الفصل(21)

23.6K 1.2K 154
                                    

من قال أن المرأة  ضعيفة؟!!  فهي مثل الهواء تتغير حسب الظروف فمن الممكن أن تكون تلك النسمة التي تنعش قلبك و من الممكن أن تكون تلك العاصفة التي تقلب حياتك رأس علي عقب .


عقب كلماته صمت الثلاثة مره   واحده و بعد ذلك نظروا إلي بعضهم البعض و انفجروا في الضحك من جديد سويـًا.......
بينما  نظر نجم إلي يـم و رفع يده و ضربوا كفهم في بعضهم و وضع يـم يده علي كتف أخيه و عبث في شعره بمرح بينما نظر إليهم زين بيأس و تنهد و لا يعلم متي سوف يتغير أبنائه و لكنه لا يعلم أن للقدر رأي آخر و سوف يذهب كل ذلك في مهب الريح فمن الممكن أن يتحول الأخوة إلي أعداء و من يعلم..

إيسيل و هي تجمع اغراضها و حمحمت بأحراج : طيب يا نجم كده احنا خلصنا
نجم بابتسامة  هادئة : تمام يا إيسيل شكرًا .

نظرت إليه إيسيل بحنان بينما رفع يم حاجبه باستغراب و نظر إلي فهد الذي عقد ساعديه أمام صدرة و علي وجهه ابتسامة  ساخرة

حمحمت إيسيل بارتباك من أنظار يـم و فهد إليها : لا و لا يهمك احنا اصدقاء... باي يا اونكل !
زين بابتسامة  هادئة : مع السلامة يا إيسيل نورتي و شكرًا علي مساعدتك و السواق تحت في انتظارك .
إيسيل بسرعة  وهي غير واعية  لحديثها : لا عادي حضرتك متعرفش نجم غالي عندي إزاي لو احتاجني في أي وقت أنا تحت امره
يـم بسخرية  و رفع حاجبه بتهكم : لا و ﷲ
بينما ضرب فهد علي كتف نجم باعتزاز : تربيتي يالا..
نظرت إيسيل باستفهام إلي يــم و هي لا تعلمه بينما تحدث نجم و لاحظ استغرابها : إيسيل ده يــم الراوي أخويا الكبير اللي حكيتلك عنه الطوفان

إيسيل بسعادة و هي تمد يديها للسلام علي يـم بينما نظر إليها يـم باستفهام و هو لا يفهم ماذا تفعل تلك الفتاة  و لكنه بسط يده و بدالها السلام مع ابتسامة  هادئة

لمعت إيسيل أعينها بإعجاب لا ارادي : بجد انبسطت إني اتعرفت عليك يا يـم مش متخيل نجم بيحكي عنك إزاي أنت و أبيه فهد لدرجة  إني كنت بتخيل شكلكم بس طلعت احلى  من تخيلي كمان و عيونك احلى من كلام نجم عليك و اكملت بانبهار وهي تنظر إلي اعينه بعمق : ماكنتش متخيله أن في عيون كده فعلًا مميز ذي اسمك .

قطب يـم حاجبه بضيق و لا يروق إليه حديثها و ابعد يده عنها بحده شعرت بها : شكرًا

لوي فهد فمه بعدم رضا : لا كده يا قمر ازعل منك
نظرت إيسيل إلي يـم بارتباك من فعلته و شعرت بيده وهي تزيح يديها بحده ثُـم التفت علي صوت فهد الذي يحدثها : ليه بس يا أبيه ؟!
فهد بسخرية : عشان يا قلب الأبيه قولتي ليم باسمه و هو يعتبر قدي في السن ينفع كده ده أنا حتي صغير و حلو علي كلمة  أبيه  ديه بقي بزمتك بقي أنا أبيه و أنا اللي كنت فاكرك في الأول و لا بلاش ....

ضغط يـم علي شفتيه و هو يحاول منع ابتسامته من الظهور و قد فهم مغذي حديث فهد بينما اشتعل وجه زين بالغضب من أفعال أولاده التي في يوم من الايام سوف تصيبه بالشلل

و تحدث بصوت صارم : تمام يا إيسيل والدك لسه متصل بيا و أنا قولتله إنك جايه
حمحمت إيسيل بارتباك : طب استأذن أنا عن اذنكم و ابقي سلم ليا علي انطي منى  عشان مش هلحق اشوفها عن اذنكم
زين : يوصل يا حبيبتي و هبقي اكلم زياد والدك اطمن لما توصلي نجم وصلها علي الباب لو سمحت .
أشار إليها نجم في اتجاه الباب و تنهد : حاضر تعالِ يا إيسيل .

أومأت بهدوء و ألقت نظره أخيرة  علي يـم و فهد و ذهبت مع نجم في إتجاه الباب بينما كان فهد يهمس ليم ببضع الكلمات و يـم ينظر إليه و يتحدث بصوت خافت و هكذا الحوار بينهم

فهد : طلعت اندر ايدج أومال الإنتاج ده ماكنتش عندنا ليه و إحنا في المدرسة زمان ده أنا البنت اللي بتطلع معايا الأولي دائمـًا كانت لابسه نظاره كعب كوبأيه
عقد يــم حاجبيه بسخرية : أنت كنت بتطلع من الاوائل أصلا؟!..
فهد : أومال طبعـًا .
يم بسخرية : أنا شكلي مش من العيلة ديه بتطلع الأول ده أمتي ده أنت لما كنت بتجيب درجة  النجاح كنت بتعمل حفلة  .
فهد : أنت فاهم غلط أومال طوفان إيه و بتاع إيه و لا هي سمعه و خلاص يا أبني كنت بطلع من ورا آخر عشره دول عارفهم مش ذي أمثالك أول إثنين لما كنت بتاخد المركز الثاني تعاقب نفسك أهو ده بقي اللي تاعبك في حياتك .
يم بدون مقدمات مع ابتسامه صفراء : هقل أدبي عليك........ !!

و افاقوا عندما وجدوا زين ينظر إليهم و علي وجهه علامات الغضب عاقدًا ساعديه أمام صدرة ليقفوا بجانب بعضهم باعتدال و صمت الإثنين إحترام إليه بينما تأفف زين بيأس : أنتوا الإثنين تعالوا علي المكتب عايزكم !!

و ذهب من أمامهم و نظر يم و فهد إلي بعضهم باستغراب
أشار فهد في اتجاه والده الذي ذهب بدون حديث : ماله ده ؟!
نظر يم في إتجاه زين و تحدث و هو يشعر بعدم راحه : مش عارف بس حاسس أن في كارثه ربنا يستر .
فهد : ليه بتقول كدا ؟!
نظر إليه يم و قال  : مش عارف بس في كارثه ده المتأكد منه و شغلي علمني كده .
فهد و هو يشعر بنفس الإحساس و لكنه ضربه في كتفه بخفه لكي يخفف عنه : و حياة أهلك بلاش فلسفتك ديه عليا أنا بالذات عندي حساسيه
ابتسم يــم بدون اراده و نظر إليه بعدم استيعاب : عندك ايه ؟!
فهد : حساسيه من الأدب اللي عندك .
حرك يم رأسه بيأس و تمتم بقله  حيلة  و سخرية : سعد زغلول زمان كان عنده وجه نظر و إن مافيش فايده في أمثالك

و ذهب من أمامه هو في كل مره يشعر بلا فائدة من حديثه مع شقيقه و أن فهد سوف يبقي فهد إلي الأبد و لكن عليه إنقاذ نجم الذي يمشي علي خطاه...............

___________________

في غرفة المكتب..........

ارتفعت اصوات الطرفين و فهد يحاول تهدئه الموقف و خاصه يـم هو يعلم خير العلم عندما يغضب كيف يتحول إلي شخص آخر و لا يفرق مع من يتحدث

نهض يــم من علي كرسيه بغضب و تحدث بصوت مثل الرعد : لا ده أنت بتهزر بقي !

زين بحده : يـم فوق لنفسك و اعرف أنت بتكلم مع مين و لو هتكبر مش عليا أنا زين الراوي .
امسك فهد كتف يـم و تحدث سريعـًا : يـم اهدي و اسمع وجه نظره يمكن تفهم قصده ايه .

يم بغضب و ابعد يده عن كتفه بشدة  و ابتعد خطوتين للخلف : اسمع وجه نظر إيه أنت اتجننت شكلك كده.... جواز مين ده اللي اتجوزه من بنت عمرها 19 سنة  سيبك من السن هي اصلًا عارفه معني الكلمة إيه عشان أبوك يطلب مني اتجوزها
زين بحده : عشان حمايتها !
صاح يم بغضب و ضرب علي المكتب بقبضه يده : أنت عارف إني أقدر علي حمايتها من غير جواز و كويس أوي كمان... يعني الجواز مالوش أي داعي و لو حد فكر يقرب منها  يبقي عليا و علي أعدائي و ماحدش يقدر يقرب منها طول ما أنا معاها لو كنت مش عارفني كنت قولت معاك حق لكن أنت عارف أن في شغلي مش بعمل حساب للكبير و ماحدش يقدر يقف في وشي أنت عارف كده كويس أوي كمان

زين : هي بالنسبه ليك شغل ؟!
يم : قصدك إيه ؟!
زين : يعني بلاش نضحك علي بعض أنت عارف أنها مش شغل فاهمك يا أبن زين و فاهم اللي فيك و عارف حاسس بأيه حاليـًا

ابتعد يـم عنه و أصبح في حالة  من الغضب العارم و امسك خصلات شعره بقوة  و علي وشك اقتلاعه بينما نظر فهد إليه بضيق و ووضع يده علي وجهه بنفاذ صبر و هو يحاول التحكم بنفسه بينما زين ينظر الي أولاده هو يحاول أن يري آثر حديثه علي الإثنين نعم بل كان موجه إلي الإثنين يعلم أنهم في نفس المشكلة و لكن كل منهم يتحكم في أفعاله و هو لا يريد ذلك يريد أن ينفجروا يخرجوا ما بهم و لا للأسف الشديد لا أحد منهم يعبر باي شئ

و ابعد يـم يده عن خصلات شعره و نظر إلي زين و تحدث : مش أنت حاسس باللي فيا... حاسس إني بقولك مينفعش في كل الحالات مينفعش .
زين : السبب !

صاح يـم بغضب و اكتفي من الحديث يشعر بقلبه أحد يمسكه بقوة  و يعصره بين يديه : مش بتاعتي مش ليااااااااااا.. مش فاهم ده ليه... أنا مجرد حماية  مؤقته لحد ما ترجع للشخص اللي أمني عليها أنا مش خاين عشان اخد حاجه مش بتاعتي!!!!!

سند زين ساعديه علي المكتب و تحدث بصوت هادئ و أصبح وجهه أمام وجه يـم : الشخص ده أنا اللي اقرره هي بنت أختي و أنت أولي بيها من الغريب .
يم : بلاش تستغل النقطة ديه عليا و لو كنت قولتلك ده عشان كان لازم تعرف ده لكن مش تعرفه و تعمله عليا و عشان هي بنت أختك تقولي اتجوزها قبل ما تقول الكلام ده فكرت فيا أنا فكرت إزاي كانت بالنسبه ليا زمان البنت ديه أنا ربتها علي ايدي ديه أنا في يوم من الأيام كنت بقول هسلمها لعريسها بأيدي في الآخر عايزني اتجوزها أنت مش متخيل الموقف أو الكلام اللي بتقوله ديه طفلة  بالنسبه ليا أنا لو كنت اتجوزت بدري كان معايا ولد أو بنت أصغر منها بكام سنه أنا رجل مش عيل عشان تقولي اتجوز هتجوز.. القرار ده أنا اللي احدده مش أنت.. من حقي أختار اللي هتبقي في حضني و تشيل أسمي

زين بحده و طفح الكيل من حديثه ابنه الغريب بالنسبه إليه : يـــــــــم
ســـلا خلاص بقت مش فراولة ده كان زمان فيه فرق بين الإثنين دلوقتي سلا و فراولة......

قاطعه يم بغضب : سلا و فراولة الإثنين بنت واحدة  و مهما كبرت هتفضل البنت اللي اتربت علي ايدي و بلاش تعمل مقارنة  بين الإثنين عشان في كل الحالات في بالنسبه ليا فراولة خلاص هو خلص الكلام لحد كدا.

زين : مش أنت اللي تقول خلص و لا لا

صاح يـم بغضب يحمل الكثير و الكثير من الألم و الوجع : الرحمة... عايز الرحمة
هو ماحدش حاسس بيا كل واحد عايزني اعمل اللي علي مزاجه كل واحد فاكرني إني ملاك و مش بتعب أنا معنديش قدرة  أتحمل أكثر من كده و أنتوا خدتوا
قدرتي أنتوا عايزين من يــم إيه و لا إيه هرضي مين و لا مين... منى اللي طول الوقت محملاني ذنب موت ابنها اللي هو توأمي و كل ما ببص وفي عيونها بشوف أنها بتقولي يا ريت كنت موت أنت و هو فضل عايش عملت كل اللي اقدر عليه عشان اعوضها لحد ما كنت مستعد امحي شخصيتي عشانها إني ابقي يامن مش يـم بس هي عمرها ما شافت عمرها ما شافت إني ضحيت بحلمي عشانها و دخلت مجال و شغل مش حلمي و كل ده عشانها الحلم اللي مش شافته في ابنها تشوفه في الثاني.. مشافتش كل ده داخله و دايسه علي يـم بكل جبروت و يـم ساكت و مش بيتكلم اتكلم اقول إيه ماليش أي حق أصلًا اتكلم إذا كان بتقولي قتلت أخوك و متعرفش اللي حصل رافضة تسمعه و كل اللي عليها تتهمني في قتله لما رديت عليها و قولتها مافيش داعي تتعبي نفسك شوفت في عيونك الزعل عليها كأن ماليش حق اقولها كده... هي من أمتي تعرف عني حاجه.. من امتي كنت مهم ليها... من أمتي خافت عليا لما كنت بروح مهمة  و مش عارف اذا كنت هرجع أو لا كنت بشوف أني مش فارق معاها و كلب وراح......
عندي ثلاثين سنه و مستني حنان من أمي متخيل ده متخيل إني بعد كل اللي عملته مستني اليوم اللي تفوق فيه و تعرف و ترجعلي لأول مره تعترف بيا علي اساس ابنها بس بقولها ليك في الوقت اللي هتيجي ليا فيه ساعتها أنا اللي هرفضها عشان ساعتها الوقت هيكون فات و مينفعش البكي فيه و يـم اللي تعرفه هيرجع بداله نسخة  ثانية  و اللي دلوقتي اللي بيحلف بيه و بجبروتي اقسملك إني هبقي من غير رحمة و مش هيفرق معايا حد و همشي ساعتها لما اعملها أبقي افتكر كلامي عشان حتي لو رجعت هتتفاجي أن ده ابنك هبقي واحد عمرك ما كنت تعرف عنه حاجه هبقي فعلًا اوسخ خلق ﷲ اللي في الدنيا كلها هيبقي فيا و ساعتها يبقي حد يقف في وشي عشان هنسفه من علي وش الأرض و مش هيفرق معايا إذا كان عدو و لا حبيب......

و فتح ذراعيه و علي وجهه ابتسامة ساخرة تلمع أعينه بضوء مرعب مع زرقه عينيه  أعطته هالة من السحر : شايف بقي مستعد أبقي عامل إزاي بس تقدر تقول كدا الوقت لسه ماجاش بس مش مطلول لو عايز تستعجل أجبرني علي حاجة ...... !!!

نظر فهد إلي يـم بصدمة فهو الآن فعليـًا لا يرى أخيه يم بل يري شخص آخر كليًا لا يعرف عنه شئ يري أنه قد طفح به الكيل و قرر ظهور أفعال منى إلي الجميع دائمـًا كان يرفض معرفة  زين بأفعال منى و لأجل أن لا يحدث خلاف بينهم لكن اليوم يري أن يـم لم يعد يعتبرها أمه يري أنه مستعد أن يصبح شخص آخر و رأي مدي جديته في الحديث و قسمه أنه مستعد لأن يصبح شخص آخر يعلم جيدًا أنه لا يمزح بل رأي أنه خرج عن السيطرة

بينما نظر زين إلي يم و عقد ساعديه أمام صدره و تحدث بدون مقدمات و لم يعطي لحديثه رد فعل رغم أنه يعلم أن يـم عندما يقسم أنه جادي و لا يمزح و لكن عليه أن يفعل ذلك من أجله لا يوجد خيار آخر أمامه : إعلان جوازك نزل في كل الجرائد من نص ساعه بالضبط و عمتك أمينة جايه مع أمان النهاردة عشان كتب الكتاب و كلمت غيث جاي النهاردة بدل بكره و هنستقر كلنا في القاهرة  ثاني الكل في الانتظار حضر نفسك

صدم فهد من افعال أبيه يري أنه يضع البنزين
بجانب النيران و ذهل من فعل الذي صمت تمامـًا و لم يظهر علي وجهه أي رد فعل كان يظن أنه سوف ينفجر و يصرخ و يقلب العالم رأسـًا علي عقب و لكن بالحق تملكته الصدمة من هدوئه
و تحدث بنبرة يعلمها فهد جيدًا : تمام يا زين باشا !!

و كان علي وشك الخروج من الغرفة وجد نجم يدخل الغرفة بدون إذن و تحدث بدون مقدمات : سلا مش في اوضتها هي و جنة
صاح فهد : نـــعـــم
يـم بحده : أنت بتقول إيه؟!


تلتف يمينـًا و يسارًا بخوف و توتر وهي تمسك يديها ببعضهم البعض......
جنة  بخوف : سلا عشان ربنا   يلا نمشي لو حد عرف أن إحنا كدبنا هنروح فيها و لو يـم عرف إنك خرجتي من غير ما يعرف هيبهدل الدنيا أنتِ لسه متعرفيش يـم لما بيقلب لسه بيبقي عامل إزاي فعشان خاطر ربنا يلا من هنا !

نظرت إليها سـلا بإصرار و تظهر جانب جيد من جوانب شخصيتها غير الضعف بلى  العند الذي سوف يؤدي بها اللي الهلاك لأن تلك الطفلة لا تعلم أن تلك الخصلة ليست من قوانين الطوفان بل الجميع يسير علي قوانينه الخاصة و هذه هي القاعدة الأولي لا تثير غضبه..

سلا بعند : لا أنا مش همشي غير لما ادخل الڤيلا و اخد اللي أنا عايزاه
جنة بغضب : إزاي و الڤيلا مقفولة.. مافيش حارس و لا حرس عليها حتي.. سلا اقصري الشر و يلا نرجع كفاية  كده و مش عارفة  إزاي طاوعتك و جيت معاكِ .

نظرت سلا إلي جنة و تأففت بضجر و رفعت بصرها إلي اعلي و توقفت قليلًا إلا أن ابتسمت بخبث و نظرت إليها مجددًا بينما بلعت جنة لعابها بصعوبة و تحدثت بتوتر : في إيه مالك ؟!
سلا بعبث : جربتي قبل كده تهربي من المدرسة .
جنة بصدمة و صاحت بغضب : لا طبعـًا فاكراني إيه
ازاحت سلا جاكيتها من عليها و القته أرضـًا و عقدت شعرها : أنا بقي عملتها .

و ابتعدت سريعـًا للخلف تحت أنظار جنة المصدومة و وجدت سلا تركض سريعـًا في إتجاه السور الخارجي و تقفز عليه و تتشبث  به و تضع ساعديها عليه و ترفع باقي جسدها و عندما فعلتها رفعت قدمها اليسرى و بعدها اليمينى  و جلست عليه بابتسامة  واثقة
و نظرت إلي جنة  التي مازالت تحت تأثير الصدمة و صاحت بصوت. عالي : جايه و لا لا

عقدت جنة  ساعديها أمام صدرها بغضب و قررت أن تقف ضدها ظننـًا منها عندما ترفض الدخول إلي هناك سوف تعود سلا عن قرارها : لا
هزت سلا كتفيها بملل : براحتك

و قفزت إلي الڤيلا من الداخل بينما صرخت جنة  برعب و وضعت يديها علي فمها بصدمة من فعله تلك المجنونة لقد خالفت توقعاتها

________________

في جريدة معروفة  و لها ثقلها........

في مكتب رئيس التحرير........

تقف مادي أمام رئيس التحرير و هو يجلس علي مكتبه و يحمل بين يده كوب قهوته و يرتشف منه بهدوء تام غير عابئ لتلك المجنونة التي تتحدث فقد تعود علي أسلوبها ذلك و قلب أعينه بملل
بينما صاحت مادي بغضب : إزاي يعني اتنقلت القاهرة من غير ما أعرف هو لعب عيال .

هيثم رئيس التحرير و تحدث بنبرة تحذير : مادي

حمحمت مادي بارتباك بعد ما علمت ما تفوهت به و لكنها تماسك و تحدثت بقوة  مثل عادتها : آسفه يا فندم بس ده حقي إزاي حضرتك تنقلي من غير ما اعرف و مضيت قرار النقل بدون معرفة مني و أنا مسافرة  إزاي ده ؟!

تنهد هيثم و وضع فنجان القهوة الذي بيده علي المكتب و شبك يديه الإثنين في بعضهم : بصي يا مادي فاهم جدًا موقفك بس الفرع الرئيسي بالخاص بالجريدة فيه عجز في قسم الفن و كانوا عايزين حد ذو خبرات و بصراحه ملقتش احسن منك بقالك معانا ثلاث سنين بس قدرتي تعملي اسمك في وقت صغير و هناك الإمكانيات أفضل و أنا بس رشحت اسمك و اللي اختار صاحب الجريدة مش أنا و أنتِ عارفه أن الجريدة ديه لرجل أعمال كبير و ليه اسمه و مش أنتِ بس اللي راحه في أكثر واحد معاكي

مادي بغضب تحاول التحكم به : بس اشمعنا أنا اللي اتاخدت في قسمي مع معايا تمارا و آدم و شهاب و سمر غير أيهم و رجاء

هز هيثم كتفه بقله  حيله : آسف يا مادي بس مش بأيدي و بعدين هناك المرتب اكبر

صاحت مادي بغضب و ضربت علي المكتب بأيديها مما جعله يتراجع إلي الخلف بكرسيه مع ابتسامه بلهاء
مادي بغضب : أنت فاكرني بشتغل عشان الفلوس أنا لو طلبت بكره تلاقي جريدة بتاعتي... أنا بنت محمد السالمي يعني الفلوس ديه بنلعب بيها و أنا مش مادية  عشان اتنقل عشان المرتب لو بشتغل ده عشان أنا عايزة كده مش عشان فلوس... اظن أنت عارف والدي عامل إزاي بس تمام أوي هي بقت كده تمام...

و جذبت حقيبتها من علي الكرسي و ذهبت بخطوات غاضبة و هي تتحدث مع نفسها بكلمات غاضبة و أغلقت الباب خلفها بعنف مما جعل هيثم يهتز عقب ما تأكد من ذهابها عدل من وضع نظارته  الطبية  و فتح الدرج الخاص بالمكتب و اخرج هاتفه و تأكد من أن الشخص كان مستمع إلي كافه الحديث و امسكه بين يديه و وضعه علي إذنه : تمام يا باشا..

المجهول : تمام يا هيثم اعمل حسابك هي كلها يومين و تكلمك توافق علي العرض
هيثم بحيره : إزاي بس يا باشا   أنا كنت متوقع ده من مادي ديه جات لينا من ثلاث سنين و ماحدش كان يعرفها بس خلال اسبوع عملت رعب للكل
مافيش حد بيعرف يتكلم معاها كلمتين علي بعض أولًا شغلها مافيش حد بيقدر يعمله ذيها أنا كنت مشيتها من زمان بس رفعت من اسمنا

ضحك المجهول :لا متقلقش واثق فيها ابقي شوف حسابك في البنك لو احتاجتك هكلمك
لمعت أعين هيثم بالسعادة : في الخدمة في أي وقت يا باشا في حفظ ﷲ

اغلق الهاتف مع الشخص المجهول و ذهب إلي عمله مجددًا رغم صدمته من طلبه و أن تأتي إلي القاهرة منذ متى  و هو يفرق معه أحد و لما طلبها هي بالاسم و لكن حرك كتفه بقله حيله لا أحد ما يعلم ماذا يحدث في هذه الأيام و يبدو أن للقدر رأي آخر...........

_______________

في ڤيلا آية من الجمال......

يقف ذلك المجهول علي وجهه ابتسامة  ساحرة عندما سمع ماذا فعلت تلك التي قلبت حياته رأسـًا علي عقب منذ أن رآها من يومها اقسم أنها سوف تبقي ملكه إلي الأبد و لا يعلم أن تلك القطة الشقية

ان هناك من تملك  قلبها ذلك الذي سرقه و هرب به و لكنه الآن إتي و لكن ليس إليها يبدو أنها لغيرها هي تعشقه بينما هو عشق تلك الطفلة التي تربت في أحضانه سلا
و هو يعاهد نفسه أنها سوف تصبح إليه في يوم من الأيام حتي لو اضطر إلي التضحية بحياته هل يقف أمام ذلك الحب الذي في مهب الريح أو أن للقدر رأي آخر..........

__________________

في السوبر ماركت.........

يقف نيروز أمام المشروبات الغازية و قد زغلل أعينه من كثر الأنواع و تأفف بنفاذ صبر لا يتذكر ماذا طلبت منه دُنيا أن يأتي إليها قبل ذهابه إلي البيت

هز نيروز كتفيه بلا مبالاة : أن شاء ﷲ ما حد حوش يعني لو موتنا هنعمل إيه بالفلوس يعني .

و جذب من كل الأنواع صندوق كبير و وضعها في عربيه المشتريات التي أمامه بينما تنظر إليه الناس بأعين مذهولة و لا يصدقون أفعاله بينما هو لا يبالي بأحد و إتي عند آخر صندوق من النوع الأخير و الوحيد و علي وشك لمسه وجد يده توضع فوق يده التفت وجدها هي نعم يتذكر تلك الفتاة التي حاول جاهدًا أن يبعدها عن عقله عندما راها و عندما بدأ أن ينساها فعلًا وجدها أمامه يا ﷲ أكان ينقص حياته لكي تضاف إليه تلك الفتاة

بينما عندما رأته و اصطدمت اعيونها بتلك السحابة الفضية تذكرته علي الفور نعم صاحب الأعين النادرة تلك الأعين التي سرقت النوم من أعينها و طوال الليل تحاول معرفة  لون أعينه حتى  أصبحت تأتي في منامها

و تحدثوا في صوت واحد : أنتِ... أنت

نيروز بابتسامة  سخرية : مي هنا
نظرت إليه الفتاة  بغضب و أشارت إليه بأصبعها السبابة: احترم نفسك يا أستاذ لو سمحت و بطل تقولي مي فاهمه قصدك من الكلام
رفع نيروز حاجبه باستغراب لا تخلو من السخرية : ايه ده أنتِ بتفهمي ذينا لا بجد اتصدمت

نظرت إليه بوجه احمر من الغضب و علي وشك تلقينه درسـًا لن ينساه قاطعها صوت هاتفه الذي يعلن باتصال و ترك العبوه من يده و اخرج هاتفه من جيب بنطاله و رفعت حاجبها بسخرية عندما رأت اسم المتصل بـ « حبيبتي»
بينما هو ضغط علي زر الرد و وضعه علي اذنه و تحدث بصوت هادئ ذهلت الفتاة  منه : أيوا يا توتا !
ارتفع صوت مادي الغاضب : أنت فين يا نيروز !
عقد نيروز حاجبيه باستغراب : في السوبر ماركت بجيب شوية  حاجات في إيه ؟!
مادي : أنا شوفت اللي حصل و لا حتي كلمت فهد النهاردة
نيروز : لا كلمته الصبح و قالي أنه راجع البيت مع أخوه و ابقي اعدي عليهم و اجيبك من الشغل معايا .
مادي بدون مقدمات و صاحت بصدمه لا تخلو من الغضب : يـم هيتجوز سـلا يا نيروز

حرك نيروز كتفه بعدم إهتمام إلا أن استوعب و تحدث بعدم تصديق : آه و ماله بس.. نعم يا أختي.. مين اللي يتجوز أنتِ عرفتي منين الكلام ده

ضربت مادي رأسها بخفه : بعد ما خرجت من الجريدة لقيت بابي بيكلمني و أن اونكل زين بيقوله علي جواز سلا و يم و أن سلا تقريبـًا هربت و مش في البيت و يـم قالب الدنيا هو و فهد عشان جنة  معاها

نيروز : مادي أنا مش فاهم أي حاجه إيه اللي حصل أنا لسه سايب الثلاثة إمبارح كويسين
مادي :و لا أنا كمان فاهمة  يا نيروز
تنهد نيروز بضيق و تحدث بجديه : أنتِ فين دلوقتي ؟
مادي : قريبه من مطعم **** اللي جنب الجريدة
نيروز : خليكِ عندك شوية  و جاي اخدك متروحيش لوحدك فاهمة  يا مادي
مادي : أوك بس متتاخرش عليا
نيروز : مسافة  الطريق متقلقيش سلام
مادي برقة  : باي !

اغلق الهاتف مع طفلته الصغيرة فهي بالنسبه اليه ابنته و ليست مجرد صديقة
و ترك المشتريات في عربة  التسوق بدون ادني اهتمام و ذهب بخطوات شبه راكضة  في إتجاه الخارج بينما ترك تلك التي تغلي من الغضب و كل مرة  يوقعها القدر مع ذلك المتعجرف الوسيم و لا تقدر علي رد إهانته لكن يبدو أن للقدر رأي آخر..............

______________

دلفت سلا بخطوات هادئة تجاه باب الڤيلا و وضعت يديها علي خصرها و هي تفكر في طريقه للدخول إلي هناك و لكن تذكرت سريعـًا تلك الزرعة التي وضعت بها من قبل مفتاح الڤيلا الاحتياطي دائمـًا ما كانت تنسي اخذ متعلقاتها الشخصية  و  قررت وضعها هنا في حين أن نست مره أخري و ذهبت في اتجاهها سريعـًا و اخذت في إبعاد التراب عن تلك العلامة التي وضعتها عند تلك الزهرة الأرجوانية المميزة بالنسبة  إليها و ابتسمت بسعادة عندما وجدته و امسكته بين يديها و مسحت بطرف فستانها القصير و ركضت سريعـًا في إتجاه الباب و عندما وضعت المفتاح و يالا الصدمة وجدت أن الباب مفتوح ابتلعت ريقها بصعوبة و دلفت إلي الڤيلا بخطوات هادئة تحمل القليل من الخوف و عندما رأت أن الڤيلا كما تركتها و لا يوجد اي أثر للغبار تملكها الرعب و تمنت أن تنشف الأرض و تبتلعها و شعرت أن قدمها من الهلام و تريد الركض إلي الخارج و لكن تمالكت نفسها و قررت إنهاء ما بدأت و وجدت أن جبينها اخذ في التعرق لشده التوتر و وضعت يديها علي جبينها لتمسحها بهدوء
و قررت الصعود إلي غرفتها أولًا لتذهب بعد ذلك

و صعدت إلي السلم بخطوات سريعة و هي تمسك بالترابزون الخاص بالسلم و صعدت إلي عرفتها سريعـًا و مما جعل قلبها يهوي أرضـًا عندما وجدت باب الغرفة مفتوح علي مصراعيه و ذهبت باتجاه الباب بخطوات هادئة و هي ترغب في الموت بشده في ذلك الوقت حاليـًا و وجدت كل شئ في مكانه الصحيح مما جعلها تهدي قليلًا
و ذهبت في إتجاه غرفه الملابس و جذبت حقيبة سفر كبيرة و أحضرت جميع اغراضها و متعلقاتها الشخصية  و ذهبت في إتجاه درج المكتب و أخرجت منه جواز سفرها و حمدت ربها انها تركته هنا في الأسكندرية  و ليس في القاهرة  و وجدت بجانبه بطاقة  الائتمان المصرفي الخاصة بها نظرت إليها بتردد الي أن حسمت أمرها و جذبتها و وضعها مع اغراضها في الحقيبة و اغلقت الحقيبة و بعد ما اخذت المهم بالنسبه إليها و لكنها توقفت عند ما تفعله عندما رأت طيف أمامها و رفعت عيونها أمامه نعم هو تراجعت للخلف برعب و همست بصوت متردد : زياد !!!!!

انتظروني في الحلقة القادمة من بحر النسيان

توقعات هيعمل إيه يم ؟؟؟
مين اللي بيراقب مادي ؟
نيروز هيشوف البنت ثاني ..

كل ده هنشوفه في الحلقات الجايه


جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن