الفصل 28

20.8K 971 112
                                    

بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ....

« قيصر قصرها الجزء الثاني»
                 « سلسلة للحب شعائر خاصة»
الفصل الثامن و العشرون و ما قبل الأخير

نزلت من علي درجات السلم و هي تمسك الترابزون الذهبي.. تتطلع للمكان حولها بأعين متفحصة.. لتوها استيقظت من تلك الغيبوبة بعد بكاء دائم طوال الليل.. تصدم أن الساعة أصبحت السابعة مساءً.. اخرجت طرف لسانها تبلل شفتيها تناجي بأسمه بصوت هادئ:-
- محمد.. يا محمد..

زفرت مرتعدة خوفًا من عدم وجود أحد معها فهي تكره الوحده و تمقتها.. وقفت في منتصف البهو و لا تعلم إلي أين تذهب لأول مرة في حياتها تأتي إلي منزله في مصر.. فـ أيام زواجهم كان يعيش معها في أمريكا و لم تأتي لمصر سوي لمرة واحدة فقط و استقبلها صديقة في منزله و لم يكن سوي زين.. لحظة غير محسوبة جعلت أعينها تسقط علي تلك الصورة التي تتوسط جدار الحائط.. لبرهه ظنت أنها مادي.. إلي أن أدركت أنها لم تكن سوي لوالدتها « چنا » تشبها كثيرًا تلك الأعين الخضراء الناعسة.. و الشعر الاشقر باختلاف شعر مادي البني و تلك الابتسامة البريئة التي تذهب بالعقول.. لأول مرة في حياتها كانت تراها و لم تنكر أنها بالفعل جميلة.. شقت إبتسامة مريرة علي شفتيها فور أن رأت محمد يعانقها من الخلف مقبلًا وجنتيها أما أعينها تدل علي سعادتها..و هي تمسد علي معدتها المنتفخة يبدو أنهم اخذوا تلك الصورة اثناء حملها.. رغبة ملحة في البكاءٍ أنتابتها طالما أحبته بكل جوارها.. تمنت أن يعطيها نصف الحب التي كان يحبه لزوجته.. أو عندما تأتي سيرتها لا يتوقف عن مدحها مثلها.. جعلها تتمني أن لو كانت هي التي تحت الأرض مكانها علي أقل ستبقي سيرتها معه و ذكراها في قلبه.. مسحت تلك الدمعة التي فرت منها سريعًا فور أن استمعت لصوته الهادئ يهتف:-
- چنا..

أومأت سريعًا تهتف بنبرة جاهدت في جعلها متزنه كي لا تظهر غصتها تهتف:-
- شبه مادي.. شكلك كنت بتحبها أوي عشان تبقي شبها كده

لاحظ أعينها المخبئه عنه و لم يريد الضعط عليها يعلم ما بها.. و مدي تعلقها بروبين أراد أن يخفف الضغط قليلًا و أردف بنبرة عابثة:-
- طب ما روبين شبهك.. ما يدلش إني حبيتك برضو

توسعت حدقتيها الذابلة و التي حاوطتها تلك الدائراين السوداء مثل أثر البكاء تلوي فمها بسخرية تعقد ساعديها أمام صدرها تهتف:-
- عارف يا محمد.. لو السما انطبقت علي الأرض مش هصدق.. أنت محبتش غير واحدة و هي مامت مادي الله يرحمها أما أنا للأسف جيت ليك في وقت احتياج مش أكثر كل واحد فينا كان محتاج للثاني.. كنت محتاج حد يعوضك مكان چنا و أنا كنت عايزة انسي سليم بس مش أكتر

احتدت أعينه بغضب كالجمرات عقب ما ذكرت اسمه يهتف بنبرة محذرة:-
- مش ملاحظة أنك لسه فكراه.

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن