بينهم ينظر إليه يم بأعين مفتوحة  من عدم الاستيعاب عندما رأي أعينه تذكر علي الفور أعين شقيقه التوأم نعم تشبه كثيرًا إذا لم تكن نسخه طبق الأصل عن اعينه و لكن الذي جعله يهدي أنه ليس نفس شكله
بينما زياد يقف و يشعر أن قلبه يقرع مثل الطبول و همس بدون وعي و لم يسمعه يـم عندما راي زرقه أعينه التي طوال حياته لم يري مثلها : بحر

يـم ببرود و هو يبسط يده لكي يأخذ  اشيائه و تحدث بالإنجليزية بطلاقة

: Sorry, I didn't mind

بينما حمحم الآخر بأحراج و تحدث بلكنته الأم مع ابتسامه : العفو ! أنا اللي ماخدتش بالي
ابتسم يم بدون اراده : مصري؟! علي العموم شكرًا
و اخذ اشيائه من زياد و التفت علي صوت فهد الذي جاء هو يحمل حقيبة صغيره علي ظهره و سماعه بلوتوث في أذنه : يلا يا يـم نداء الطيارة بتاعتنا
يم بابتسامة : تمام
و التفت إلي زياد و حرك رأسه بحركة الشكر و وضع نظارته الشمسية لتمنع أعينه من الظهور و ذهب مع فهد هو غير مهتم  ماذا فعل اسمه بذلك الشخص الذي خلفه و همس بتعجب : يــم

Back....

افاق مش شروده علي صوت هاتفه الذي يعلن بمكالمة و وضع علي زر الرد و وضعه علي أذنه و اخيرًا تحققت الأخبار الذي طالما أراد سماعها
و تحدث بصوت هادئ  مع ابتسامه ثقه : تمام شوف هتبقي فين و قولي

و أبعد الهاتف عنه و أغلق الخط في وجه الشخص دون سماع الباقي و جلس علي الكرسي الذي يوجد في الحديقة و طاولة  و وضع فنجان القهوة عليها و ارجع بظهره للخلف و وضع قدم علي الاخر : هانت أوي يا سلا هانت عدي الكثير و بقي القليل يا حبيبتي

و ابتسم بسخرية و جذب علبه سجائره و اشغل واحده و اخذ نفس عميق و نفث دخانه بشرود و هو فرح بعد أن وصل إلي غايته

_______________

في صباح اليوم التالي...

يمر علي البعض بالخير واليمن و الباقين هو بداية  الجحيم لهم

تفتح أعينها لتقابل ضوء الشمس الساطع لتتأفف بضجر و وجدت من يجذب من عليها الغطاء لتبقي بدون غطاء لتصيح و هي علي وشك البكاء و نهضت من علي الفراش بضيق

جنة : يا بنتي ارحمينى عايزه  أنام أنام إيه يا شيخه ارحمي نفسك ده أنتِ طول الليل صاحية و عايزاني اصحي معاكِ
سلا بغضب رغم تعبها الواضح و أعينها الحمراء من البكاء و وجهها شديد الاصفرار و تلك العلامات السوداء أسفل اعينها و التي تدل علي أن النوم لم يمسها وهي تضع يدها في خصرها : أنتِ شايفه أن الموضوع مش يستأهل كل ده
جنة : لا مش مستاهل و شايفه إنك اوڤر بصراحه ده كان مجرد اقتراح من اونكل و أنتِ رفضتي مالوش داعي بقي المناحة اللي أنتِ عملاها ديه بلاش نكد بقي
سلا وهي علي وشك البكاء : أنتِ مش فاهمه حاجه.. و مش حاسة بيا

قلبت جنة عينيها بتعب و تنهدت طويلًا وهي تحاول تهدئه حالها تعلم أن سلا في أقصي مراحل الضياع و فهمت جيدًا إعجابها الشديد بـ يـم هذا الواضح إليها من خلال الفترة  التي جلست معها و دائمًا ما كانت تسأل عليه لتعرف أحواله بحجة  القضية و المكالمات الهاتفية بينها و بين يـم التي كانت في إطار القضية ليعملها بكل جديد... كانت تقلب يومها رأسًـا علي عقب عندما يتأخر دقيقة  في الاتصال في البداية كانت لا تفهم صديقتها لكن بعد ذلك فهمت أن صديقتها بدأت أن تقع في حب الطوفان إذا لم يكن بداية العشق

و اعتدلت في جلستها و جذبت سلا من يدها و جعلت تجلس بجانبها و أمسكت يديها و ضغط عليها بخفه وهي تنظر إليها بابتسامه ناعمة و تحدثت بدون مقدمات أو تلاعب : سلا أنتِ بتحبي يـم

نظرت إليها سلا بصدمه و الدمع يترقرق في أعينها بينما اكملت جنة  حديثها : مالك بتبصي ليا كده عشان بقولك الحقيقة  أنتِ بتحبي يـم من أول لما شوفتيه بدون اراده منك الظروف كانت معاكسه و معاكِ حق انك متعرفيش مشاعرك ايه خصوصًا الموقف اللي كنتِ فيه ماكنش سهل و طبيعي اي حد في مكانك كان عمل كده
نهضت سلا بغضب من جانبها و مسحت وجنتيها بعنف : أنا مش بحبه و أنتِ بالذات عارفه أنا بحب مين أنا مش هنكر إني أول لما شوفته معاكي كنت معجبه بشخصيته و مبهورة من كلامك عليه لكن مش بحبه يا جنة

جنة بغضب و نهضت هي الأخرى و أشارت بأصبعها أمام وجهها بجده : أومال لو مش بتحبيه لما اختفي ليه كنتِ متغيرة  و زعلانة .. لما كان بيتاخر في يوم أنه يكلمك عن المعاد عشان يقولك تفاصيل القضية كنتِ بتبقي مش علي بعضك ليه... سايبه اللي قدامك و بتعاندي في نفسك عشان واحد بيجي للهانم في الحلم و واهمه نفسها أنها بتحبه
و صرخت بغضب : أنتِ مجنون في حد عاقل يوقف حياته عشان واحد بيجي ليها في الحلم و بتحلم بيه و كمان مش عارفه شكله أو إذا كان خيال أو حقيقة و طالما أنتِ مش بتحبي يـم أو حد بتفكري فيه ليه زعلانه و بتعيطي بعد ما رفضتي عرض اونكل زين ليه لو مش فارق معاكِ زعلانة  أوي كده و قاهرة  نفسك ليه النوم مش قرب من عيونك .. أوعي تكوني فاكره أن رفضك يفرق مع يـم كثير بالعكس.. لو كان عايز حد كان زمانه بقاله سنين متجوز..

لتصرخ بغضب في آخر حديثها جعلت سلا تنتفض من الفزع
و صرخت ببكاء : معرفش معرفش أنا بقيت معرفش أي حاجه بتحصل في حياتي بحبه هو أو التاني معرفش مين اللي بيجي ليا و بحس في حضنه بالأمان معرفش ليه كنت خايفه علي يـم لما اختفي برضوا معرفش

و ارتفعت شهقاتها بعنف : أنا بقيت معرفش أي حاجه في حياتي أنا ضايعة  يا جنة

جلست أرضـًا و هي تضم ركبتها إلي صدرها و تبكي بشده و تهتز من أثر البكاء بينما أمسكت جنة خصلات شعرها بقوه و هي علي وشك اقتلاعها من جذورها و ضربت علي فخدها علي العاري من بيجامتها المنزلية الطفولة القصيرة بقله حيله و جلست علي ركبتيها أرضـًا و اخذت سلا بين أحضانها و تمسكت سلا بدورها بها بقوه
جنة:  أنا آسفه يا سلا خلاص متزعليش بس فعلا ماكنتش اقصد
سلا ببكاء : أنا عايزه مساعدتك يا جنة  من غيرك مش هقدر اعمل حاجه
جنة  : خلاص يا حبيبتي أنا معاكِ في أي حاجه مهما كانت بس اهدي

ابتعدت سلا عنها و مسحت دموعها : عايزة  مساعدة  منك و ماحدش يقدر يساعدني غيرك فيها
ابتلعت جنة ريقها بصعوبة و نظرت إليها بصدمه و هي لا تستوعب حديثها
إلا أن صرخت بحده : لا طـبــعًــا

_______________

في الساعة الثانية ظهرًا.........

توقفت سيارة رياضيه حمراء نهاية موديل هذه السنه خرج يـم من السيارة اولًا يليه فهد و كانوا ايقونة من الوسامة برجولتهم الطاغية حيث كان يـم يرتدي بنطال زيتي اللون فوقه تيشيرت أبيض فوقه جاكيت من الجلد فاتح اللون يميل اللي اللون الثلجي و حذائه الأبيض
فكان مختلف و مميز علي غير العادة و أغلق باب السيارة ضاحكًا و يحرك رأسه بعدم فأئده من أخيه بينما خرج فهد بعده و هو يرتدي بنطال كلاسيكي رمادي اللون فوقه قميص أبيض و يمسك في يديه اليسرى حقيبة صغيرة يضع بها متعلقاته الشخصية

و دلفوا إلي داخل البرج و استخدموا المصعد تحت تأفف يـم و هو ينظر إلي فهد بطرف عينه و يشعر بـ الملل من حديثه

فهد بتلاعب : ما بالك أنت لو كنت موجود كنا عملنا شغل جامد
يـم : ماليش في الرمرمة  بحب النظافة و اقفل قميصك ده مش عارف أنا إيه الحكمة من فتحه كدا
امسك فهد ذقنه و جعله يلتفت إليه : سيبك من قمصاني اللي عامله ليك عقده مش هتروح
ازاحه يـم يده من علي ذقنه : فهد فكك مني مش رايح في داهيه
فهد : ليه بس كدا يا زوز ده سارة  نازله مخصوص عشانك
يم : عشان يا قلب الزوز مش أنا اللي قولتها تيجي و بصراحة  كده البت ديه مش بتنزل ليا من زور
فهد بغمزه : قاسي أنت يا طوفان ده حتي البنت بتحبك
يم : عارف بس أنا لا تشوف غيري و أنا عمري ما اتجوز واحده كان عندها استعداد تضحي بشرفها معايا حتي لو بتحبي مش مبرر أي بنت تحب واحد تتخلي عن شرفها و أنا واحد بسافر كتير يعني اللي عايزها تبقي مراتي و أم عيالي مش شايفها في ساره و لا في أي شكل من الأشكال مش هأمن علي بيتي و علي شرفي و أولادي لو هي مراتي أنا عايز واحده اكون متأكد إني سايب راجل دكر كده في بيتي و مع الناس اللي برا لكن معايا تبقي حاجة  ثانيه
أنا اللي عايز اتجوزها اتعب عشان اخدها احس انها حلم صعب اوصل ليه افضل احلم باليوم التي تبقي فيه ملكِ مش أي واحدة  و خلاص
فهد بسخرية : أنت كده عايز واحد تفصيل مش بني ادمة ذي الستات اللي احنا بنشوفها
يم بابتسامه من بين أسنانه : تصدق بالله إني ابن **** عشان بتكلم مع اشكالك كفايه عليك لحد النهاردة كده

و ضغط علي زر المصعد و انفتح الباب و خرج هو يسب فهد بينما ضرب فهد كف علي كف بذهول و تحدث بصوت عالي : طب استني اشرحك يا زوز خد يالا

و ضحك عاليًـا هو سعيد بعوده ابنه و ليس شقيقه

_________________

دلف يم و فهد إلي المنزل سويًـا و تتعالي ضحكات فهد بينما ينظر إليه يـم بقرف و تأفف بنفاذ صبر هو علي وشك التقيؤ و هو يشير بيده تجاه قميصه المفتوح إلي منتصف صدره
يم بتأفف بقرف : يا عم اقفل قميصك ده بقي لازم تفتحه لحد نص صدرك يعني ده مش اغراء علي فكره ده كده قلبه معده بشعر صدرك اللي طالع ده بلاش قرف بقي

ضم فهد قميصه و غمز إليه بأحراج مصطنع : بس يا يـم بقي عشان بتكسف
لوي يــم فمه بسخرية : لا و أنت وش كسوف أوي ده أنت بجح يالا
كان فهد علي وشك الإجابة و لكنه أصدر صفار عالي و لم يحرك عينيه من مكانهم عندما وقع بصره علي....... و نظر إليه يـم باستغراب و عقد جبينه بعدم فهم من نظرات أخيه الثابتة

يم : فهد !!! مالك يا أبني ؟!
فهد بابتسامة فخر و هو لا ينظر إلي يـم بل باتجاه آخر : تربيتي !!!

نظر يـم إليه باستغراب و ازاد انعقاد حاجبية
و نظر في اتجاه نظر فهد و في أقل من ثانية  كان فمه يصل إلي الأرض من هول الصدمة
يم بصدمه : مين ديه
فهد بابتسامه و نظر إليه و أشار في اتجاه تلك الفتاة المتفجرة الأنوثة التي ترتدي فستان قصير باللون الوردي الفاتح المناسب لبشرتها تمامًـا و تظهر أنها في بدأيه العقد الثاني من عمرها تجلس بجانب نجم علي مائده الطعام بدل من الغرفة و أمامهم الحاسوب المحمول و هم يجلسون بجانب بعضهم البعض و غير منتبهين لوجود الإثنين و كل تركيزهم ملقي علي الحاسوب المحمول و هي تشرح إليه بهدوء و تلقي إليه بعض المعلومات الهامه لكي يدونها

فهد باعتزاز و فخر : ده امجاد عيلة  الراوي
نظر إليه يـم بنظرات ناريه و كور يده بحركة غاضبه يحاول السيطرة علي نفسه من أفعال أخيه التي لا تنتهي : فهد.. بلاش قله آدب فين أمك و أبوك علي المهزلة اللي حاصله ديه ؟!
فهد بعدم اهتمام و ابتسامه لعوبة : يا عم بلاش عصبيتك ديه تلاقيها المدرسة بتاعت الكيمياء مش أبوك قال إنه هيجيب مدرسة مخصوص ليه تلاقيها ديه و اكمل بابتسامة  لعوبة و هو يمسك ياقة قمصيه بحركة متفاخرة و غمز بشقاؤه : بس بصراحه كيمياء اصلي أنا حبيبت الكيمياء خلاص المادة حلوة  أوي بصراحه أحلا ماده في تاريخ الوزارة أنا بفكر اخلي ابوك يخليني اخد معاها الدرس بفكر اخد شهاده محو الأمية ثاني

يـم باستنكار و هو يشير بيده تجاه تلك السيدة و لم يأخذ في باله حديثه أخيه بل كل تركيزه منصب تجاه تلك الفتاة أو السيدة و شده قرب نجم منها : ديه مدرسة كيمياء ديه آخرها تعلم الآداب حلو الانحراف  لكن كيمياء معتقدش ديه جايه من كبارية  مش من مدرسة

و عقب كلماته ارتفع صوت ضحكه انثوية عالية من تجاه الفتاة  ضحك عليها فهد و تحدث بغمزه
فهد بضحك : العب يا وحش !

نظر يم بغضب في الجهة الأخرى البعيدة عن وجه فهد و وضع يده علي وجهه بقله حيله و هو يحاول تنظيم أنفاسه من شده الغضب التي يمر بها من اقوال و تصرفات أخيه الاكبر الذي هو من المفترض أن يكون قدوته و لكن هذا الكلام لا ينطبق علي فهد و التفت لكي يوبخه و يلقي كل غضبه عليه و لكن للمفاجأة أنه ليس بجانبه من الأساس بل ذهب في اتجاه تلك الفتاة  التي مع نجم

و نظر إليه بصدمة و تمني ألا يفعل أي فعل من أفعاله الوقحة خاصة  أمام نجم فهو أخيه و خير من يعلمه و تنهد بعصبية و كور يده علي هيئه قبضه أدت إلي ابياض مفاصله و ظهورها يدل علي شده غضبه

و وقف مكانه و قرر الاستماع إلي الحديث و اذا احتاج الأمر اللي تدخل سوف يفعل و لكن لا يجوز دخوله الآن هو أيضًـا خاصه أنها فتاة  وحيدة علي ثلاث شباب و لا يعلم أين والده و والدته و الأخص سلا و جنة

وقف يشاهد ماذا يحدث بغضب عارم هو يسب بصوت منخفض اخويه  الإثنين و عزم علي تربيه نجم من جديد يبدو أن المرة الفائتة لم تبدي جدوي إلي أن احتلت معالم وجهه الصدمة من ما سمع سرعان ما.........

ذهب فهد بخطوات واثقه تجاه نجم و الفتاة و التفوا علي آثارها و رفعوا راسهم إليه

نجم باستغراب : أنت جيت يا فهد
فهد بغمزة  نبرة تحمل الكثير استغربها نجم : أيوا يا قلب فهد جيت مش تقول أنت عازم ضيوف يا نجم كنا عاملنا بالواجب

نجم باستغراب و عقد جبينه بينما تحدث فهد بجديه هو ينظر تجاه الفتاة  بابتسامه واثقه : مش تعرفنا يا نجم و لا إيه

نظر إليه نجم بصدمه و آفاق علي يد فهد التي وضعت علي كتفه بتهديد علمها نجم جيدًا و تحدث بسرعة  : آه آه آه طـبــعًـا

و نظر تجاه الفتاه و ابتسم باتساع و هي تنظر إليهم بابتسامه هادئة و تراقب ذلك الفهد من أعلاه لأسفله بإعجاب :   ..  إيسيل ..  ده فهد أخويا

إيسيل بابتسامه ناعمة  و مدت يدها لكي تصافحه : أها أهلًا يا أبيه فهد

عقد فهد جبينه بصدمه و ما زادها حديث نجم

نجم بابتسامه بلهاء و لا يعلم ماذا حدث عندما تفوه بتلك الكلمات التي كادت أن تصيب فهد بالشلل : فهد ديه إيسيل  زميلتي في المدرسة

إلي هنا ارتفع صوت ضحك يم بطريقه هستريه و توقف بسبب صوت حاد من خلفه
زين بحده : إيه اللي بيحصل ده
نجم بضحك : إيه اللي أنا شايفه ده
أشار يـم إليه بغمزه : في الملعب
نجم هو يبعث إليه قبله في الهواء : تربيتك يا طوفان
زين صرخ بنفاذ صبر : بس يا ولاد الكلب أنتوا الثلاثة ....

يتبع

إلي اللقاء في الحلقة القادمة

سلا طلبت ايه من جنة

فهد هيبقي علاقته ازاي مع جنة هل ممكن يختار غيرها

سونيا الراقصة صاحبة حسن و ابنه في نفس الوقت

زياد هو يامن و شرير القصة ممكن؟! 

زياد { يامن } هيعمل ايه مع سلا

بنت هتبقي صراع الأخوة بعد زمن غياب

سلا هتبقي من نصيب مين هل ممكن يامن ينساها

سونيا هتعمل ايه مع أكرم

أكرم هيعمل ايه مع يم

عارفه الرواية فيها غموض كتير بس مع الوقت كل حاجه هيبان 


جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن